افريقيا تطمح أن تُحدد دورها ومصالحها بطريقة مستقلة وسيادية اليوم 24
أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أن الملك محمد السادس لديه رؤية تنطلق من أن افريقيا تتوفر على “امكانات بشرية وطبيعية هائلة”، وأنها تطمح بشكل مشروع إلى “تحديد دورها ومصالحها في علاقتها مع بقـية دول العالم بطريقة مستقلة وسيادية”.
وأضاف أخنوش، أثناء كلمة ألقاها في أشغال الدورة الثانية لقمة روسيا افريقيا، التي انطلقت أمس الخميس بسان بطرسبورغ الروسية، أن من حق دول القارة الافريقية وباستقلالية تامة أن تحـدد طبيعة الشراكات الاستراتيجية التي تـعتـزم إقامتها مع مختـلف التجمعات والقوى الدولية الفاعلة، بما يراعي مصالحها الحيوية.
وأشار أخنوش، إلى أن المغرب حافظ على علاقات دبلوماسية متـميزة مع روسيا منذ القرن الثامن عشر، وتعززت هذه العلاقات بشكل كبير منذ زيارة الملك محمد السادس لموسكو في عام 2016، حيث تـم خلالها إرساء شراكة استراتيجية مـعمقـة، تهم مجموعة واسعة من مجالات التعاون، من بينها الزراعة والطاقة والصيد البحري والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم العالي.
ولفت رئيس الحكومة، إلى أن قمة روسيا افريقيا تنعقـد في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتـزايد حدة الصراعات والتـوتـر في عدة مناطق من العالم، مشيرا إلى المحددات الجوهرية التي ينبني عليها موقف المغرب فيما يتلق بالأزمات.
وتابع أن الأمر يتعلق باحترام الوحدة التـرابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة والتـشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة.
وفي هذا السياق، وبالنظر إلى التحديات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية على مستوى الأمن الغذائي والطاقي، خاصة في القارة الإفريقية، أكد أخنوش أن المغرب يُؤمن بالحاجة إلى “تـكثـيف الجهود وتـشجيع التعاون الدولي والإقلـيمي، لمواجهة تحديات هذه الأزمة وإزالة العراقيل”، داعيا إلى “بناء مستقبل يـمكن جميع دول القارة من ضمان أمنها الغذائي وكذا في مجال الطاقة”.
يذكر أن القمة عقدت على مدى يومين (الخميس، الجمعة) إلى جانب منتدى اقتصادي وانساني في سان بطرسبورغ ثاني كبرى المدن الروسية، وتشارك في القمة وفود من حوالي 50 دولة أفريقية، كما تُعد هذه ثاني قمة روسية أفريقية بعد الأولى التي عقدت في مدينة سوتشي عام 2019.