أمد/ يا فصائل الوطن… يا من ارتفعتم راياتٍ على جراحنا، ونصبتم خيامكم فوق ركام بيوتنا… يا من وزعتم الدم على البيانات، والبارود على الخطب… أين أنتم؟!

ستمائة يوم، وأكثر، من الموت المتواصل، من القصف المتجدد، من النزوح القسري، من ليل غزة الذي لا ينام… والمواطن لا يسأل عن انتصار عسكري، ولا عن مفاوضات العقيمة، بل يسأل عن رغيفه، عن أمانه، عن طفله الذي لا يجرؤ أن يبكي، عن جاره الذي قُتل بيد السارق لا العدو.

يا فصائل الوطن…

أين صوتكم من الجوع؟

أين موقفكم من الفوضى؟

أين ضميركم من النهب والسرقات؟

من يسرقون الناس، لا يختلفون عن من يقصفونهم!

غزة لا تحتاج شعارات جديدة، فقد امتلأت جدرانها بعبارات الصمود، بينما تنهار جدران بيوتها كل ساعة… غزة لا تريد بياناتكم، تريد من يحمل عنها عبء اليوم، لا من يزاود على دمها غدًا.

هل تنتظرون أن تُهدّ مدينتنا بالكامل لتصدروا بيان “الإدانة”؟

هل تنتظرون أن يقتتل الناس في الشوارع حتى تقولوا: “نأسف للفوضى”؟

هل تنتظرون أن ننسى أسماءكم كما ننسى أسماء الذين خذلونا قبلكم؟

أنا لا أؤمن بالشعار، بل بمن يحمله على ظهره، ويطعم به جائعًا، ويحمي به خائفًا، ويمنع به لصًا من أن يسرق الوطن مرتين”.

نحن لا نريد بندقيتكم، نريد عدالتكم.

لا نريد صراعاتكم، نريد وحدتكم.

لا نريد قنواتكم الفضائية، نريد منارة ضوء في شارع مظلم.

نريد أن نراكم بين الناس، لا فوقهم.

نريدكم أن تكونوا أبناء لهذا الشعب، لا أوصياء عليه.

غزة اليوم لا تنتظر “انتصارًا تاريخيًا”، بل تنتظر غدًا تعيشه بأمان…

فمن يحرس غزة من داخلها؟

من يحمي الضعيف من الضعيف؟

من يردع من استغل الحرب ليمارس حربًا أخرى ضد الناس؟

نحن لا نسأل عن الخبز فقط، بل عن كرامتنا التي تدوسها الأقدام الخائنة، عن ضوءٍ في آخر النفق… عن وطنٍ لا يصبح فيه الظالم منا”.

كفى صمتًا

كفى غيابًا

كفى ازدواجية بين ما تقولونه وما تفعلونه

افتحوا أعينكم على من تبقّى من هذا الشعب، قبل أن تجدوا أنفسكم وحدكم، تلوّحون برايات لم يعد أحد ينظر إليها.

شاركها.