الجزيرة الوباء أمد للإعلام
أمد/ يلاحظ أن أغلب المثقفين، خاصة الصحفيين والكتاب، عندما يتناولون موضوع إغلاق مكتب الجزيرة في فلسطين يبدأون بالتنويه إلى مواقفهم من هذه القناة، وأنهم سبق وأن حذرونا من هذه القناة منذ سنوات طويلة. شكرا لكم، انتم لديكم حس مسبق ولكن ما فائدة هذا الحس وهذا الموقف؟ ولماذا لا تؤيدون قرار السلطة التي انحازت إلى مواقفكم من قناة الجزيرة؟
هل قناة الجزيرة قناة إعلامية فقط، هل السلطة الفلسطينية أوقفت عملها الاعلامي ام أن هذه قناة تحرض بشكل مباشر وباصرار عجيب ضد السلطة الفلسطينية وكل المشروع الفلسطيني الذي تمثله السلطة؟
ماذا نفعل في مواجهة قناة مهمتها الرئيسية فلسطينيا التحريض ضد السلطة الفلسطينية، قناة تملك من القدرة والامكانيات ما لا تملكه ولا تقدر عليه ولا تستطيعه السلطة، ماذا نفعل؟ هل نترك الجزيرة تنخر في الجسد الفلسطيني وتضلل العامة والخاصة حتى يرضى عنا العالم ولا يتهمنا بأننا أعداء لحرية الإعلام، أم ندافع عن أنفسنا وفقا لامكانياتنا.
هل نسيتم دور الجزيرة في حرب الطوفان على غزة، مَن نفخ في قوة غزة وضلل العامة والخاصة، الجزيرة هي التي قادت المعركة إعلاميا ضد مصلحة الشعب الفلسطيني وضد غزة وأهلها.
نحن لا نستطيع أن نواجه هذه القناة اعلاميا، هذا واضح وليس بحاجة إلى شرح.
هب أن وباء دخل قرية ولا يستطيع اهل القرية مقاومة هذا الوباء، ماذا يفعلون؟ لايملك اهل هذه القرية الا أن يغلقوا ابواب قريتهم بقدر استطاعتهم في وجه هذا الوباء.
ليت الأمر كان بهذه السهولة، ليت الجزيرة وباء نغلق ابواب مدينتنا في وجهها، انها وباء يتسلق من فوق الحيطان ومن شقوق الأبواب والنوافذ.
ستصل لنا الجزيرة من خلال الاثير المفتوح، ومن مراسلي الجزيرة في غزة الذين سينحازون إلى لقمة عيشهم، ومن المحلل الكبير الذي يتقاضى شهريا 18 الف دولار مقابل هذره اليومي المتواصل من على هذه القناة، سيواصل ابو رأس كبيرة تحليلاته، وكذلك سيفعل أساتذة العلوم السياسية في الجامعات الفلسطينية، والمحللين العسكريين الذين لم يدخلوا معركة في يوم من الايام.
هذه الفئة وكثير من فئات الشعب الفلسطيني تعاني من ضعف في الوطنية الفلسطينية، ضعف في الانتماء والممارسة، ولا يمكن أن ينحازوا الا إلى الدولار والدينار والشيكل، لا يمكن أن يكون موقفهم إلى جانب موقف السلطة رغم اختلافهم معه، هذا الدرس الأول في الوطنية الذي يجب أن يتعلمه الجميع، الكبير والصغير، المتعلم والمتبلم؟!
الجزيرة وباء، من واجبنا أن نحمي سلطتنا وشعبنا ومشروعنا منه، هذه واحدة من أهم الأولويات.
نحن لسنا قيمين ومسؤولين عن حرية الصحافة في المنطقة ولا في العالم. نحن أولويتنا الحفاظ على مشروعنا الوطني في وجه هذا الوباء، الفيروس المسمى ب الجزيرة.