أمد/ واشنطن: أكدت وسائل إعلام أمريكية، أن القمة بين الرئيسين الروسي والأمريكي، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، قد تشكل نقطة تحول في عملية السلام في أوكرانيا، وفقًا لما ذكرته تقارير أمريكة.

وقالت التقارير: “قد يُمثل اللقاء بين ترامب وبوتين انفراجة في الجهود المُتعثرة منذ فترة طويلة لحل النزاع”.

أشارت الصحيفة إلى “تدهور الوضع في أوكرانيا على أرض المعركة، في حين لا يزال التفوق العسكري الروسي راسخًا. إذ تتفوق على أوكرانيا بثلاثة أضعاف في القوى البشرية، ويمكنها إنتاج ذخيرة سنوية تفوق ما تنتجه دول حلف شمال الأطلسي مجتمعةً بمرتين إلى ثلاثة أضعاف”.

وأوضحت أن “لا الولايات المتحدة أو أوروبا تمتلكان القدرة على تغيير ميزان القوى العسكرية لصالح أوكرانيا تغييرًا جذريًا. فلا يمكن لأي منهما حل مشاكل كييف في القوى العاملة أو إرسال كميات كبيرة من الأسلحة الإضافية إليها”.

وكتبته صحيفة “ذا أمريكان كونسيرفاتيف”: “نهاية الأعمال العدائية على الأرجح ستكون نتيجة سلسلة من الخطوات الصغيرة، لا قفزة هائلة. فبمجرد لقاء بوتين وترامب، يمكنهما لفت انتباه الجانبين إلى ضرورة السعي إلى السلام”.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، إنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 15 أغسطس/آب المقبل في ألاسكا، في إطار مساعيه للمساهمة في التوسط لإنهاء الصراع في أوكرانيا.

وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”: “اللقاء المرتقب بشدة بيني، بصفتي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، سيُعقد الجمعة المقبل، 15 أغسطس/آب 2025، في ولاية ألاسكا العظيمة”.

وكشف ترامب أن اتفاقا لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا سيتضمن تبادل أراض من دون إعطاء أي تفاصيل. مبينا أن قضية تبادل الأراضي بين أوكرانيا وروسيا “معقدة” لكنها مفيدة للطرفين.

وقال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، للصحفيين: “بالنظر للمستقبل، فمن الطبيعي أن نهدف إلى عقد الاجتماع المقبل بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب على الأراضي الروسية. وقد وُجّهت الدعوة بالفعل إلى الرئيس الأمريكي”.

وأشار إلى أنه في هذه الولاية الأمريكية، كما في القطب الشمالي، تتقاطع المصالح الاقتصادية للبلدين، وهناك فرصة لتنفيذ مشاريع متنوعة.

وأوضح أوشاكوف: “لكن، بطبيعة الحال، سيركز الرئيسان بلا شك على مناقشة خيارات تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد للأزمة الأوكرانية”.

وكان يوم الأربعاء، صرح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن المحادثة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، التي جرت في الكرملين اليوم الأربعاء، كانت مفيدة وبناءة.

وقال أوشاكوف للصحفيين: “استقبل رئيسنا هذا الصباح ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ودارت بينهما محادثة مفيدة وبناءة للغاية”.

حقائق جغرافية

يبلغ طول شبه جزيرة ألاسكا في أمريكا الشمالية حوالي 700 كم، بينما يتراوح عرضها بين 10 و170 كم. 

السكان الأصليون هم من الهنود والإسكيمو والأليوت، وقدم أسلافهم إلى ألاسكا من آسيا منذ حوالي 14 ألف عام، وكانوا يعتمدون على صيد الأسماك وحيوانات الرنة. 

وفقا لإحدى الروايات، فإن اسم “ألاسكا” في اللغة الأليوتية القديمة يعني “الأرض الكبيرة”، بينما تشير رواية أخرى إلى أنه يعني “وفرة الحيتان”. 

المسافة بين جزيرتي “ديوميد الكبيرة” التابعة لروسيا، و”ديوميد الصغيرة” التابعة للولايات المتحدة، أقل من 4 كم، ويفصل بينهما خط التاريخ الدولي حيث يكون “اليوم” في إحداهما بينما يكون “الغد” في الأخرى. 

الفارق الزمني بين ألاسكا وموسكو 11 ساعة

تاريخ “ألاسكا الروسية”

أول الروس الذين فتحوا ألاسكا من جهة سيبيريا كانوا بحارة بعثة سيميون ديجنيف عام 1648، ومذاك ظهر في المنطقة مستوطنون روس

في عام 1741، نتيجة للبعثة التي قادها فيتوس بيرينغ وأليكسي تشيريكوف، استكشفت روسيا جزر ألوتيان وسواحل ألاسكا. 

أصبحت ألاسكا جزءا من “أمريكا الروسية” إلى جانب جزر ألوتيان وأرخبيل ألكساندر والمستوطنات على ساحل كاليفورنيا (فورت روس)، إضافة إلى ثلاث مستوطنات شملت فورت إليزابيث  في هاواي. 

خطرت فكرة بيع ألاسكا للولايات المتحدة لأول مرة في ربيع عام 1853 على لسان الحاكم العام لشرق سيبيريا نيكولاي مورافيوفأمورسكي، الذي أخبر القيصر نيكولاي الأول بأن روسيا لا تملك الموارد العسكرية والاقتصادية اللازمة لحمايتها. 

نوقش الموضوع أيضا بمبادرة من الدوق الأكبر كونستانتين (شقيق ألكسندر الثاني)، حيث كان من المفترض أن يسهم التنازل عن ألاسكا في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، إلى جانب تمكين روسيا من التركيز على تطوير الشرق الأقصى ومنطقة أمور. 

وقع الاتفاق في مارس 1867، وصادق عليه الإمبراطور ألكسندر الثاني في مايو من نفس العام، حيث بيعت ألاسكا للولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار ذهبا. 

وتعتبر ألاسكا رمزا للإرث المشترك بين الدولتين، حيث ينظر في المنطقة إلى العهد الروسي ليس لمجرد أسطورة من الماضي البعيد، بل كجزء من الهوية المحلية مما يجد انعكاسات في اللغة، وفي أسماء الأماكن، وفي الاحتفال السنوي “ألاسكا داي”.

وهناك كاتدرائيتان أرثوذكسيتان في ألاسكا، ويجري ترميم كنيسة أرثوذكسية، كما يستمر العمل على توثيق مفردات اللهجة الألاسكية للغة الروسية.

ويرى مراقبون أن ألاسكا تمثل رمزا للتعاون الذي اتسمت به العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في القرن الـ19 وكذلك التعاون بين البلدين في فترة الحرب العالمية الثانية.

يذكر أن الزيارة القادمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ألاسكا ستدخل التاريخ لأنها الأولى من نوعها، حيث لم يسبق لأي زعيم روسي أن زار هذه الولاية الأمريكية من قبل.

 

شاركها.