“إن بي سي”: كفاح أهل غزة اليومي من أجل لقمة العيش بين الأنقاض

أمد/ غزة: أجرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، معايشة مع أسرة فلسطينية داخل قطاع غزة لمدة يوم، من الصباح الباكر وحتى غروب الشمس، والتي تبين أنها واحدة من آلاف العائلات التي تعيش في جميع أنحاء القطاع، بعد انهيار وقف إطلاق النار، وسط استمرار القصف والقتل اليومي.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، في 1 مارس الماضي، الذي بدأ في 19 يناير، لمدة 42 يومًا، تم خلالها الإفراج عن عدد من المحتجزين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
وحاولت حكومة بنيامين نتنياهو إجبار حماس على الموافقة على صفقة “ويتكوف” وتمديد المرحلة الأولى، والتي تشمل الإفراج عن نصف المحتجزين الأحياء والأموات، في اتفاق جديد يستمر 42 يومًا، وفي اليوم الأخير إطلاق سراح المجموعة الثانية من المحتجزين وإعادة جثث المتبقين.
ورفضت حماس الموافقة على التمديد إلا بموجب شروط الاتفاق المرحلي المتفق عليه بالفعل، والتي من أهمها الوصول إلى صيغة نهائية لوقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وأمام ذلك قررت حكومة نتنياهو إيقاف دخول كل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بهدف الضغط على حماس لتقديم تنازلات، وقطعت إمدادات الكهرباء عن القطاع، وبدأت في شن هجمات متفرقة.
وفي خان يونس، تقيم عائلة المواطن الفلسطيني حامد الزرعي في خيمة تم نصبها على أنقاض منزلهم، وقال الزرعي، 57 عامًا، إنه مع مرور أكثر من 550 يومًا على الحرب، بات الأطفال والكبار يغطيهم الغبار ويطاردهم الموت وسط جوع كبير.
قبل الحرب، كان حامد الزرعي يملك عربة وحمارًا يستخدمهما لتأجير خدمات النقل، لكن بعد نفوق الحمار في الحرب وفقدانه عربته، لم يعد لديه مصدر دخل؛ وبسبب عجزه عن شراء الطعام والماء، أصبحت عائلته تعتمد على المساعدات التي تتناقص بسرعة.
وكشفت العائلة الفلسطينية، المكونة من 15 فردًا، بينهم 8 أطفال، مع نزوح أقارب تقريبًا كل يوم، أنهم مع صباح كل يوم تبدأ رحلة الكفاح من أجل لقمة العيش من بين أنقاض غزة، بسبب نقص الغذاء والماء والأدوية وغيرها من الإمدادات التي منع الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى القطاع.
وعلى مدار اليوم، تصبح تلك الأشياء مثل الماء والغذاء والضروريات الأخرى من أبرز المخاوف التي تؤثر على رجال العائلة، حيث تحدث جلسة نقاشية كل يوم حول ذلك الأمر، ثم ينطلقون جميعًا وسط حالة من الخوف والرعب بسبب القصف المستمر، في رحلة البحث عن الضروريات التي تستغرق معظم بقية وقتهم.
وأكد الزرعي في حديثه للشبكة الأمريكية: “بالنسبة لي أصبح البقاء على قيد الحياة أشبه بالموت.. نموت جميعًا مئة مرة يوميًا، من الخوف والرعب.. أطفالي يبكون باستمرار.. يريدون أن يأكلوا.. ولكن كيف؟ لا توجد معابر مفتوحة، فكيف أحضر لهم طعامًا؟”.
ويقسم أفراد العائلة أنفسهم، حيث يخرج أبناء الزرعي، الأطفال محمد (13 عامًا) وسعاد (12 عامًا)، ويأخذون أوانيهم إلى مطبخ الحساء في رحلة تستغرق نصف ساعة، ويقفون في حشد مع آخرين لعدة ساعات حتى يملأوا أوانيهم من الأرز، ويعودون منهكين إلى خيمتهم.
في الوقت ذاته، يحمل آخرون قدر الماء، ولساعات يطوفون حول مراكز المساعدات بهدف العثور على ماء، ثم يعودون مرة أخرى إلى الخيمة.
ومع غروب الشمس، تتجمع العائلة بهدف تناول الغداء الذي حصلوا عليه بشق الأنفس، ثم ينتهي اليوم ببعض اللعب في الخارج، قبل الخلود للنوم، في انتظار يوم جديد من المعاناة والمكافحة من أجل لقمة العيش بين أنقاض غزة.
ثم يعودون إلى خيمتهم المؤقتة لتناول وجبة عشاء هزيلة مكونة من المزيد من الأرز والفاصوليا، قبل أن يستقروا في النهاية في السرير، ويتجمعون معًا على الأرض ملفوفين بالبطانيات.
قالت سعاد الزرعي: “نكره الليل”. وأضافت: “النهار”.