أمد/ واشنطن: شهدت الولايات المتحدة السبت، طوابير طويلة في بنوك الطعام ومبادرات توزيع الوجبات المجانية، بعدما توقفت فجأة المساعدات الشهرية للبرنامج الفيدرالي لمساعدات الغذاء SNAP) ) بسبب استمرار إغلاق الحكومة الأميركية الذي دخل يوم الأحد، يومه الـ33.

وفي حي برونكس بنيويورك، حضر نحو 200 شخص أكثر من المعتاد إلى بنك الطعام التابع لـ”كنيسة عالم الحياة”، وقد ارتدى الكثيرون منهم قبعات ومعاطف شتوية، ودفعوا عربات تسوّق قابلة للطي أثناء انتظارهم في طابور امتدّ عبر عدة شوارع، بحسب ما نقلت “أسوشيتد برس“.

ووصل بعضهم منذ الساعة الرابعة صباحاً ليختاروا من بين صناديق مليئة بالفواكه والخضروات والخبز والحليب والعصائر والمواد الجافة والسندويشات الجاهزة.

وقالت ماري مارتن، وهي متطوّعة في البنك، وتعتمد عليه أيضاً كمصدر إضافي للطعام بجانب مدفوعات برنامج الدعم الغذائي الشهرية، إنها عادةً ما تقسم مبلغ المساعدات البالغ نحو 200 دولار بينها وبين ابنيها البالغين، أحدهما لديه ستة أطفال، ويعتمد بشكل كبير على هذا الدعم.

وأضافت: “لو لم يكن بنك الطعام هذا هنا، لا أعلم كيف كنا سنعيش”.

وكانت وزارة الزراعة تخطط لوقف المدفوعات للبرنامج ابتداءً من السبت، إلى أن أمر قاضيان فيدراليان الإدارة بإعادة صرفها. ومع ذلك، لم يتضح متى سيتم إعادة تعبئة بطاقات الخصم التي يستخدمها المستفيدون، ما أثار الخوف والارتباك بين العديد منهم.

وفيما بدا أنه ردّ على الرئيس دونالد ترامب، الذي قال إنه سيوفّر الأموال، لكنه يريد توجيهاً قانونياً من المحكمة، أمر القاضي الفيدرالي جون ج. ماكونيل في رود آيلاند الحكومة بتقديم تقرير بحلول الاثنين، يوضح كيف ستقوم بتمويل حسابات برنامج الدعم الغذائي الفيدرالي.

وقال القاضي ماكونيل، الذي عيّنه الرئيس السابق باراك أوباما، إن على إدارة ترامب أن تقوم بدفع المبالغ بالكامل بحلول الاثنين، أو في حال قررت استخدام مبلغ 3 مليارات دولار من صندوق الطوارئ، فعليها تحديد كيفية القيام بذلك بحلول الأربعاء.

وسلّط تأخر مدفوعات برنامج الدعم الغذائي الفيدرالي، وهو جزء رئيسي من شبكة الأمان الاجتماعي التي تخدم نحو 42 مليون شخص، الضوء على هشاشة الأوضاع المالية التي يعيشها كثيرون.

وقال القس جون أودوأوكون من بنك الطعام في برونكس: “الآن البنك لم يعد فقط للفقراء أو للمسنين أو المحتاجين. أصبح للجميع، لكل المجتمع. ترى أشخاصاً يأتون بسياراتهم، ويوقفونها وينتظرون دورهم للحصول على الطعام”.

طوابير طويلة

وفي أوستل، جورجيا، اصطفت مئات السيارات في ممرات التوزيع للحصول على أكياس من المواد الغذائية القابلة للتخزين والطازجة. وقالت منظمة Must Ministries إنها وزعت الطعام على نحو ألف شخص، أي أكثر من ضعف العدد المعتاد في التوزيعات نصف الشهرية.

وأعربت العائلات في الطوابير عن قلقها من عدم حصولها على مخصصات برنامج الدعم الغذائي في الوقت المناسب قبل عيد الشكر.

وفي لويفيل، كنتاكي، قال المستفيد من برنامج الدعم جيمس جاكسون (74 عاماً) خلال فعالية توزيع الطعام في “كنيسة كالفاري المعمدانية” إنه يشعر بالإحباط لأن الناس يعانون من قرارات تُتخذ في واشنطن، داعياً المشرّعين إلى فهم معاناة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وقال: “إذا لم تكن فقيراً يوماً، فلن تعرف معنى الفقر. أتمنى أن تتحسن الأمور، وأن يحصل الناس على مساعداتهم، وأن نتكاتف جميعاً لنحب بعضنا، ونساعد بعضنا ونطعم بعضنا”.

وأوضح القس صموئيل ل. ويتلو أن فعاليات توزيع الطعام عبر السيارات تشهد دائماً طوابير طويلة، لكنّ بنك الطعام الذي يستقبل الناس مباشرة شهد مؤخراً زيادة بنحو 60 شخصاً إضافياً هذا الأسبوع.

وفي نورويتش، كونيتيكت، عمل عشرة متطوعين إضافيين في مطبخ ومصرف الطعام التابع لـ”سانت فنسنت دي بول” السبت للمساعدة في استقبال الموجة الجديدة من المستفيدين، والتأكد من شعورهم بالراحة وفهمهم للخدمات المتاحة. إلى جانب المواد الغذائية والوجبات الساخنة، قدّم المركز أيضاً طعاماً للحيوانات الأليفة ومستحضرات نظافة وفحوص ضغط دم.

شاركها.