أمد/ كتب حسن عصفور/ يوم 31 مايو 2025، أعلنت حركة حماس أنها قدمت ردها على مقترح الإطار، الذي وصلها من المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، بعد مشاورات وصفتها بـ “وطنية واسعة”.

حماس حاولت تمرير مسرحية الرد تحت “غطاء” المشاورات الكاذبة، مع فصائل أو شخصيات تستخدمها عند الطلب لتمرير ما تريد تريده، كونها بالأصل أقدمت على أم النكبات يوم 7 أكتوبر دون أن تتشاور مع ذاتها، وليس مع غيرها، ما يشير أنها حركة تصر على مواصلة “الخداع” بكل ما لها من طرق ووسائل، مستفيدة من غياب القوة المركزية الوطنية، وارتعاش البعض من الحديث الوطني الواضح.

مبدئيا، حماس في ردها تجاهلت كليا تطور الأحداث في قطاع غزة، وأن جيش العدو الاحلالي يفعل ما يريد كيفما يريد، ليس تدميرا وتخريبا لكل بقايا القطاع، بل أنه دخل في مرحلة متطورة من مراحل “الموت والاعدام” لأهله، واختيار الوسائل التي لم يسبق لغيره استخدامها، ضمن “هواية قتل فريدة” كما وصفها الصهيوني الشجاع يائير غولان، تكثيفا لمسار الفعل الخالي من أي رد فعل، لا مواجهة ولا مقاومة، خارج “رسوم الكرتون” التي توزعها وسائل إعلام إخوانجية وتابعة لها تعيش بعيدا عن أكبر مقتلة لشعب في التاريخ الإنساني الحديث.

حماس، أكدت بردها أنها لا صلة لها ليس بأهل قطاع غزة فحسب، بل بجوهر القضية الوطنية، وأنها تواصل “ثقافة الاختطاف” التجارية لها منذ يونيو 2007، التي وضعت حجر الأساس لتدمير المشروع الكياني الوطني مقابل رفع بناء المشروع التهويدي البديل.

حماس فيما اعتبرته ردا، مع الادعاء التشاوري الفارغ، رغم ان غالبية القوى بمن فيهم بعض من محورها القديم رفضوا كليا موقفها قبل الإعلان، تواصل العمل على استكمال طريق “اعدام قطاع غزة”، وترسيخ معادلة الذل الوطني لحساب انقاذ ما يمكن إنقاذه إنسانيا، وما سيكون من وصايا متعددة الأوجه والأوصياء، ما يمنع بروز الكيانية الفلسطينية لسنوات طويلة، بعدما انكشف المشهد العربي عاريا.

ربما، ومع انه تعبير بليد في الفكر والسياسية، كان لحماس أن تختتم مسارها السياسي، الذي انتهى عمليا في قطاع غزة، وجودا وحكما ومستقبلا، بأن تترك أثرا مختلفا، وتعلن قبولها الكامل مقترح ويتكوف، مع تحسينات البعد الإجرائي الخاص بالمساعدات الإنسانية ووقف الموت، وفتح باب الحركة من خيمة النزوح والتشرد إلى بقايا ما كان بيتا أو سكنا، خاصة وأنه لا يوجد غزي راهنا يفكر في غيره حياته، لا قدس لا فلسطين لا وطن.

كان لحماس أن تخفف من آثار نكبتها الكبرى لدى أهل قطاع غزة، لو وضعت كل ما يمكنه أن يكون تحسينات وتغييرات في المقترح “الأمريكي” تتعلق بالحياة اليومية دون أي تطال الجوهر السياسي، لأنها لا تملك ذرة فعل قادر على تغييرها، ولو لها فلتطلب من قطر وتركيا (وهما الراعي لها مذ 2005)، بما يملكان من قوة ومصالح أمنية ومالية مع أميركا إسرائيل بوقف الموت دون شروط سياسية.

على قيادة حماس أن تسحب ردها يوم 31 مايو وتتقدم برد جديد يوم 1 يونيو 2025، تعلن قبولها الشق السياسي، مع إجراء تعديل جذري على مجمل الجانب الإجرائي في الشق الإنساني، وعليها أن تتقدم بذلك علنا في مؤتمر صحفي من القاهرة وليس من الدوحة.

دون ذلك، حماس سجلت في وثيقة رسمية أنها توافق على المخطط الاحلالي بإعدام قطاع غزة مكانا وإنسانا لتختم حياتها بـ “أم النكبات السياسية”.

وهنا، هل يخرج من حماس من يعلن رفض “الطاعة المعادية” للوطنية كما خرج يوما الشهيدين المهندسين إسماعيل أبو شنب وعبد العزيز الرنتيسي، انتصار للفلسطنة ورفضا للأخونة والخراب العام..تلك هي الأمنية.

ملاحظة: كان مشهد معيب جدا على ناس يدعون أنهم أصحاب “حيثيات” سياسية يكونوا بوق غبي يستخدمه صبية حماس.. وبالآخر كشفوهم وبينوا ان التذاكي وجه تاني للتغابي.. هيك ناس معقول في يوم تكون مع ناسها..أهودا اللي مش ممكن أبدا ..يا اغبياء..

تنويه خاص: انفرد موقع “أمد” بنشر نص حماس الكامل على ويتكوف.. مش دايما أمد مهتم بقصة انفرد سبق..وصلنا بدون قصد.. وبعدما تسربت نصوص مخربشة نشر النص كاملا .. الشي الغريب بدأت قنوات ومواقع كبيرة تنشر لكنها تهربت من النشر الكامل أو تنسبه لمن سبق..تخيلوا لو كان موقع عبري مجهول جدا لتسابقت تفاخر بنشره..اصعب ما يحدث في بلادنا تهويد الوعي..وضحت لكم يا هووو..

لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص

شاركها.