اخر الاخبار

أ ب: إسرائيل تسيطر على 50% من غزة لتوسيع المنطقة العازلة صورة

أمد/ واشنطن: كشف تقرير أمريكي يوم الإثنين، عن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على 50% من غزة بعد تجريف الأراضي لتوسيع منطقتها العازلة، فقد وسعت إسرائيل وجودها في القطاع منذ استئناف حربها العدوانية يوم 18 مارس الشهر الماضي.

وأوضحت وكالة “أسوشيتد برس“، في تقرير لها، أن أكبر منطقة متجاورة يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي تقع حول حدود غزة، حيث هدم الجيش منازل الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية وبنيتهم ​​التحتية لدرجة جعلتها غير صالحة للسكن، ووفقًا لجنود إسرائيليين ومنظمات حقوقية فقد تضاعف حجم هذه المنطقة العازلة العسكرية في الأسابيع الأخيرة.

صوّرت إسرائيل تشديد قبضتها على القطاع كضرورة مؤقتة للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين أُسروا خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أشعل فتيل الحرب. لكنّ الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، والتي تشمل ممرًا يفصل شمال القطاع عن جنوبه، يمكن استخدامها لفرض سيطرة طويلة الأمد، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان وخبراء في شؤون غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إنه حتى بعد هزيمة حماس فإن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية في غزة وستدفع الفلسطينيين إلى المغادرة.

وقال خمسة جنود إسرائيليين لوكالة أسوشيتد برس إن عمليات الهدم بالقرب من الحدود الإسرائيلية والتوسع المنهجي للمنطقة العازلة مستمرة منذ بدء الحرب قبل 18 شهرا.

قال جنديٌّ مُنْشَرٌ ضمن فرقة دباباتٍ تُؤَمِّنُ فرقَ الهدم: “دمَّروا كلَّ ما استطاعوا تدميره، وأطلقوا النار على كلِّ ما بدا صالحًا للاستخدام… لن يكون لدى (الفلسطينيين) ما يُعيدون به أرواحهم، ولن يعودوا أبدًا”. وقد تحدّث هو وأربعة جنودٍ آخرين إلى وكالة أسوشيتد برس شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفًا من الانتقام.

أصدرت منظمة “كسر الصمت”، وهي منظمة محاربين قدامى مناهضة للاحتلال، يوم الاثنين تقريرًا يوثق روايات جنود كانوا في المنطقة العازلة. ووصف عدد من الجنود بمن فيهم بعض من تحدثوا لوكالة أسوشيتد برس مشاهدتهم الجيش يحوّل المنطقة إلى أرض قاحلة شاسعة.

وقالت المجموعة إن “الجيش، من خلال التدمير المتعمد على نطاق واسع، وضع الأساس للسيطرة الإسرائيلية المستقبلية على المنطقة”.

ردًا على سؤال حول روايات الجنود، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحرك لحماية بلاده، وخاصةً لتحسين الأمن في التجمعات السكانية الجنوبية التي دمرها هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي قُتل فيه نحو 1200 شخص وأُخذ 251 رهينة. وأكد الجيش أنه لا يسعى إلى إيذاء المدنيين في غزة، وأنه ملتزم بالقانون الدولي.

تقطيع غزة إلى أجزاء

وفي الأيام الأولى من الحرب، أجبرت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين على مغادرة المجتمعات القريبة من الحدود ودمرت الأراضي لإنشاء منطقة عازلة يبلغ عمقها أكثر من كيلومتر واحد (0.62 ميل)، وفقا لمنظمة كسر الصمت.

كما استولت قواتها على مساحة من الأرض عبر غزة تعرف باسم ممر نتساريم الذي عزل الشمال، بما في ذلك مدينة غزة، عن بقية الشريط الساحلي الضيق الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص.

وعندما استأنفت إسرائيل الحرب الشهر الماضي، ضاعفت حجم المنطقة العازلة، ودفعتها إلى مسافة ثلاثة كيلومترات (1.8 ميل) داخل غزة في بعض الأماكن، وفقا لخريطة أصدرها الجيش.

وقال يعقوب غارب، أستاذ الدراسات البيئية في جامعة بن غوريون، الذي يدرس أنماط استخدام الأراضي الإسرائيلية الفلسطينية منذ عقود، إن المنطقة العازلة وممر نتساريم يشكلان ما لا يقل عن 50% من القطاع.

المنطقة العازلة

قال عدد من الجنود إن وحداتهم هدمت مبانٍ أكثر مما يمكنهم إحصاؤه، بما في ذلك مجمعات صناعية ضخمة. وسُوّي مصنع صودا بالأرض، مخلفًا شظايا زجاج وألواح شمسية متناثرة على الأرض.

وقال الجنود إن المنطقة العازلة لم تكن لها حدود محددة، لكن الفلسطينيين الذين دخلوا إليها تعرضوا لإطلاق النار.

وقال الجندي في فرقة الدبابات إن جرافة مدرعة سوت الأرض مما أدى إلى إنشاء “منطقة قتل” وأن أي شخص يقترب لمسافة 500 متر من الدبابات سيتم إطلاق النار عليه، بما في ذلك النساء والأطفال.

وقال إنه بدا عليه التأثر، وأن العديد من الجنود تصرفوا بدافع الانتقام للهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

“جئتُ إلى هناك لأنهم يقتلوننا، والآن سنقتلهم. واكتشفتُ أننا لا نقتلهم فحسب، بل نقتلهم أيضًا، نقتل زوجاتهم وأطفالهم وقططهم وكلابهم، ودمرنا منازلهم”، قال.

وقال الجيش إن هجماته تستند إلى معلومات استخباراتية، وإنه يتجنب “قدر الإمكان إلحاق الأذى بالمدنيين”.

الاحتفاظ على المدى الطويل؟

ومن غير الواضح إلى متى تنوي إسرائيل الاحتفاظ بالمنطقة العازلة وغيرها من الأراضي داخل غزة.

عند إعلانه عن الممر الجديد عبر جنوب غزة، قال نتنياهو إن إسرائيل تهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الـ 59 المتبقين، والذين يُعتقد أن 35 منهم قد لقوا حتفهم. وأضاف أن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بتدمير حماس ومغادرة قادتها غزة، وعندها ستتولى إسرائيل زمام الأمور في القطاع.

وقال نتنياهو بعد ذلك إن إسرائيل ستنفذ دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة، وهو ما تسميه إسرائيل “الهجرة الطوعية”.

يقول بعض المحللين الإسرائيليين إن الهدف من المنطقة العازلة ليس احتلال غزة، بل تأمينها حتى تفكيك حماس. يقول كوبي مايكل، الباحث البارز في مركزي أبحاث إسرائيليين، معهد دراسات الأمن القومي ومعهد ميسغاف: “هذا أمرٌ ستفعله أي دولة عاقلة فيما يتعلق بحدودها عندما تجاور كيانًا معاديًا”.

لكن منظمات حقوق الإنسان تقول إن التهجير القسري للسكان يُعدّ جريمة حرب محتملة وجريمة ضد الإنسانية. وفي المناطق العازلة بغزة تحديدًا، يُصنّف هذا الأمر كـ”تطهير عرقي”، إذ كان من الواضح أنه لن يُسمح للسكان بالعودة أبدًا، وفقًا لناديا هاردمان، الباحثة في هيومن رايتس ووتش.

ووصفت إسرائيل هذه الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة، وقالت إنها تقوم بإجلاء المدنيين من مناطق القتال لحمايتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *