استطلاع: ما يقرب من نصف سكان غزة على استعداد للمغادرة..وتباين بين الضفة والقطاع

أمد/ رام الله: أظهر استطلاع للرأي يوم الثلاثاء، أن ما يقرب من نصف سكان غزة على استعداد للتقدم بطلبات إلى إسرائيل لمساعدتهم على مغادرة القطاع إلى دول أخرى، كما أظهر أيضا دعما كبيرا للاحتجاجات المناهضة لحركة حماس.
واستند الاستطلاع، الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إلى استطلاعات لآراء الأشخاص في أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، في الفترة من أول مايو أيار إلى الرابع منه بعد نحو ستة أسابيع من استئناف القوات الإسرائيلية عملياتها في غزة، في أعقاب انهيار وقف لإطلاق النار استمر لفترة وجيزة.
وقال المركز، ومقره رام الله ويموله مانحون غربيون، في التقرير إن 49 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أعلنوا أنهم على استعداد لتقديم طلبات إلى إسرائيل لمساعدتهم على الهجرة عبر الموانئ والمطارات الإسرائيلية، مقابل 50 بالمئة قالوا إنهم لن يكونوا على استعداد للقيام بذلك.
يرى نصف الفلسطينيين فقط في الاستطلاع الحالي أن قرار حماس بتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر كان صحيحا، وتقل عن ذلك في قطاع غزة. ربما ساهمت المخاوف من وصول الحرب أخيرا إلى الضفة الغربية، وتدهور الأوضاع في قطاع غزة، مع تراجع الآمال في وقف سريع لإطلاق النار في هذه النتيجة وهو تطور وجدناه مع نتائج مماثلة أخرى في هذا الاستطلاع، وكان الكثير منها واضحا في استطلاعنا السابق قبل سبعة أشهر.
لكن على الرغم من تراجع الدعم لسابع من أكتوبر لا يزال معظم الجمهور يعتقد أن ذلك الهجوم والحرب التي تلته قد وضعت القضية الفلسطينية في قلب الاهتمام العالمي. على عكس استطلاعات الرأي السابقة، تظهر نتائج هذا الاستطلاع ان غالبية الجمهور لا تعتقد أن حماس ستنتصر في الحرب الحالية.
ومع ذلك، تعتقد النسبة الأكبر من الجمهور أن حماس ستستمر في السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب. ينقسم سكان غزه إلى قسمين شبه متساويين بشأن المظاهرات المناهض لحماس في قطاع غزة. مع ذلك، فإن معظم سكان قطاع غزة يعتقدون أن هذه المظاهرات مدفوعة من أطراف خارجية. كما ينقسم سكان قطاع غزة إلى قسمين شبه متساويين بشأن الهجرة من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وفي ميزان القوى الداخلي لا يزال مروان البرغوثي هو الزعيم الفلسطيني الأكثر شعبية. لا تزال المطالبة باستقالة الرئيس عباس عالية جداً رغم حصول انخفاض طفيف عليها في هذا الاستطلاع. تنخفض شعبية حماس قليلاً بينما تبقى شعبية حركة فتح دون تغيير. أما بالنسبة للحل السياسي فإن النتائج تظهر أن دعم حل الدولتين لم يتغير، لكن دعم الكفاح المسلح ينخفض ويرتفع التأييد للمفاوضات.
الأوضاع الإنسانية: نبدأ بالأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة حيث حدث انخفاض كبير بنسبة السكان الذين يحصلون على الغذاء.كما يقول أكثر من نصف السكان أنهم قد فقدوا أحد أفراد اسرهم قبل الحرب. تلقي غالبية السكان باللوم عن معاناتها على إسرائيل والولايات المتحدة أولاً فيما تلقي أقلية صغيرة فقط اللوم على حماس أولا.
دعم هجوم السابع من أكتوبر: مرة أخرى تظهر النتائج تراجعاً في التأييد لهجوم حماس في السابع من أكتوبر، ونلاحظ هذا الانخفاض في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. من الضروري التنبيه إلى أن دعم هذا الهجوم لا يعني بالضرورة دعم حماس ولا يعني دعم أي عمليات قتل أو فظائع ارتكبت ضد المدنيين الإسرائيليين. في الواقع، يعتقد ما يقرب من 50% من الجمهور الفلسطيني أن مقاتلي حماس لم يرتكبوا تلك الفظائع التي تم تصويرها في مقاطع فيديو في ذلك اليوم.
وقف إطلاق النار ومن سيخرج منتصراً: يتوقع ما يزيد قليلاً عن نصف الفلسطينيين أن تتوصل حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار قريباً. كما فعلنا في استطلاعات سابقة سألنا في الاستطلاع الحالي عن الطرف الذي سيخرج منتصراً من هذه الحرب. تعتقد النسبة الأكبر أنه سيكون حماس، لكن هذه النسبة تبقى أقل بكثير في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية.
من سيسيطر على قطاع غزة بعد الحرب: تتوقع النسبة الأكبر أن تظل حماس مسيطرة على قطاع غزة بعد الحرب. تنخفض هذه النسبة في قطاع غزة حيث لا تزيد عن الربع إلا قليلاً. عند السؤال عن تأييد عودة السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، أعربت نسبة من 40% عن تأييدها لذلك. نسبة التأييد لعودة السلطة الفلسطينية أعلى في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية. يعارض ما يقارب من ثلثي الجمهور الاقتراح القائل بنشر قوات أمن عربية في قطاع غزة بمساندة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
المظاهرات المناهضة لحماس في قطاع غزة: ينقسم سكان قطاع غزة تقريباً إلى النصف في تأييد ومعارضة المظاهرات الأخيرة المناهضة لحماس في قطاع غزة. مع ذلك، يعتقد معظم سكان قطاع غزة أن هذه المظاهرات مصطنعة ومدفوعة بأيدي خارجية.
المطالبة بإطلاق سراح الرهائن ونزع سلاح حماس: تعتقد الغالبية العظمى أن الحرب على غزه لن تنتهي ولن تنسحب إسرائيل من القطاع إذا وافقت حماس على نزع سلاحها. كذلك، لا توافق الغالبية العظمى مع الرأي القائل بأنه إذا أطلقت حماس سراح الرهائن فإن إسرائيل ستنهي الحرب وتنسحب من قطاع غزة. ولعل هذا هو السبب الأكبر في أن الغالبية العظمى تعارض نزع سلاح حماس أو رحيل قياداتها العسكرية عن قطاع غزة.
دعوة ترامب وإسرائيل لتهجير سكان قطاع غزة: بينما تقول أغلبية ضئيلة أنها لا تريد مغادرة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، فإن أقلية كبيرة تقول إنها ستفعل ذلك إن تمكنت. كذلك فإن حوالي نصف سكان قطاع غزة على استعداد للتقدم بطلب إلى إسرائيل لمساعدتهم في الهجرة إلى بلدان أخرى عبر الموانئ والمطارات الإسرائيلية.
الرضى عن أداء أطراف مختلفة خلال الحرب: كما فعلنا في استطلاعاتنا السابقة سألنا في الاستطلاع الحالي عن رضى الجمهور عن الدور الذي لعبته مختلف الأطراف الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية ذات العلاقة خلال الحرب. أما على الجانب الفلسطيني فإن الرضى عن أداء حماس لا يزال مستمراً في الانخفاض لكنه أعلى من الرضى عن السلطة الفلسطينية وعن حركة فتح وعن الرئيس عباس. أما بالنسبة للرضى عن الأطراف العربية والإقليمية فإن أعلى نسبة لا تزال تذهب للحوثيين في اليمن وتليها قطر وحزب الله. يأتي الرضى عن إيران في المرتبة الأخيرة حيث تنظر الأغلبية بشكل سلبي إلى دور إيران منذ السابع من أكتوبر. أما بالنسبة للأطراف الدولية فتحصل الصين على أعلى مستوى من الرضى تليها روسيا فيما تحصل الولايات المتحدة على أدنى مستوى من الرضى.
ماذا يجب على السلطة الفلسطينية أن تفعل الآن: عند السؤال عن الإجراءات التي يجب على القيادة الفلسطينية اتخاذها اليوم للمساعدة في معالجة آثار الحرب الحالية على قطاع غزة، تقول النسبة الأكبر أنه “تشكيل حكومة وحدة وطنية للتفاوض مع إسرائيل والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وإعادة أعمار قطاع غزة في المستقبل.”
الخوف في الضفة الغربية من انتشار الحرب من قطاع غزة إلى الضفة الغربية: تقول الغالبية العظمى من سكان الضفة الغربية أنها تخشى من انتشار الحرب من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، لكن إذا جاءت حرب غزة إلى الضفة الغربية فإن الغالبية العظمى تقول أنها لن تغادر منازلها للذهاب إلى الأردن.
دعم الفصائل الفلسطينية: يتراجع التأييد لحماس بمقدار أربعة نقاط مئوية بينما يبقى التأييد لفتح دون تغيير. يأتي تراجع الدعم لحماس من الضفة الغربية فقط. التأييد لفتح في قطاع غزة أعلى منه في الضفة الغربية، كما أن التأييد لحماس أعلى في قطاع غزة منه في الضفة الغربية. في كلا المنطقتين التأييد لحماس أعلى من التأييد لفتح.
تأييد القيادات الفلسطينية: لو أجريت انتخابات رئاسية بين ثلاثة مرشحين هم مروان البرغوثي من فتح ومحمود عباس من فتح وخالد مشعل من حماس فإن البرغوثي يحصل على 50% من الأصوات يليه خالد مشعل ومحمود عباس.
المطالبة باستقالة الرئيس عباس: يقول واحد من كل خمسة فلسطينيين أنه راض عن أداء الرئيس عباس وتقول نسبة تفوق 80% أنها تريد استقالة الرئيس عباس.
حكومة محمد مصطفى: الغالبية العظمى (69٪) تعتقد أن الحكومة الفلسطينية الجديدة التي عينها الرئيس محمود عباس وتشكلت في آذار (مارس) لن تنجح في إجراء إصلاحات لم تتمكن الحكومة السابقة برئاسة محمد اشتية من إجرائها. في كافة بنود الإصلاح التي سألنا عنها وجدنا أن سكان القطاع أكثر تفاؤلا من سكان الضفة الغربية بقدرة الحكومة الجديدة على النجاح، لكن الأغلبية هناك أيضا لا تعتقد أن الحكومة ستنجح في أي بند من بنود جدول أعمال الإصلاحات.
دعم حل الدولتين: لا يزال التأييد لحل الدولتين مستقراً حيث يؤيده أربعة من كل عشرة فلسطينيين. ترتفع نسبة التأييد لقيام دولة فلسطينية إلى أكثر من 60% عندما لا يتم ربط ذلك بحل الدولتين وعندما يتم تحديد حدود الدولة الفلسطينية على أساس خطوط عام 1967. سألنا كذلك عن التأييد لثلاثة حلول ممكنة للصراع مع إسرائيل: حل الدولتين على أساس حدود 67، وحل الكونفدرالية بين دولتي فلسطين وإسرائيل، وحل الدولة الواحدة التي يعيش فيها اليهود والفلسطينيون على قدم المساواة. يحصل حل الدولتين على الدعم الأكبر الذي يبلغ أقل من النصف بقليل يليه الكونفدرالية ثم حل الدولة الواحدة.
دعم الكفاح المسلح: عرضنا على الجمهور ثلاثة طرق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وطلبنا منه اختيار أكثرها فاعلية: اختار أربعة من كل عشرة الكفاح المسلح، واختار الثلث المفاوضات، واختار الخمس المقاومة الشعبية السلمية. تشير نتائج هذا الاستطلاع إلى انخفاض كبير في دعم الكفاح المسلح.