أمد/ تل أبيب: قدّم وزراء وأعضاء كنيست من أحزاب الائتلاف اليميني المتطرف، يوم الخميس، طلبًا رسميًا لوزير الجيش، يسرائيل كاتس، للمصادقة على إقامة فعالية استيطانية كبرى لرفع العلم الإسرائيلي شمالي قطاع غزة.

وطالب الوزراء بتنظيم الفعالية خلال عيد “الأنوار” (حانوكا) في موقع مستوطنة “نتسانيت”، التي أُخليت عام 2005 ضمن خطة “فك الارتباط”، بالتزامن مع ما وصفوه بـ”عودة إسرائيل إلى مستوطنات غوش قطيف”.

وقال مقدّمو الطلب إن توقيت الحدث يأتي مع مرور عامين على هجوم السابع من أكتوبر، مؤكدين أن الحرب الطويلة “لم تصل إلى تعريف النصر”، وأن الوضع الحالي “لا يعكس استعادة الردع أو القضاء على قوة حماس”.

وجاء في الرسالة أن “حماس تخرق التفاهمات مرة بعد مرة، وقوتها لم تُدمَّر بل تتعاظم مع كل يوم يمر”، بينما “تتحدث المؤسسة الأمنية عن إزالة التهديد وعودة سكان الغلاف إلى منازلهم”، وهو ما اعتبره مقدّمو العريضة توصيفًا غير دقيق.

وأضاف أعضاء الكنيست والوزراء أن الحرب أثبتت أن الحسم العسكري وحده غير كافٍ، وأن استمرار العمليات الحالية “لا يضمن النصر”. واعتبروا أنه “بعد عامين من الحرب، ومع سقوط مئات الجنود، بات واضحًا أن النصر لا يتحقق بالعمل العسكري فقط”.

وانتقدت الرسالة ما وصفته بـ”محاولات دول العالم وضع يدها على قطاع غزة وفرض ترتيبات عليه” في إطار خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لوقف الحرب، معتبرة أن غزة “جزء من ميراث الآباء، النقب الغربي”.

وشدد مقدّمو الطلب على أن الطريق الوحيد لتحقيق النصر هو خطوة سياسية مباشرة تتمثّل في السيطرة على الأرض وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل. وقالوا: “النصر يتحقق فقط عندما تُؤخذ الأرض”.

وأضافوا أن “خطوة من هذا النوع، تقوم على أخذ الأرض وتحويلها إلى منطقة يهودية مزدهرة، ستُحدث ردعًا طويل المدى ضد جميع أعدائنا، وسترسّخ في الواقع وفي وعي العدو والعالم بأسره أن إسرائيل انتصرت في الحرب، والأهم من ذلك أنها ستُثبّت الانتماء الأبدي لأرض إسرائيل للشعب اليهودي”.

وتابعوا: “لقد حان الوقت لنقول بوضوح: غزة جزء من أرض إسرائيل، وهي ملك حصري للشعب اليهودي، ويجب ضمّها فورًا إلى دولة إسرائيل”، مشددين على أن “الوضع القائم اليوم لا يستوفي تعريف النصر في الحرب”.

وأوضح موقعو الرسالة أن حركة “نحالاه” الاستيطانية تعمل على تنظيم فعالية واسعة خلال “حانوكا”، تتمحور حول رفع العلم الإسرائيلي بشكل جماهيري فوق أنقاض “نتسانيت”، مطالبين الحكومة بالمصادقة على الحدث “دون تأخير”.

وجاء في ختام الرسالة: “نطلب الموافقة على إقامة الفعالية في موقع نتسانيت هذا العام، باعتبارها خطوة رمزية وسيادية تعكس انتصار الشعب الإسرائيلي وتُثبّت الانتماء الأبدي لأرض إسرائيل”.

ووقّع على الرسالة عدد من أبرز وزراء الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير الاقتصاد نير بركات، ووزير الرياضة ميكي زوهار، إلى جانب وزراء آخرين مثل زئيف إلكين، إيلي كوهين، ميري ريغيف، عيديت سيلمان، بالإضافة إلى رئيس الائتلاف.

وشارك أيضًا نحو 33 عضو كنيست من أحزاب اليمين واليمين المتطرف، من بينهم تالي غوتليب، دافيد بيتان، تسفيكا فوغل، ليمور سون هار ميلخ، يتسحاق غولدكنوف، غاليت ديستل، أرئيل كالينر، وأوشر شكّليم.

شاركها.