الأسواق الرمضانية تفتح أبوابها رسميا للمواطنين

فتحت الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان، أمس، أبوابها بشكل رسمي وتدريجي عبر مختلف ولايات الوطن، وهي الأسواق التي تراهن عليها وزارة التجارة من أجل تقريب المنتج من المستهلك، من خلال عرض مختلف المنتجات بأسعار منخفضة وترويجية من جهة، وكسر شوكة المضاربين خلال شهر الصيام من جهة ثانية.
كشف مدير التجارة لولاية الجزائر، عبد الوهاب حرقاس، في تصريح لـ””، على هامش إشرافه على تدشين السوق الجواري لبئر مراد رايس بالعاصمة (بالقرب من حديقة التسلية والترفيه بطريق تقصراين)، عن أن “مصالحه شرعت منذ أيام في التحضير الجيد لإطلاق الأسواق الجوارية في 21 بلدية، وذلك من أجل تنظيم السوق خلال شهر رمضان وعرض المنتجات الغذائية على اختلافها بأسعار تنافسية (من المنتج إلى الإستهلاك)”. وخصصت مديرية التجارة لولاية الجزائر بالتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية، 65 خيمة داخل السوق الجواري لبئر مراد رايس لفائدة العارضين من منتجين وفلاحين ومستوردين وعارضين، لعرض مختلف المنتجات، كما تم توفير جميع شروط التبريد والتخزين والكهرباء من أجل ضمان السير الحسن للعملية، وفق ما أكده ذات المدير.
وعن جديد الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان لهذا الموسم، أوضح حرقاس لـ””، أن مصالحه ستمنح هذه المرة تراخيص استثنائية لفائدة العارضين من أجل البيع بالتخفيض وبأسعار ترويجية، ما سيسمح للمستهلكين بالاستفادة من انخفاض الأسعار مثلما يمنح الفرصة للمنتجين للترويج لمنتجاتهم”.
وخصص لمستوردي اللحوم الحمراء، أربعة أجنحة داخل سوق بئر مراد رايس لبيع اللحوم المستوردة من إسبانيا والبرازيل، وهو ما وقفت عليه “”، أمس، خلال مراسيم الافتتاح الرسمي للسوق وعرض أحد المستوردين المشاركين في سوق اللحوم الحمراء بأسعار منخفضة، حيث بيع لحم الخروف المستورد من إسبانيا بـ2000دج، فيما عرض لحم البقر المستورد من إسبانيا بـ1120 دينارا و1350 دينارا. وأكد العارض في تصريح لـ”” أن الأسعار ستبقى على حالها طيلة شهر الصيام، مستبعدا أن تعرف ارتفاعا خلال الأيام القادمة.
وشرعت وزارة التجارة، منذ أيام، في التحضيرات الخاصة باستيراد اللحوم الحمراء، حيث تم منح أزيد من 100 ترخيص للمستوردين على المستوى الوطني، وحظيت ولاية الجزائر بعدد معتبر لتلبية الطلب المتزايد في العاصمة التي تشهد كثافة سكانية قوية مقارنة بباقي ولايات الوطن.
أسعار الخضر والفواكه تصنع الاستثناء
وصنعت أسعار الخضر والفواكه الاستثناء في السوق الجواري لبئر مراد رايس، فالبطاطا مثلا، التي تباع في باقي الأسواق الأخرى بأسعار تتراوح بين 90 و120 دينارا حسب النوعية، عُرضت، أمس، في ذات السوق بأسعار تتراوح بين 65 و70 دينارا، وهو حال الطماطم التي ارتفعت أسعارها، مؤخرا، بيعت هي الأخرى بـ60 دينارا. كما بيع الموز بـ 300 دينار للكيلوغرام وهو سعر منخفض جدا مقارنة بباقي الأسواق ونقاط البيع، إذ يتراوح سعره بين 480 و500 دينارا.
وأكد مدير التجارة في رده على سؤال “” حول الإجراءات المتخذة من طرف المديرية لمواجهة ارتفاع بعض المنتجات الفلاحية، خلال الآونة الأخيرة، أن “الأسواق الجوارية الـ 21 الموزعة عبر إقليم ولاية الجزائر ستضع الفلاحين في علاقة تجارية مباشرة مع المستهلكين، مما سيحافظ على القدرة الشرائية للمواطن ويكسر ارتفاع الأسعار في باقي الأسواق الأخرى”.
يذكر أن الكثير من الأسواق الجوارية فتحت أبوابها، أمس، أمام المستهلكين، مثلما كان التزم به وزير التجارة الطيب زيتوني، على غرار المركز التجاري بصلامندر بمستغانم وأولاد جلال والمغير وتيميمون، وبالمركز التجاري بروسترشيكن الكائن بالطريق الوطني رقم 44 سيدي عاشور ببلدية عنابة، ووهران، والسوق الجواري بدار الصناعة التقليدية عين الذهب بلدية المدية، في انتظار فتح باقي الأسواق بشكل تدريجي قبل حلول شهر الصيام.
وبرمجت وزارة التجارة فتح 522 سوقا جوارية عبر كافة دوائر الوطن، وتقرر أن تفتح أبوابها منتصف شهر فبراير الجاري، أي قبل أسبوعين عن شهر رمضان، مع الترخيص بالبيع الترويجي وتطبيق التخفيضات التي تشمل المواد الواسعة الاستهلاك.
كما عملت الحكومة على تدعيم تموين السوق بالزيت الغذائي والسكر الأبيض وضخ كميات إضافية ابتداء من شهر يناير الفارط بمعدل 2400 طن من الزيت يوميا بدلا من 1600 طن (معدل الاستهلاك الحالي) كما تم رفع إنتاج السكر إلى 2750 طنا يوميا بدلا من 1889 طنا (معدل الاستهلاك الحالي).
وأقر القطاع برنامجا استثنائيا لاستيراد 13000 طن من اللحوم الحمراء خاص بشهر رمضان المقبل، وقدّرت الكمية التي خصصت لرمضان 2024 بـ 9000 طن بشكل يسمح بالتحكم في أسعار هذه المادة الأساسية.
وتم في ذات السياق تمديد العمل بنظام الحصص الإضافية من القمح الصلب المقدّرة بــ 20 بالمائة من الطاقة الإنتاجية لصالح 165 مطحنة سميد لتصبح 60 بالمائة، مع ضخ كميات إضافية من الحليب المدعم بـ 3.000 طن من مسحوق الحليب.