أمد/ لقد سقطت الأقنعة، ولم يعد في المشهد أي مساحة للمواربة أو الخداع السياسي. نتنياهو أعلنها بوضوح: احتلال كامل لقطاع غزة، وضم الضفة الغربية بلا رجعة. هذه ليست تصريحات عابرة، بل خطة عمل تنفذ على الأرض تحت غطاء أمريكي كامل، وبتواطؤ دولي صامت.

من يظن أن هناك “عملية سلام” أو “حل الدولتين” قادم، إما يعيش في وهم أو يساهم في تضليل شعبه. إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية، بل تريد محو فلسطين تماماً، حجراً وبشراً وذاكرة، في استمرار مباشر لنكبة بدأت قبل 77 عاماً وما زالت فصولها تتجدد حتى اليوم.

الاحتلال هو المسؤول الأول

كل ما نشهده من مجازر، وحصار، وتجويع، وتهجير، ليس نتيجة صراع داخلي ولا خلاف سياسي، بل هو جريمة متكاملة يتحمل الاحتلال وحده مسؤوليتها، بصفته قوة غازية تمارس حرب إبادة جماعية موثقة بالصوت والصورة، في انتهاك لكل القوانين الدولية والإنسانية.

الوحدة الوطنية… السلاح الحاسم

لن يُهزم الاحتلال بانقسامنا. الانقسام الفلسطيني هو الخنجر المسموم في خاصرة القضية، والثغرة التي يتسلل منها العدو لتمزيق الأرض والإرادة معاً.

إعلان الدولة الفلسطينية الآن يجب أن يترافق مع:

• إنهاء الانقسام فوراً وتوحيد القيادة تحت برنامج وطني جامع.

• بناء جبهة داخلية متماسكة قادرة على تحويل الدولة المعلنة إلى واقع سياسي وقانوني.

حق المقاومة… شرعية الأرض والسماء

المقاومة في وجه الاحتلال ليست خياراً عاطفياً ، بل حق وواجب تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية التي تمنح الشعوب المحتلة الحق في مقاومة الغازي حتى تحرير أرضها. لا شعب في التاريخ تحرر بالاستجداء، ولا محتل غادر طوعاً، بل بالضغط والمقاومة والصمود.

لماذا إعلان الدولة الآن؟

• لأن نتنياهو يريد غزة رهينة أبدية والضفة الغربية مستعمرة أبدية.

• لأن الاعترافات الدولية بلا إعلان رسمي وسيادة فعلية تبقى أوراقاً بلا قيمة.

• لأن مشروع “الحكم الذاتي” الذي تروجه واشنطن هو قبر لفكرة الدولة.

• لأن التأجيل هدية مجانية للاحتلال.

الخلاصة

إسرائيل تتحرك بسرعة البرق لفرض واقع جديد على الأرض، بينما نحن نناقش توقيت الخطوة. التاريخ لا يرحم، والشعوب التي تؤجل معارك وجودها تخسرها إلى الأبد.

اليوم، لا غداً، يجب إعلان الدولة الفلسطينية، مقروناً بوحدة وطنية شاملة ومقاومة مشروعة، كخطوة دفاعية قبل أن نجد أنفسنا أمام خريطة بلا فلسطين، ودولة بلا أرض، وقضية بلا شعب.

*ناشط وكاتب عربي فلسطيني عضو الامانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام.

شاركها.