أمد/ بروكسل: كشف دبلوماسيون أوروبيون مضمون مسودة خطة السلام الأوروبية الأوكرانية المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد مشاورات دبلوماسية مكثفة هدفت إلى تعديل الخطة الأميركية الأصلية المكونة من 28 بنداً، والتي واجهت انتقادات من كييف وعدد من العواصم الأوروبية.

وأرسلت أوكرانيا يوم الأربعاء، نسخة معدّلة من خطة السلام لإنهاء الحرب مع روسيا إلى واشنطن، بالتزامن مع اتصال أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع قادة أوروبيين لبحث تطورات المفاوضات.

ولم يُعرف بعد ما إذا كانت كييف قد أدخلت تعديلات على النقاط العشرين، غير أن دبلوماسيين أوروبيين مطّلعين قالا لـCNN إن المسودة تقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح على امتداد خط التماس الحالي.

وقال مسؤول أوكراني إن الرد الذي أرسلته كييف، يشمل ملاحظات واقتراحات تعديلات “لجعل الخطة قابلة للتنفيذ بالكامل”، وفق ما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي.

ووفقاً لـCNN، جرى تقليص مسودة البنود الـ28 إلى 20 بنداً، بهدف جعلها مقبولة من الطرفين. وتُعد هذه المسودة واحدة من ثلاث وثائق يجري التفاوض بشأنها، تشمل أيضاً وثيقة للضمانات الأمنية وأخرى لإعادة الإعمار.

مسودة الـ20 بنداً

وتنص المسودة على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا على غرار المادة الخامسة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تقوم على مبدأ الدفاع المشترك بين دول الحلف. كما تقترح منح أوكرانيا عضوية في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2027.

وتحذف المسودة أي صياغة تمنع انضمام أوكرانيا مستقبلاً إلى حلف الناتو، لكنها في الوقت نفسه لا تذكر صراحة إمكانية انضمامها إلى الحلف.

كما تدعو المسودة إلى إجراء انتخابات في أوكرانيا، وهو مطلب أثاره كل من ترمب والكرملين. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على إجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوماً إذا توفرت الضمانات الأمنية.

وبحسب الدبلوماسيين، فإن النسخة المعدّلة المؤلفة من 20 نقطة لا تزال تتضمن بنوداً من الوثيقة السابقة قد تثير قلق الأوكرانيين والأوروبيين.

ومن بين هذه البنود اعتراف أميركي رسمي بالمناطق التي تسيطر عليها روسيا، وهو ما سيمثل “تحولاً صادماً عن السياسة الأميركية الراسخة التي تعترف بوحدة أراضي أوكرانيا، ولا تقر بتغيير الحدود بالقوة”، وفقاً للشبكة الأميركية.

 كما يدعو المقترح الأميركي الأخير إلى تحديد سقف قوامه 800 ألف جندي للجيش الأوكراني، بزيادة طفيفة عن سقف 600 ألف الوارد في وثيقة الـ28 نقطة.

وتشير المسودة أيضاً إلى أن الولايات المتحدة وروسيا ستقرران مصير الأصول الروسية المجمدة.

مكالمة بين قادة أوروبا وترمب

وأجرى قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا مكالمة هاتفية مع دونالد ترمب، الأربعاء، لمناقشة خطة السلام في أوكرانيا، وسط توتر أوروبي أميركي بعد انتقادات ترمب للقارة، ووسط ضغوط أميركية على أوكرانيا للتنازل عن أراضٍ لروسيا، للتوصل إلى اتفاق مع موسكو.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الاتصال استمر 40 دقيقة، “لإحراز تقدّم في موضوع يهمّنا جميعاً”. وأضاف ماكرون في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “كنت في قاعة بلدية سان مالو لإجراء مكالمة هاتفية مع بعض الزملاء والرئيس ترمب بشأن قضية أوكرانيا”.

وذكر مكتب المستشار الألماني فريدريش ميرتس في بيان أن الزعماء ناقشوا “وضع المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وسيستمر العمل المكثّف على خطة السلام خلال الأيام المقبلة. واتفقوا على أن هذه لحظة حاسمة لأوكرانيا وللأمن المشترك في المنطقة الأوروبية الأطلسية”.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية بعد المكالمة: “ناقش القادة آخر المستجدات بشأن محادثات السلام الجارية بقيادة الولايات المتحدة، ورحبوا بجهودها لتحقيق سلام عادل ودائم لأوكرانيا ووضع حد لإراقة الدماء. ويستمر العمل المكثف على خطة السلام، وسيستمر خلال الأيام المقبلة”.

والتقى زيلينسكي، الاثنين، مع ماكرون وميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن، لإيصال رسالة موحّدة إلى إدارة ترمب مفادها أن “خطة السلام الحالية غير مقبولة”، وفق “أكسيوس”.

وانتقد ترمب بشدة القادة الأوروبيين في مقابلة مع موقع “بوليتيكو” نُشرت الثلاثاء، واصفاً إياهم بـ”الضعفاء”، ودافع عن استراتيجيته الجديدة للأمن القومي التي تدعو الولايات المتحدة إلى “تنمية المقاومة لمسار أوروبا الحالي”.

شاركها.