اخر الاخبار

إسرائيل تعرقل إتمام الصفقة ل” المرحلة الثانية” الانسحاب مقابل إنهاء حكم ” حماس”

أمد/ قرار رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو وأركان ائتلافه اليميني التملص من الالتزام ببنود الاتفاق في المرحلة السابعة من المرحلة الأولى بإطلاق سراح نحو 600 أسير فلسطيني ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى مع حركة ” حماس” خطوة ذات بُعدٍ تكتيكي، وآخر إستراتيجي. يتمثّل الأول في الردّ على ما تراه إسرائيل «إهانات» تعرّضت لها أثناء تنفيذ عملية التبادل، فيما تشكّل محاولة الضغط على ” حماس” لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، البعد الثاني والأهمّ، وذلك من أجل ضمان تجنُّب الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، والتي ستُلزم الاحتلال بالانسحاب شبه الكامل من قطاع غزة؛ إذ تريد إسرائيل أن يكون لالتزامها هذا مقابل، هو إنهاء حكم ” حماس”، أي أن تحقّق عبر المفاوضات ما عجزت عن تحقيقه عبر الحرب.

ورغم تخوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تداعيات وتبعات تلك الخطوة التي طالبت بالامتناع عنها، لكن نتنياهو قرّر المضيّ فيها، وإنْ كان من شأنها أن تؤدّي إلى تصعيد التوتّر مع حماس والضامنين للاتفاق ، ما قد يهدّد استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، عبر امتناع الحركة عن تسليم جثث أربعة جنود إسرائيليين قُتلوا خلال الحرب، يوم الخميس المقبل. ومع ذلك، يبدو قرار نتنياهو مدفوعاً بالرغبة في الردّ على المشاهد والصور التي بُثّت من غزة خلال عمليات تبادل الأسرى، والتي أثارت غضب إسرائيل واستياءها. ولهذا، إن خطوة تجميد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وإنْ مؤقتّاً، تقرّرت بغرض إيصال رسالة واضحة للإسرائيليين مفادها بأن مِثل هذه ” الأعمال المهينة” ليست مقبولة، وبأن على الحركة أن توقفها في المستقبل.

ووفق المحللين والمتابعين أن إسرائيل تريد تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار لأطول مدّة ممكنة، كونها ترى أن الانسحاب شبه الكامل من القطاع من دون تحقيق ترتيب سياسي وأمني يضمن مصالحها، سيسقط أحد أهمّ أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو إنهاء سيطرة ” حماس” على القطاع ، وترغب إسرائيل في الإبقاء على قواتها في القطاع لأطول مدة ممكنة، لمنع ” حماس” من استعادة قوّتها أو التأثير على الحلول المستقبلية

وفي سبيل تحقيق الأهداف الإسرائيلية تعتمد إسرائيل استراتجيه تتمحور في :

أولا : التركيز على إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين في مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين، بما يفيدها سحب ورقة الأسرى من يد ” حماس”، مقابل تقديم مساعدات إنسانية إضافية، من دون الحاجة إلى الالتزام بالانسحاب العسكري شبه الكامل، وفقاً لما جرى الاتفاق عليه بالنسبة إلى المرحلة الثانية.

ثانيا : الإبقاء على القوات الإسرائيلية في القطاع لأطول مدة ممكنة، وذلك لمنع ” حماس” من استعادة قوّتها أو إحداث تأثير على ” الحلول” المستقبلية، من مثل ما تعرضت له الخطّة الإسرائيلية الابتدائية في الأشهر الأولى من الحرب، والتي هدفت إلى دفع العشائر إلى حكم القطاع كبديل من الحركة.

ثالثا : تشجيع دول من مثل مصر وقطر والسعودية والإمارات على تقديم حلول بديلة للسيطرة على القطاع، من مثل تشكيل حكومة تكنوقراط، أو إدارة مدنية غير مسيّسة، تكون قادرة على إدارة الشأن المدني في غزة. وفي هذا الإطار، تبرز خطّة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لترحيل الفلسطينيين من القطاع، والتي ترى فيها تل أبيب فرصةً للضغط على الدول العربية لتقديم بدائل تضمن مصالحها، وفي مقدّمتها إنهاء سيطرة ” حماس” على القطاع. وقد تكون هذه هي الفرصة الأبرز في الخطّة، التي يكاد الإسرائيليون يجمعون على أنها غير قابلة للتطبيق، وإنْ رحّبوا بها وأملوا في تنفيذها.

وفي ظل توتر الأجواء وخضم الصراعات التي تشهدها المنطقة ومناورات نتنياهو ، تم تأجيل زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وقال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تريد أن ترى استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تنتهي المرحلة الأولى منه مطلع مارس/ آذار المقبل.

يأتي ذلك مع تأجيل مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف زيارته التي كانت مقررة، الأربعاء للمنطقة لبحث بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة ، وقالت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته “ظلوا منخرطين بشكل كبير” في متابعة الاتفاق.وقالت في تصريحات للصحفيين: “نريد أن نرى استمرار وقف إطلاق النار، وأوضح الرئيس أنه يريد أن يرى جميع الرهائن (الإسرائيليين) الذين أسروا في غزة يعودون إلى ديارهم”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت صحيفة يديعوت أحر ونوت العبرية نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها، بأن ويتكوف أرجأ زيارته إلى المنطقة وإسرائيل والتي كانت مقررة غدا الأربعاء، دون تحديد موعد آخر.

من جانبها، أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية نقلا عن مصدر إسرائيلي مطلع لم تسمه، إن تأجيل زيارة ويتكوف إلى إسرائيل جاء على خلفية أزمة تعليق إسرائيل إطلاق سراح نحو 620 أسيرا فلسطينيا.

وتعرقل إسرائيل إطلاق سراح نحو 620 أسيرا فلسطينيا كان من المقرر الإفراج عنهم، السبت، بعد وفاء “حماس” بالتزامها ضمن الاتفاق، بينما يفترض أن يتم الخميس، الإفراج عن جثث 4 أسرى إسرائيليين من غزة، ما يشكل نهاية رسمية للمرحلة الأولى من الاتفاق.

وفي الملخص فان خطة صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في مرحلتها الأولى والثانية تبقى محل تجاذب الأطراف المعنية ، من دون إتباع خطط واضحة ومحدّدة. لكن المؤكد إلى الآن، هو أن إسرائيل تحتفظ لنفسها بأداة ضغط مهمّة، تتمثّل في التهديد بإمكانية العودة إلى القتال، وإنْ كان المتوقّع ابتداءً أن تكون العودة إليه بشكل محدود، وتحديداً إذا فشلت الحلول أو تعثّرت أو تجمّدت. ويأتي ذلك في إطار مساعيها إلى دفع الأمور نحو تحقيق تسوية تحقّق مصالحها، رغم أن مثل هذه الخطوات الصعيدية قد تحمل في طيّاتها مخاطر، وتؤدي في النهاية إلى نتائج غير متوقعة، أو ربّما إلى غير ما كانت تسعى حكومة نتنياهو لتحقيقه ابتداءً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *