أمد/ طهران: فند وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، التقارير التي تشير لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران ودول أوروبية إذا تم تفعيل “آلية الزناد”.
وخرج الوزير الإيراني للتعليق على تلك التقارير، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، عقب اجتماع الحكومة الإيرانية مع المرشد علي خامنئي.
وقال عراقجي إن “بعض الأطراف تسيء فهم طبيعة (آلية الزناد)، وتتعامل معها على أنها بداية حرب عسكرية”، مؤكداً أن “الأمر مختلف تماماً”.
وأضاف أن “البعض يعتقد أنها تشبه سحب زناد السلاح الذي يؤدي مباشرةً إلى اندلاع حرب، بينما في الحقيقة هي أداة سياسية وقانونية مرتبطة بإعادة فرض العقوبات”.
وأكد عراقجي أن “هذه الآلية “ليست جيدة لإيران ولا لأي طرف آخر، لكنها لا تصل إلى حد اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة”، مشدداً على أن التعامل معها يجب أن يكون بوعي بعيداً عن التهويل الإعلامي.
وشدد على أن تفعيل “آلية الزناد” من قبل الدول الأوروبية لن يسبب كارثة اقتصادية أكبر مما تواجهه إيران حالياً، داعياً وسائل الإعلام إلى عدم تضخيم تبعاتها الاقتصادية.
وقال عراقجي إن “آلية الزناد المنصوص عليها في الاتفاق النووي ليس بالأمر الجيد، وإذا ما أُعيدت قرارات مجلس الأمن السابقة، فإن ذلك سيجلب قيوداً جديدة، لكن تأثيره سيكون بالأساس سياسياً أكثر من كونه اقتصادياً”.
وأبدى استعداد بلاده لخوض مفاوضات مع الأوروبيين والولايات المتحدة شريطة أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وكشف عراقجي أن وزارة الخارجية تعمل على إعداد ملاحق خاصة للسياسة الخارجية لكل منطقة حرة بما يتناسب مع ظروفها الاقتصادية والجغرافية، مبيناً أن معاونية الدبلوماسية الاقتصادية تلعب دوراً محورياً في تذليل العقوبات ودعم المستثمرين والمنتجين على المستوى الدولي.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد حذر من أنّ محاولة فرض حالة “لا حرب ولا سلم” على البلاد تمثل “ضرراً وخطراً كبيرين”، داعياً الحكومة إلى عدم انتظار المتغيرات الخارجية لحل أزمات الداخل.
وشدد خامنئي، خلال لقائه رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان وأعضاء الحكومة، على ضرورة “العمل بروح الأمل والجهد” لتجاوز الأوضاع الراهنة، معتبراً أن أمن ومعيشة الشعب من أبرز أولويات المرحلة.
ودعا وسائل الإعلام الرسمية إلى “إبراز قوة إيران وقدراتها” والابتعاد عن “تصوير الضعف والعجز”، فيما انتقد ارتفاع أسعار السلع الأساسية وطالب بإيجاد آليات لضبط الأسواق.
ووجه خامنئي أيضاً انتقادات إلى إسرائيل، مؤكداً أن السبيل لمواجهة ممارساتها في غزة هو قطع العلاقات السياسية والتجارية معها، كما أثنى على أداء الحكومة في “حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل”، واعتبره نموذجاً للتضحية.
وفي ملف السياسة الخارجية، أشاد خامنئي بزيارة رئيس الجمهورية إلى الصين، واعتبرها فرصة لتعزيز سياسة “التوجّه شرقاً”، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية تنويع صادرات النفط والاستفادة من طاقات الشباب لتحديث أساليب الاستخراج.
وشدّد المرشد الإيراني على ضرورة “ترشيد الاستهلاك ومنع الهدر” في قطاعات الماء والكهرباء والغاز والمباني الحكومية، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة متفاقمة في الطاقة والمياه.