أمد/ مجلس النواب، بل هي أيضًا مؤشر, لقدرة الدولة العراقية, على استكمال مسيرتها الانتخابات البرلمانية في العراق, ليست فقط ممارسة لاختيار ممثلي الشعب, في نحو الديمقراطية, والانتقال السياسي السلمي.

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية السادسة, تبرز العديد من الأسئلة, المتعلقة بالمشاركة السياسية، فالظروف التي تحيط بالعملية الانتخابية, تكتنف الانتخابات القادمة, تحديات كبيرة بالمقاطعةِ, وترويجٍ للتظاهرات أثناءَ الاقتراع وبعده, ما ينبئ بفوضى, كالذي مرت بالعراق عام 2019.

يعاني العراق من أزمة اقتصادية عميقة, بسبب الاعتماد الكبير على صادرات النفط، التي تشهد تقلبات في الأسعار, هذا الوضع الاقتصادي, قد يحد من قدرة الحكومة, على الاستمرار بتقديم. خدمات فعالة للمواطنين، مما يقلل من ثقة الشعب, في قدرة النظام السياسي, على تلبية احتياجاتهم .

تواجد القوات العسكرية الأجنبية، مثل القوات الأمريكية والتحالف الدولي، ضمن الاتفاقية الاستراتيجية, يظل موضوعًا حساسًا في العراق, للرفض الأمريكي للفصائل المنضوية, ضمن الحشد الشعبي, التي تنعتها أمريكا بالأذرع الإيرانية على الرغم من تراجع تهديد تنظيم داعش في السنوات الأخيرة، إلا أن الوضع الأمني في بعض المناطق؛ مثل محافظات غرب العراق, وبعض المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان.

رغم تراجع تهديد تنظيم داعش، لا يزال الوضع الأمني هشًّا, كمنطقة الطارمية التي جرت فيها, عملية تصفية صفاء المشهداني, وقد تواجه بعض المناطق صعوبة, في تنظيم الانتخابات, بسبب وجود جماعات مسلحة, أو مجموعات إرهابية تهدد الأمن, إضافة الى الترويج للمقاطعة, من قبل التيار الصدري, في أكبر تجمع له بمدينة الصدر, الذي قد يصل لإغلاق, بعض المراكز الانتخابية.

الانتخابات السابقة في العراق شهدت, حالات من التلاعب بالنتائج والتزوير، سواء من خلال شراء الأصوات, وهذا ما عمل عليه بعض المرشحين؛ أو التأثير على الناخبين بالقوة, بالرغم من أن الحكومة العراقية, قد بذلت جهودًا لتحسين شفافية الانتخابات، فإن التحديات المتعلقة بالتلاعب, لازالت مستمرة لهذا العام, ما أدى إلغاء ترشيح, بعض المرشحين.

المشاركة في الانتخابات البرلمانية, لعام 2025 في العراق ستكون محورية, بالنسبة للمستقبل السياسي للبلاد, على الرغم من التحديات الكبيرة, التي قد تواجه الانتخابات, للانقسامات الطائفية والفقر السياسي، إلا أن هناك أمل لفرص إصلاحات, قد تساهم في جعل العملية الانتخابية, أكثر نزاهة وشفافية, ومن المهم أن تعمل الحكومة العراقية, لضمان أن تكون الانتخابات مناسبة للمواطنين, وأن تفضي إلى تحسين الأوضاع, السياسية والاقتصادية في البلاد.

أسئلة تداولها الشعب تراود المواطن منها, هل ستنجح الحكومة العراقية, في ضمان انتخابات, خالية من التلاعب؟ كيف سيؤثر الوضع الأمني, على قدرة الناخبين في بعض المناطق على المشاركة؟ هل ستتمكن القوى السياسية, من تجاوز الانقسامات, الطائفية والعرقية, لتحقيق توافق وطني؟

شاركها.