اعيادٌ كثيرة فرحٌ قليل أمد للإعلام
أمد/ نهاية شهر ديسمبر من كل عام وبداية السنة الجديدة، تتجلّى وتتزامن وتتواصل وتتتابع الاعياد في العالم، اعياد الميلاد المجيد، ميلاد ابننا يسوع المسيح عيسى بن مريم الناصري التلحمي، ولد في بيت لحم، فلسطين حيث كنيسة المهد، اقدس بقعة للمسيحيين في العالم، وترعرع في الناصرة، فلسطين حيث كنيسة البشارة،
وفي فلسطين بالذات والتحديد تتواصل الاعياد على مدى ايام، اعياد الغربيين واعياد الشرقيين واعياد مختلف وعديد الطوائف التي انبثقت من المسيحية،
في فلسطين يتعانق الهلال مع الصليب في كل الاعياد والمناسبات الدينية والوطنية،
ففلسطين بلد التسامح والتعايش ومهد الديانات والرسالات السماوية، من ميلاد السيد المسيح، إلى مسرى سيدنا محمد (ص)،
هناك مدن وبلدات فلسطينية مشتركة متحابة متجاورة متفاهمة مسيحية مسلمة، لا تفرّق بين انسان وآخر ولا حتى بالشكل والعادات والتقاليد وطقوس الاكل وحتى الاعراس الشعبية،
مدن يسودها الوئام والمحبة والعيش المشترك تاريخيا مثل بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وبير زيت، وقرى وبلدات الطيبة وعابود وجفنا وعين عريك والزبابدة، ومدينة حيفا والناصرة،
كثيرة هي الاعياد في هذه الايام، لكن الفرح قليل،
فكيف نفرح وما زال جرح غزة ينزف منذ اكثر من عام؟؟!!، وكيف نفرح والضفة تواجه خطر مخطط الضم والتوسّع والاحلال، مع وجود المتطرفين الصهاينة امثال سموتريتش وبن غفير ونتنياهو، وقدوم الطاووس الاشقر ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، وفي يده مسطرة يقيس فيها حجم ومساحة اسرائيل ويُعلن على الملإ، “وفي سوق عكاظ”، بان اسرائيل صغيرة الحجم ويجب تكبيرها!!،
تكبيرها ليس بواسطة ضم ولاية امريكية اليها ولكن “قصقصة اجزاء من الدول والاراضي المجاورة وضمّها اليها “بفرمان ترامبي” عنصري متغطرس لئيم عدواني استعلائي،
كيف نفرح والموظفين في بلادنا جيوبهم فارغة “نظيفة”، حتى بعد اسبوعين من حلول ميعاد صرف الرواتب العادية الطبيعية في كل دول العالم باستثناء نحن،
الدولة الوحيدة في العالم التي يصرف الموظفين عليها هي دولتنا العتيدة السديدة العنيدة “ام عيون جريئة”!!،
يبدأ الشهر وينتصف “ولا حس ولا خبر” عن الرواتب”، وكأن الميزانيات تأتي من بلاد الواق واق، وربما على ظهور السلحفاوات، ليس سلاحف الننجا طبعا، لكن السلحفاوات العاديات، التي تمشي الهوينا وتتمختر وترسو في محطات متعددة لاغراض لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى،
كيف نفرح والاعياد اعيادنا لكننا لا نشعر بأننا اصحابها ولا نشعر حتى كأننا جيران اصحابها، فالاحتلال ينغّص على الفلسطيني حياته وطريقه وماضيه وحاضره وربما مستقبله،
وتمددت اذرع اخطبوط الاحتلال النهمة إلى جنوب لبنان وتمترست هناك، وإلى سوريا وتمسمرت هناك، وحتى إلى اليمن وضربت وعاثت هناك، وإلى العراق ودول الخليج واقصى المغرب العربي،
كيف نفرح وامتنا العربية مستباحة من المياه إلى المياه، وحكامها ينامون في العسل في ظل خيمة بايدن وترامب وتحت حراب ونبال نتنياهو،
اعيادٌ كثيرة وفرحٌ قليل،
ومع كل ذلك نقول، نقول اعيادا مجيدة لشعبنا الفلسطيني ولشعوبنا العربية المسيحية والمسلمة ومن عديد الطوائف.