استشهاد وفاء إسلام حجازي وتعاطي حركة حماس مع الشعب
أمد/ تُعتبر وفاة إسلام حجازي، التي قُتلت شهيدة في غزة، حدثًا مأساويًا يعكس واقع الحياة الصعب للنساء الفلسطينيات في ظل الاحتلال والنزاع المستمر.
مركز رصد للدراسات السياسية في لندن وضع ورقة تقدير موقف اليوم الجمعة أشارت إلى أن وضع إسلام لم تكن مجرد ضحية، بل كانت تمثل الكثير من النساء اللاتي يتعرضن للتمييز والقمع من قبل المجتمع المحلي والحركة السياسية التي تسيطر على غزة، وهي حركة حماس.
وقالت الورقة إن حركة حماس، التي تتبنى أيديولوجية إسلامية متشددة، تفرض قيودًا صارمة على حقوق النساء، مما يعرّضهن لمزيد من الظلم في بيئة مليئة بالعنف. بينما تدّعي حماس أنها تدافع عن حقوق الفلسطينيين، فإن سياستها تجاه النساء تعكس نقيض ذلك. في السنوات الأخيرة، تزايدت الشكاوى حول انتهاكات حقوق المرأة، حيث تعرضت العديد من النساء للعنف الجسدي والنفسي، سواء من المجتمع أو من الأجهزة الأمنية التابعة لحماس.
إسلام حجازي، كغيرها من الفلسطينيات، عانت من هذه الضغوط. كانت تسعى للحصول على حياة كريمة وحقها في الحرية، لكن الأيديولوجية الأصولية التي تتبناها حماس حالت دون ذلك. إن وفاتها ليست حادثًا فرديًا، بل هو نتيجة لمجموعة من السياسات القمعية التي تُمارس ضد النساء الفلسطينيات، والتي تعززت بسبب النزاع المستمر وتفشي الفكر المتطرف.
وتقول الورقة وفقا لتقديرات عدد من المحللين إنه وفي المجتمع الفلسطيني، غالبًا ما يُنظر إلى النساء على أنهن ضحايا، ولكنهن أيضًا ناشطات وفاعلات في مجتمعاتهن. إسلام حجازي كانت تأمل في تحسين وضع النساء في غزة، لكنها قُتلت في ظروف غير إنسانية، مما يبرز الحاجة الملحة للتغيير. تحتاج الفلسطينيات إلى دعم المجتمع الدولي ورفع أصواتهن، بدلاً من أن يُنظر إليهن على أنهن ضحايا فقط.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر التعاطي الداعشي لحركة حماس مع الفلسطينيات كيف يتم استخدام الأيديولوجيا كوسيلة للتحكم. تُفرض قوانين تقيد حرية النساء وتحد من حقوقهن الأساسية، بما في ذلك التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة. هذا القمع يجعل النساء عرضة للعنف، ويعزز ثقافة الخوف والإقصاء.
من المهم أن يتم تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بالنساء. يجب أن تكون هناك دعوة قوية للتغيير، وأن تُبذل جهود جادة لإنهاء هذه السياسات التمييزية. تتطلب هذه القضية الاهتمام من المجتمع الدولي، الذي عليه أن يتحمل مسؤولياته في الضغط على حماس لتحقيق حقوق النساء.
وتنتهي الورقة بالقول أن استشهاد إسلام حجاري يمثل دعوة للتغيير. يجب أن تكون قصتها وواقع حياتها بمثابة تذكير بأن النساء الفلسطينيات بحاجة إلى دعم فعلي وحماية من العنف، وأنه من الضروري العمل على تغيير الوضع القائم. إن الحياة الكريمة والحرية هما حق لكل إنسان، بما في ذلك النساء الفلسطينيات اللواتي يستحقن كل الدعم في سعيهن للعدالة والمساواة.
لذلك، نحتاج إلى التأكيد على ضرورة إشراك النساء في عملية اتخاذ القرار وإعطائهن الفرصة للتعبير عن آرائهن ومطالبهن. إن العمل من أجل حقوق النساء ليس مجرد قضية إنسانية، بل هو جزء لا يتجزأ من الصراع الفلسطيني. فالنساء جزء من النضال، ومن الضروري أن تُسمع أصواتهن في جميع المحافل.
في هذا السياق، يجب أن نعمل جميعًا معًا لإنهاء القمع والاستبداد، وأن ندعم حق الفلسطينيات في العيش بكرامة وأمان. إن وفاة إسلام حجازي ليست مجرد رقم في إحصائيات الموت، بل هي دعوة للتغيير والعدالة لكل امرأة فلسطينية.