أمد/ لا يظننّ احد ان الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يعيش رغد الحياة، “والليالي المِلاح”، مقابل القتل والتدمير “والتعثير” في قطاع غزّة،
الشعب الفلسطيني عامة يُعاني من ويلات الاحتلال، لكن بدرجات متفاوتة، تتحد في الجوهر وتتنوّع وتتعدد في الشكل والمظهر،
صحيح أن المأساة الكُبرى في قطاع غزة، عُدوان ضروس منذ اكثر من عام ونيّف، دمّرت اسرائيل فيه الحجر والشجر والبشر، “ولم تُبقِ حجرا على حجر”، آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وملايين المشردين والمهجرين والقاطنين في العراء المُريب!!!،
لكن الضفة الغربية ايضا، أو مناطق فيها بالذات والتحديد والتخصيص، مثل جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيّميها، مخيم نور شمس ومخيم طولكرم، ونابلس ومخيماتها بلاطة وعين بيت الماء وعسكر، وطوباس ومخيم الفارعة، فقد لاقت جميعها مصيرا مشابها لقطاع غزة، من التدمير والتهجير والشهداء والجرحى،
اذن غزة والضفة الغربية مسرحين لعربدة وغطرسة وبطش وقتل وتدمير الاحتلال،
أمّا المُخططات السرّية والمسرّبة فيبدو انها تستهدف الضفة الغربية بصورة خاصة، وذلك من اجل قطع الطريق على وامام امكانية تجسيد دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس، كما تسعى وترغب العديد من الدول تحقيقه ووضعه موضع التنفيذ والبناء على الارض،
من هنا كان ردّ اسرائيل المُتشنّج والقاطع والرافض والمانع لزيارة وزراء خارجية عرب إلى رام الله للالتقاء بالقيادة الفلسطينية،
نتنياهو ضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقات الدولية، وعلاقاته مع الدول العربية المُطبعة والتي تقيم مع دولته علاقات دبلوماسية، والتي “يتشحطط” نتنياهو للتطبيع معها منذ سنوات وسنوات،
لكنه دقّ على الطاولة وقال لا كبيرة لوزراء خارجية وامين عام جامعة العرب، لا مكان لكم في رام الله، لان نتنياهو يعتبر رام الله ضمن ممتلكاته ومخططاته “واللقمة التي يجري ابتلاعها بفمّ سموتريتش،
يبدو ان قيام دولة فلسطينية حقيقية على ارض الواقع على المحك، وربما في مهب الريح، أمّا دولة فلسطينية على الورق وفي القصص والروايات والشعر والحكايات، وجلسات العزف على الربابة، والسواليف في المضارب على وقع دقات مهباش القهوة، وشرب القهوة العربية السادة، فليكن!!!،
ما دامت امريكا بالباع والذراع في ظهر اسرائيل، وما دامت امريكا تداهن على العرب وتضحك على ذقونهم وتدّعي حمايتهم، وتسرق اموالهم، فان اسرائيل لا يهمها لا عربا معتدلين ومطواعين ولا عالما بكل الوانه،
البلطجة الاسرائيلية ليس لها حدود، والشعب الفلسطيني ضحية ظلم تاريخي ما زالت فصوله تتوالى،
اوروبا تُحاول بخجلٍ ان تبدو بمظهر متوازن، لكن عندما “يدق الكوز بالجرّة”، فانها تقف إلى جانب اسرائيل وقوّتها، لان اوروبا ببساطة لا تطيق ان تعود الحياة في دولها إلى وضعٍ يشبه وضعها قبل الحرب العالمية الثانية.