نشر المركز الفلسطيني للإعلام تقريرا أوليا حول المساجد التي دمّرها الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، خلال حرب الإبادة الصهيونية ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة الصمود، بعدما تجاوزت السبعين يوما، وجعلوا مساجدها ركاما، وشرّدوا الساجدين العامرين لها، وخنقوا أصوات الأذان المنادي باسم الله؛ وكل مسجد يدمرونه يقتلون معه عشرات الساجدين وجيران المسجد والمرافق الوقفية والخدمية حوله. ولفت التقرير إلى أن “تدمير المساجد يحظى بدعم رسمي صهيوني، إذ صرّح وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير أن المساجد أصبحت أحد مراكز الإرهاب الرئيسية ضد إسرائيل”.
وإن تخريب المساجد وتعطيلها وإهانتها وانتهاك حرماتها لا يقوم به إلا أشدّ الناس ظلما وكفرا وطغيانا: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}. ولا ريب أن الدفاع عن المساجد وردع المعتدي عليها أمر إلهي واجب، وقد وعد الله من ينصره فيها بالنصر العزيز: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.
وأشار إلى أن تدمير المساجد بهذه الكثرة اليوم “ليس جديدا عليهم، فقد دمّروا من قبل قرابة 110 مساجد كليا أو جزئيا خلال معركة “العصف المأكول” في العدوان الكبير سنة 2014؛ منها مساجد تاريخية مثل مسجد الظفر دمري في الشجاعية الذي أسسه الأمير المملوكي شهاب الدين الظفر دمري؛ وسبق لهم تدمير مسجد أم النصر الأيوبي التاريخي في بيت حانون عام 2006؛ كما دمّروا قصر السيد هاشم الذي فيه مقام جد رسول الله صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف”.
وأكد تقرير المركز أن الكيان الصهيوني دمّر أكثر من 100 مسجد بشكل كلي، ونحو 200 مسجد تهدم جزئيا نتيجة القصف المفتوح. كما أن طائرات العدو الصهيوني دمّرت المبنى الرئيس لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومقر إذاعة القرآن الكريم التابعة للوزارة في برج فلسطين. وأضاف التقرير أن الصهاينة “لم يكتفوا بتدمير المساجد”، بل “دمّروا ثلاث كنائس قديمة في غزة، منها: كنيسة القديس برفيريو؛ في حي الزيتون بغزة التي يُطلق عليها أيضا اسم “كنيسة المقبرة”، وهي من أقدم الكنائس في العالم، وهي اليوم كنيسة للروم الأرثوذكس، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 425م، قبل أن يتم تجديدها عام 1856، ودمّروا الكنيسة البيزنطية في جباليا شمال قطاع غزة التي يزيد عمرها عن 1600 عام، إذ تعود إلى عام 444م، كما دمّر الاحتلال مقام الخضر في مدينة دير البلح، وهو أول دير مسيحي يُبنى في فلسطين، بناه القديس هيلاريوس، خلال الحقبة البيزنطية”.
