اخر الاخبار

استربتيز سياسي أمد للإعلام

أمد/ ضحك في سخرية مريرة، استكمل حديثه الذي يثير قلق ليس فقط لموالسة الخراب أو اتحاد ملاك القضية، وجميع الأشكال المنفعية الاستبدادية، بل لكل الأطراف المعطوبة. كلام جسد فيه قسوة وغباء وعبثية، وعشوائية سياسات موالسة الخراب والسادة أتحاد ملاك القضية.


كانت رسائل سياسية واجتماعية، صحيحة وحيوية يبعث بها، منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، والشاهد لا حياة لمن تنادي. “ولو نارٌ نفخت بها أضاءت..ولكن أنت تنفخ في الرماد”. هل تذكر الذين كنا نطلق عليهم ” الغرابيين” الذين يتميزون بروائحهم السياسية الكريهة ونمط سلطتهم الزرائبي؟ كائنات ملعونة، حتى الطبيعة نفسها تحتج على وسختهم.

نحن الشعب المنكوب بكل كوارث البشرية بمصائبها وتاريخها، من البؤس والعسف.إلى كوارث ثالوث الشر، شياطين وأفاقين وكائنات ملعونة، هكذا تسمع الرجل يقولها دون أن تنطق شفتاه كلمةً واحدة، عيناه تكفيان.

في عين الكارثة إما أن تكون مطرقة تطرق، وإما أن تكون سندانا يتحمل الطرق، في زمن الخراب العام تقل الصحبة وتزداد الغربة و ينعزل الافراد في وحدة تفتقد لحرارة التلاحم، هكذا تحول المسروق إلى سارق؛ لم يكن مصدقًا ما حدث.. يا الله.كل هذا الحزن والخوف والهلع بدا على وجه الرجل. المهم والأهم راح، معقول سُرِقت حياته! هذه حياته؟! شخصيًا لم يكن يطمح ولا يطمع في أكثر مما كان.

بانت علامات البؤس على وجهه بواقعية عميقة. بؤسٌ طبيعيٌّ غير مفتعلٍ وبلا أي ادعاء، كان جسده نحيلا وأكتافه منحنية وملابسه تميل إلى  البساطة.

بدأت عيناه تدور وتغوص في الأحياء المدمرة، المتهالكة! كأنها بين حفر وادي الجحيم، فقير  للروح والحياة، بيوت مهشمة، ووجوه مهمشة هائمةٌ جائعة. لا يمكن أن تصدق أن هذه كانت غزة.

حتى خرافة العابرون مليئة بالأخطاء  والتدليس، حتى جعلت جزء منها قطعة من التخلف و الانهيار و الهمجية، مثل الوباء اللعين أو الجائحة ولا أمصال ولا مساعدة أو لقاحات حتى لا يمكنها أن  تقاوم توحشها وجبروته، وبلطجته، ثالوث الشر لم يقدم للشعب سوى القهر والفقر والقتل والإجرام وهو الأن يطلب غطاء شرعيا، من اجل تقنين المحرقة في محاولة لتبديد الدماء

هكذا يدفع البسطاء ثمن حماقة أشباه حكام  وقراراتهم الخاطئة.. ثمن تهور ثالوث الشر والكراهية والفساد. وتحالفهم الشيطاني. والانفراد باتخاذ القرارات الكبرى التي تمس المواطن المفعول به دائمًا بلا حولٍ ولا قوة.

شخصيات استهلكت أدوارها ووجوهها، وأصبح وجودها عبئا استراتيجيا مخيفا على حقوق المواطنين والوطن، لا يوجد هنا سياسة، بل ورم يتوغل وينتشر.

فكيف يمكن أن تعود كل قرابين الاسترضاء هذه إلى مستحقيها الأصليين؟ وكيف يمكن أن يُفَضُ هذا الاشتباك والانقسام  الملعون بين ثالوث الشر والفساد؟ وكم يتكلف؟ وكم يستغرق؟ وما الثمن الذي سيكون علينا أن ندفعه بعد الذي دفع؟ لقضية تدفع من لحمها الحي ثمناً لأشباه حكام؟!

هنا و الآن..حياته محطمة جائعة مأزومة. آلاف من الجوعى والعاطلين يبحثون عن فرصة عملٍ لإطعام كوم اللحم الذي تركوه وراءهم في الخيام بعد تدمير بيوتهم البسيطة الأمنة، وبالفعل حدث ما توقع. بالنسبة له لم تكن مجرد عين، او مكان عمل،كانت عمله ورزقه وقوت عياله. كانت حياته كلها. بعد أن سرق اللصوص حياته، فالمسروق يدل على سارقه، هكذا قال لنفسه وهكذا قرر أن يبحث عن عمره المسروق عند الفقراء أمثاله.

أسكته البؤس وهزمته المذلّة.. طيب، ما العمل الآن؟ مستحيل أن تستمر الحياة، فقد ضاع واختفى الحدُ الفاصل بين الحياة والموت. بعد الفقد؛ لاحل  لمن يلجأ؟ من يعيد حياته التي سرقها الملاعين، هكذا حدثته نفسه، لكن ثالوث الشر والخراب  غالبًا لن يلتفت لحياة تافهٍه كحياة هذا المواطن البأس، ياله من عذابٍ.

تحول العالم كله أمامه إلى مكان عمل.. فالطعام عمل..والخبز عمل، وحياته عمل..والموت هو ان يشقي بلا عمل، الحياة تجري فيها ملايين الأعمال، لكنه لايهتم إلا بالعثور على نصفه الآخر. عمله، لايبدو أحدٌ غيره شاعرًا بما يفكر فيه ولا بمصيبته الكبرى، فالكل مشغول بحاله، فأنت عندما تبحث عن شيء فقدته تبدأ في النظر إلى كل ما يشبهه، وكأن عينيك تحثُ الآخرين على أن يبحثوا معك ولسانك يكاد ينطق بالرجاء، لكن لا أحد هناك؛ الكل بائسٌ يواجه مصيرًا أكثر بؤسًا في ظل شبه واقع مشوه فاق العصور الوسطي.

على حافة الطريق جلس المسكين يداعب ابنه الصغير وينظر إليه بأسىً، ياترى ماذا ستاكلُ غدًا؟صراعًا شديدًا ارتسم على ملامحه بين شعور بالإثم وخضوع لليأس وخنوع للاشتها، فتجعلك تتوقع ما سيحدث! وأكثره إيلامًا حينما يبلغ به اليأس منتهاه، فلم تكن لديه مهارات اللصوص.

هناك خيام أشبه بالعِشش، حيث نكتشف بأنفسنا أن اللص الحقيقي. بالفعل هو اتحاد حقير بين ثالوث الشر والكراهية والفساد، وليس للابرياء نصير ولا معين في هذه البلاد القاسية. مسيرة تقطر دماء وموت وفقدان وخراب، صراع مع  القهر المستمر الذى زاوله ثالوث الشر والكراهية والخراب، والبعض من المتحكمين في القطيع إما بواسطة السلاح أو المال، ظلمات وفساد بسبب عدة عوامل كل منها مترتبا علي الأخر و متفاعلا معه، بجانب التراهات وبث الخوف الدائم من الموت و السجن و التعذيب و فقد أسباب الحياة.

هناك  دائما من عاشوا بإختيارهم يعانون الوحشة، من قرارات قاسية منفصلة عن عالمهم.. بسبب حب الخنوع الذى تمكن منهم وما نتج عنه من سخط نفسي داخلي فقط! مع الاستكانة، ورسم اللوحات السوداء على جدران حياتهم. وصولا للمحرقة والكارثة الكبرى.

لايمكن لأحد  أن يتباهى بكل هذا الخراب والدمار الذي طال جنبات المجتمع وأدّى إلى انقسامه واستقطابه وبؤسه على هذا النحو المُفجِع منذ العام 2007، كل يومٍ تسمع عن فشلٍ هنا وخيبةٍ هناك، ورغم ذلك ينبري ثالوث الشر والفساد، مُلوِحًا بإنجازاته ونجاحه.. نجاحٌ في الفشل! هنا يكون البقاءُ على قيدِ الحياة يستحقُ الرثاء، ولكن..أليس لهذا السقوط من انتهاء؟

أليس لهذا البلاء من دواء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *