ابن كيران يرى أن مطالبة خريجي الجامعات من الدولة وظائف مباشرة “عقاب غير منطقي”
قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن فساد منطق الدولة لا يبرر فساد منطق الشعوب، لأن الشعوب إذا فسد منطقها لا تستقيم ولا تتقدم، في إشارة منه وهو يحكي عن فصول مثيرة، إلى كيف واجه احتجاجات المعطلين في شوارع الرباط بسبب مطالبتهم بالتوظيف المباشر، وكيف استطاع أيضاً أن يفك احتلال الملك العمومي من طرف بعض الفئات في المجتمع التي كانت تطالب بإنصافها، وهو قرار اتخذه في حكومته السابقة بمنع ذلك، وشجع وزارة الداخلية على منع هذا الاحتلال فيما بعد، لأن الإدارة حسب ابن كيران هي ملك للمواطنين لا ينبغي احتلاله، قائلا: “ليس من الطبيعي أن يأتي شخص حصل على إجازة أو دكتوراه ويعاقب دولته التي علمته ويقول لها يجب أن توظفيني”.
وشدد ابن كيران في كلمة له بمناسبة انعقاد اللجنة الوطنية لـ”البيجيدي”، قائلا “قبل أن يكون عند الشعب ثروة أو بترول، لا بد أن يفكر بطريقة مستقيمة”.
وعاد ابن كيران ليبوح بكواليس نجاحه في حل أزمة المعطلين الذين ظلوا لسنوات يحتلون شوارع العاصمة الرباط، قائلا: “عندما وصلت إلى رئاسة الحكومة وقف في وجهي مشكل أساسي، وهو فئة من الناس تلقب نفسها بالمعطلين وتطالب بالوظائف، وترتب على ذلك منظومة للتسجيل والتمويل والنضال والترتيب في اللوائح، ودخول أشخاص ليسوا مؤهلين ولا يصلحون لها، طبعا منهم لي تيصدقوا ولكن بزاف تيدخلوا لا تكوين لهم”.
مشكل المعطلين الذين كانوا في وقت من الأوقات يطالبون الدولة بالتوظيف المباشر، سببه حسب زعيم “البيجيدي”، هو منطق غير سليم مبني على “أننا تقبلنا شيئا غير منطقي، وهو أن هنالك أشخاص سموا أنفسهم بالمعطلين ولا أحد عطلهم، هم عاطلون وسموا أنفسهم بالمعطلين وناضلوا وتقبل المجتمع منهم، وتكسر المنطق لأنه حتى قبل كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، الشعوب التي تفرط في المنطق تصل إلى الفوضى، خص لا بد من المنطق لأن وحي الله وتوجيهات رسوله، كلها تنبني على المنطق المرتبط بحجم المعطيات التي يتحدث عنها الله ورسوله والتي لا نستطيع أن نحيط بها، ولكن نحن كذلك عندنا منطق في حدود معلوماتنا وما بين أيدينا”.
في قضية المعطلين أعانني الله وأعان الحكومة التي كنت أترأسها يحكي ابن كيران “أن نتجاوز هذا المشكل، وأن نقول ليس من الطبيعي أن يأتي شخص ويعاقب دولته التي علمته حتى وصل إلى الإجازة أو الدكتوراه، ويقول لها يجب أن توظفيني، هذا ليس بمنطق، لأن من يطلب وظيفة من الدولة هو اقتنع بأنه معطل وبأن الدولة خص تقلب ليه على وظيفة ويصبح هو عاجزا على أن يتحرك لأنه يشعر أنه بحاجة إلى العناية والرعاية وإلى من سوف يسانده، ويخرج هو حينها من دائرة المبادرة والمحاولة… هذه القضية أعتبرها شيئا كبيرا، وأن هذا المنطق مبقاش إلى حدود الآن”.
حسب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، “لا بد من رجوع الأمة للتفكير بشكل منطقي وتسمي الأشياء بمسمياتها، هؤلاء الشباب الذين حصلوا على شواهد يكون عندهم مشكل في العمل فهو أمر مقبول، وأن الدولة تبذل مجهودا حتى يجدوا عملا يعيشون منه أمر واجب عليها، ولكن أن تدخل معهم الدولة في منطق غير سليم وفي مشادة، فكم من الجهد يضيع على الدولة وعلى المعنيين أنفسهم!!؟”..
ومن الأمور الأخرى التي قال ابن كيران أيضاً، إنه نجح في إيقافها في المغرب، هو احتلال الملك العام، قائلا: “أي فئة اجتماعية لم تكن تستجيب الدولة لمطالبها تذهب لإدارة ما وتحتلها، بأي منطق لا أدري!! حتى وقع ما وقع، مذكرا بحادث “مجموعة الأطر العليا المعطلة المقصية من محضر 20 يوليوز التي اقتحمت في يناير 2012 مقر الوزارة واحتلتها لأسابيع، وتسبب احتجاجهم في وفاة شخصين منهم، يقول ابن كيران باستغراب: “وأنا كرئيس للحكومة سابق، واش عندي مسؤولية أن أتركهم كل تلك الأسابيع، وفي الأخير وفي اجتماع خاص من نوعه يحضره الذين يعنيهم الأمر، من الأمنيين وغيرهم، من بعد ما تشجعت قلت لهم خصنا نخرجوهم، ومشينا خرجناهم من بعد ما مات منهم جوج، وبعد ذلك تشجعت وزارة الداخلية لكي لا تسمح بعد ذلك لأي شخص أن يحتج فشي إدارة، لأن الإدارة هي للمواطنين، لا يمكن تجي تسكن فيها”.