الإطاحة بعصابة “الشوشنة” في باب الوادي
في الوقت الذي تشن فيه الأجهزة الأمنية حربا ضد تجار “زطلة” المخزن، وشبكات المتاجرة بالهيروين والكوكايين والأقراص المهلوسة، ظهرت ما يسمى بـ “مافيا الشوشنة”، وهي عصابات “تتفنن” في صناعة خليط سحري من المخدرات “القاتلة”.
آخر هذه القضايا عالجتها الشرطة القضائية بأمن المقاطعة الإدارية باب الوادي لدى أمن الجزائر العاصمة، والتي أوقفت أربعة أشخاص، بينهم امرأتان من جنسية أجنبية، تترواح أعمارهم بين 25 و 50 سنة، يروجون سم “الشوشنة” في حي باب الوادي الشعبي.
وحسب ما كشفت عنه أمس لـ””، خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية الجزائر، فإن تحريات رجال الشرطة أفضت إلى الإطاحة بعناصر هذه الشبكة الإجرامية، المسبوقين قضائيا، في قضية حيازة نقل، التخزين، توزيع المخدرات الصلبة وحمل أسلحة محظورة.
وبعد تفتيش منازل الموقوفين الأربعة، عثر على 970غرام من المخدرات الهيروين، وما يقارب 4 كيلوغرام من مواد تستعمل في تحضير مخدر “الشوشنة”، إضافة إلى مبلغ مالي بالعملة الوطنية يقدر بـ 26.000 دج من عائدات المتاجرة بهذه السموم، ومبلغ مالي آخر بعملات أجنبية، منها 500 أورو، أسلحة بيضاء وخلاط كهربائي يستعمل في تحضير المخدرات الصلبة.
وتضاف هذه القضية لأخرى عالجتها أيضا مصالح أمن العاصمة، حيث أوقعت فرقة الشرطة القضائية بأمن المقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس، بثلاثة أشخاص يروجون لمخدر “الشوشنة” بالقرب من أحد الفنادق.
كما أوقفت فرقة الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، ستة أشخاص من جنسيات أجنبية مختلفة يحترفون ترويج “الشوشنة”.
العملية أسفرت عن ضبط أكثر من 7 كلغ من حشيشة “الماريخوانا”، وبعد عرض المشتبه فيهم على الطبيب الشرعي لمستشفى مصطفى باشا عثر بأحشائهم على مخدرات صلبة، تمثلت في 1 كلغ من الكوكايين، و150 غرام من الهيروين.
ولعل من أغرب القضايا التي رصدتها مصالح أمن الجزائر العاصمة، من خلال المقاطعة الوسطى للشرطة القضائية، تلك التي ضبط فيها كوكايين بأحشاء أربعة أفارقة، قادمين من إحدى ولايات الجنوب على متن سيارة أجرة، صاحبها ينحدر من ولاية البليدة.
ومحاولة منهم للإفلات من نقاط المراقبة، ارتدى المهربون الثلاثة الحجاب، ووضعوا النقاب على وجوههم، وصبغوا وجوههم ببودرة تجميل، ليتم الإطاحة بهم بعد ترصد تحركاتهم من قبل أعوان الشرطة القضائية، بناء على تلقيها معلومات حول عصابة “تشوشنة” تنشط بالحي الشعبي باب الوادي بالعاصمة.
وبعد إخضاع الموقوفين للتصوير بالأشعة على مستوى المصلحة المختصة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، ظهرت أشياء غريبة على شكل بويضات في المعي الغليظ، عرضت على المخبر المركزي للشرطة العلمية والتقنية بشاطوناف بالعاصمة، وتبين أنها مادة كوكايين، كان أفرد العصابة بصدد تهريبها لدول أوروبية.
“التشوشنة المسحورة”
ويشير مصدر أمني لـ “” أن كمية الكوكايين والهيروين التي يستطيع المهربون بلعها لا تتعدى 4 غرام. وحسب نفس المصدر، بينت تحقيقات مختلف الأجهزة الأمنية أن الأفارقة من مختلف الجنسيات يقومون أيضا بترويج مخدر جديد يسمى “التشوشنة المسحورة”، نظرا لمكوناته المعقدة، وهي الهيروين والكوكايين والإسمنت الأبيض، والبراستامول، ومواد أخرى أكثر خطورة.
وهو ما وقفت عليه الشرطة للمقاطعة الإدارية باب الوادي في عمليتين متفرقتين، حيث حجزت 1 كلغ من الهيروين، و1.7 كلغ من خليط من مواد مخدرة، ما يعرف بـ “التشوشنة”، ومركبتين سياحيتين تستعملان في نقل السموم، إضافة إلى أسلحة بيضاء وهواتف نقال، ومسحوق يستعمل في تهيئة وتزوير الأوراق النقدية .
العملية تمت وفق بيان لمصالح الأمن، إثر مداهمة منزل يقع بالحي الشعبي باب الوادي كانت صاحبته بصدد ترويج مخدر صلب في الوسط الحضري.
المشتبه فيها كانت بمثابة الخيط الذي تمسك به المحققون للإطاحة بشركائها الـ 11، من بينهم 7 رعايا أجانب بالجهة الشرقية للعاصمة كالدار البيضاء وبرج البحري.
وقد أسفرت تحريات المحققين في القضية على أن كمية المخدرات المحجوزة تم تهريبها من قبل المهربين بأحشائهم، وكانوا بصدد ترويجها بعد تصنيع ما يسمى”التشوشنة المسحورة”.