الأمل بين الحقيقة والوهم أيها المحللون وعلماء الاجتماع: لا تعبثوا بمشاعر الناس
أمد/ الأمل بين الحقيقة والوهم أيها المحللون وعلماء الاجتماع: لا تعبثوا بمشاعر الناس .
في زحمة الأخبار المتدفقة حول قرب التوصل إلى صفقة لوقف الحرب، نجد أنفسنا أمام موجة جديدة من التسريبات والادعاءات، معظمها يفتقر إلى المصداقية أو يستند إلى مصادر مجهولة، مثل “مسؤول كبير فضّل عدم ذكر اسمه”. هذا النمط الإعلامي لا يخدم القضية، بل يعبث بمشاعر الناس ويستغل معاناتهم لتحقيق مكاسب آنية.
بدايه لا يمكن إنكار الجهود المبذولة لعقد صفقة لإنهاء هذه المحرقة. الأطراف الدولية والإقليمية تضغط بشدة على كافة المعنيين، والظروف الموضوعية تشير إلى وجود تحركات جادة. ومع ذلك، من الواضح أن هذه التحركات ما زالت محاطة بالكثير من السرية ولم تصل بعد إلى مرحلة النضج.
من هنا، فإن الحديث عن مواعيد محددة لتنفيذ الصفقة، استناداً إلى تقارير صحف غير معروفة بالموضوعية، هو ضرب من التهويل والتضليل. المفاوضات التي تجري خلف الكواليس تحتاج إلى وقت وظروف سياسية مناسبة لتؤتي ثمارها، وليس إلى تسريبات تُشعل الأمل الكاذب في نفوس شعب يعاني الويلات.
ولذلك باعتقادي التوقيت السياسي يلعب دوراً حاسماً في نضج مثل هذه الصفقات. ومع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير المقبل، قد نشهد تغييراً في ديناميكيات التفاوض. الإدارة الأمريكية القادمة قد تفرض رؤى جديدة أو شروطاً مختلفة تضغط باتجاه التوصل إلى اتفاق. لذلك، فإن أي حديث عن اكتمال الصفقة قبل هذا الموعد يبدو غير واقعي.
في الوقت نفسه، تُجرى مفاوضات بين الفصائل الفلسطينية، وخاصة فتح وحماس، حول حصص السلطة في غزة بعد انتهاء الحرب. هذه المفاوضات تضيف طبقة جديدة من التعقيد، حيث تطالب حماس بضمانات تحافظ على وجودها السياسي وترتيبات تحول دون إنهاء حكمها في القطاع.
هذا الصراع الداخلي يعكس مأزقاً أكبر؛ إذ أن التفاوض على الحصص والامتيازات يتم في ظل تجاهل واضح لمعاناة الشعب الفلسطيني اليومية. بدلاً من التركيز على إيجاد حلول تنهي الحرب وتخفف من آلام المدنيين، يبدو أن الأولوية تُمنح للمكاسب السياسية الفصائلية.
دعوة للواقعية والمسؤولية
نحن نحيا بالأمل، لكن لا يجوز تحويل الأمل إلى تجارة أو أداة لخداع الناس. العبث بمشاعر شعب يتألم يومياً تحت الحصار والقصف هو جريمة أخلاقية وسياسية. المطلوب الآن هو خطاب واقعي ومسؤول يُطلع الناس على الحقيقة كما هي، دون تهوين أو تهويل.
أخيرا!!!!
نتمنى السلامة لأبناء شعبنا، وندعو جميع الأطراف إلى العمل بجدية لوقف هذه المحرقة في أقرب وقت ممكن. فالشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش بكرامة، بعيداً عن الأكاذيب والصراعات التي لا تُثمر سوى مزيد من الألم.