الاستعداد لصوم شعبان
مضى شهر رجب، وأقبل شهر شـعبان المبـارك، فلا تتغافل عنه، وأحسِن الاستعداد فيه لشهر رمضان المعظم، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفَع عملي وأنا صائم”، وهو دلالة ظاهرة على فضيلة العمل في وقت غفلة الناس، لأنه أشق على النفوس.
تفضَّل الله عز وجل على عباده بنفحة جديدة مباركة طيّبة، هي فرصة جديدة لمحو الذنوب وغسل الخطايا ورفع الدرجات، قال النبي صلّى الله عليه وسلم: “إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرّضوا لها لعل أحدكم أن يُصيبَه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا” رواه الطبراني وحسنه الهيثمي. فبعد شهر من الآن، ومع دخول شهر شعبان، يهلّ علينا شهر رمضان، وهو أفضل الشهور بتفضيل الله تعالى له، تُفتح فيه أبواب الرحمات، وتتزيّن فيه الجنات، وتُغل مردة الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من صامه وقامه إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
فلابد أن نُحسِن استقبال شهر رمضان المعظم، من أول ما يدخل شهر شعبان، إذ كان من المفروض أن نستعد له من شهر رجب، لكن الوقت لم يفت، فادع الله الكريم أن يبارك لك في رجب وشعبان ويُبلّغك رمضان، فقد كان النبي صلّى الله عليه وسلم إذا دخل رجب دعا الله أن يُبلّغه شهر رمضان فيقول: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان” رواه البيهقي في الشعب.
وكذلك ينبغي للمسلم أن يهيئ نفسه بالإكثار من عمل الصالحات في شهر شعبان، فرمضان شهر القرآن، فلابد من تعويد النفس على القراءة اليومية من الآن، ورمضان شهر البذل والصدقة والإنفاق، فلابد من تدريب نفسك على ذلك، ورمضان شهر التراويح والقيام، فلابد لك من الاستعداد بأداء النوافل والرواتب، مع المحافظة على أداء الصلوات في الجماعات، والحرص على التبكير وإدراك تكبيرة الإحرام والتزاحم على الصف الأول، واستثمار الوقت ما بين الآذان والإقامة في الدعاء وقراءة القرآن.