أمواتُ اليمنِ تُرعِبُ الكافرَ ترامب، فكيف أحياؤها؟!

أمد/ ومقابرُ اليمنِ فضحت هشاشةَ استخباراته، فكيف ميادينها؟!
يالَهُ العجب!
أمريكا وترامبُ ومن لفّ لفَّهُم سمعوا أن اليمن “مقبرةُ الغزاة”، فظنّوا أنَّ المقابرَ هناك ليست إلا مسارحَ ومراقصَ للترفيه كالموجودةِ في الرياض!
حسبوها “مسارح ترفيهيّة” تقيمُ فيها المقاومةُ حفلاتِها اليومية… فاستهدفوها!
ضربوا المقابر لأنَّ استخباراتهم أوهمتهم أنَّ في كلّ قبرٍ حفلة، وفي كلِّ شاهدٍ مسرحًا سريًّا!
وهذا، والله، دليلُ فشلٍ استخباراتيٍّ تُدرّسهُ أكاديمياتُ الهزل السياسيّ!
وقد جاءت سخريةُ الأحرارِ في مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ أقوى من صاروخِ توماهوك، تثبت أن وعي الشعوب أقوى من ترسانة الغزاة،وأن سخرية مقاومة يمني واحد تسقط هيبة بوارج بأكملها!
يا مقابرَ صنعاء… يا قلاعَ الكبرياءِ الصامتة، ومهابةَ الخلودِ المترسِّخِ في التّراب!
حين تضربُ أمريكا مقبرةً، فلا تسألْ عن الجنونِ، بل اسألْ عن الغباءِ الذي يتّخذُ هيئةَ صاروخٍ موجَّه، فيصطدمُ بجمجمةٍ بالية، ليُعلنَ للعالمِ أجمع أنَّ الاستخباراتِ الأمريكيّةَ باتتْ تحتاجُ إلى “فتّاحةِ عقولٍ” قبل أن تحتاجَ إلى جواسيس!
أيُّ وَهْمٍ استبدَّ بعقلِ البيتِ الأبيض حتى خُيّلَ لهُ أنّ المقابرَ اليمنيّة ليست إلا منصّاتٍ لإطلاقِ الطائراتِ المسيَّرة، أو مسارحَ تُدرَّبُ فيها أشباحُ المقاومة؟!
يا لَهُ العَجَب! سمعوا أنَّ اليمن “مقبرةُ الغزاة”، فأخذوا العبارةَ على ظاهرِها، لا على باطنِها، وظنّوا أنَّ القبورَ اليمنيّةَ تُنتجُ الرُّعبَ كما تُنتجُ مصانعُهم القتَلةَ والمرتزقة!
تصوّروا أنَّ المقابرَ ليست إلا مراقصَ كالتي يشيّدونها في الرياض!
فوجَّهوا صواريخهم نحوها، وكأنَّهم يقتحمون حفلةً تنكّريةً يقيمها أمواتُ اليمن على أنغامِ الدفنِ والعزّة!
أيُّ سقوطٍ هذا؟ أيُّ خزيٍ استخباراتيٍّ يجعلُ واشنطن تستنفرُ أقمَارها الصناعيّة لتتجسّس على شاهدِ قبر؟
وأيُّ عارٍ هذا الذي يجعلُ البنتاغونَ يرى في عظامِ الأموات خطرًا أكبر من قواعدِه المتراميةِ حولَ العالم؟!
لكنّ الأجملَ من هذا كلّه، أنَّ سُخريةَ الأحرارِ في مواقعِ التواصلِ قد كانت أبلغَ ردٍّ من بيانِ وزارةِ الدفاع!
ضحكُوا حتى ارتجَّتِ المقابرُ من تحتِهم، وقالوا: “حتى الموتى أرعبوكم، فكيف بالأحياء؟!”
إنّهُ انهيارٌ استخباراتيٌّ تامٌّ… سقوطٌ مدوٍّ يُسجَّلُ لا في أرشيفِ الفضائحِ فقط، بل في مجلّدِ الغباءِ الإستراتيجيّ!
أمريكا اليومَ، لا تقصفُ مواقعَ عسكرية، بل تُلقي بصواريخِها على قبورٍ ساكنةٍ، لأنّها عجزت عن إسكاتِ الأحياء، ولأنّها باتت ترى في كلِّ حجارةٍ تهديدًا، وفي كلّ هيكلٍ عظميٍّ انتفاضة!
وما لا يفهمونه، أنَّ في اليمن، كلُّ قبرٍ جبهة، وكلُّ رميمٍ مشروعُ شهيد، وأنّ البلادَ التي تُبجَّلُ فيها القبورُ، لا يُهزَمُ فيها الأحرار!
فضربوا ما شئتم من المقابر، فأنتم لا تواجهون عظامًا، بل تواجهون ذاكرةً لا تموت، وعقيدةً لا تُدفَن، وشعبًا إذا استهدف امواته … عادَ أقوى!
“اليمنُ مقبرةُ الغزاة… لا مقبرةُ الأموات!”
حينَ نقولُ “اليمنُ مقبرةُ الغزاة”، فنحن لا نُشيرُ إلى شواهدِ القبورِ ولا إلى مقابرِ الصالحين، بل إلى الأرضِ التي تتحوّلُ إلى لهيبٍ تحتَ أقدامِ المعتدين، وإلى السماءِ التي تصيرُ جحيمًا على طائراتِهم، وإلى البحرِ الذي يبتلعُ حاملاتِ طائراتِهم كأنها قشّةٌ في مهبِّ العاصفة!
مقبرةُ الغزاةِ معناها أن يُدفنَ عسكرُكم أحياءً تحتَ رمادِ نيرانِنا في جبالها ووديانها وسهولها، أن تُشوَى دباباتُكم في صحراءِها وأن تتحطَّمَ أنظمتُكم في صعدةَ والحديدةَ وتعز!
أما أنتم، وقد فقدتم كلَّ بوصلة، فظننتم أنّ “مقبرة الغزاة” هي المقبرةُ التي يدفنُ فيها اليمنيُّ أباهُ وأخاهُ وجده!
فويلٌ لجهلكم… وويلٌ لغبائكم الاستخباراتي، فحتى قبورُنا التي لا تُضيءُ بشاشةِ رادارٍ، أفزعتكم!