أمد/ واشنطن: أثارت الرابطة الوطنية للتعليم الأمريكية (NEA)، أكبر نقابة للمعلمين في الولايات المتحدة، جدلا واسعا بعد إرسالها بريدا إلكترونيا لأعضائها البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين، يتضمن خريطة تمحو دولة إسرائيل بالكامل وعوضت عن المساحة بالكامل باسم فلسطين. وفقا لصحيفة معاريف العبرية.
وبحسب ما ذكره معهد القيم في أمريكا الشمالية (NAVI)، فقد تضمن البريد الإلكتروني الذي أُرسل يوم الجمعة الماضي موارد تعليمية حول “شعوب السكان الأصليين”، إلى جانب الخريطة المثيرة للجدل.
ولم تقتصر المواد على الخريطة، بل تضمنت أيضا روابط لمحتوى يبرر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 250 آخرين إلى فلسطين، وفقا لما نشرته صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
أثارت هذه الخطوة انتقادات شديدة، حيث وصف ستيفن روزنبرغ، المدير الإقليمي لمعهد القيم في فيلادلفيا، تصرف النقابة بأنه “مثير للقلق للغاية”، مؤكدا أن نشر مواد تحمل “صورا نمطية معادية للسامية وتحاول تبرير فظائع 7 أكتوبر” أمر مرفوض.
وأضاف: “في أفضل الأحوال، يعكس هذا فشل المؤسسة في الالتزام بمعاييرها الخاصة للمراجعة النقدية والمسؤولية، وهو سهو لا يُغتفر لأي مؤسسة موكلة بتشكيل عقول الشباب”.
وبالرغم من أن النقابة أزالت لاحقا المواد من موقعها الرسمي، إلا أن خريطة “Native Land Digital” لا تزال تصف إسرائيل بأنها “فلسطين” وتصفها بأنها “أرض أصيلة” للسكان الأصليين.
من جانبه، ألقى متحدث باسم NEA اللوم على طرف ثالث، موضحا أن المورد الخارجي المرتبط بالموقع “لا يرقى إلى معايير النقابة”، مؤكدا أن NEA كانت دائما “ضد معاداة السامية”.
وأضاف المتحدث أن النقابة أجرت مراجعة شاملة للمحتوى وأزالت أي مواد مخالفة فور اكتشافها، مشددا على أنهم يعملون على إيجاد موارد تعليمية بديلة تلبي المعايير المطلوبة.
وفي سياق متصل، قالت رابطة مكافحة التشهير الأمريكية (ADL)، التي قطعت علاقاتها مع النقابة في الصيف الماضي، إن هذه الخطوة “ليست مجرد سهو، بل فعل صادم ينكر التاريخ والواقع الحالي”، مؤكدة أن “المعلمين يجب أن يعلموا الحقائق لا أن يعيدوا كتابتها”.
ويأتي هذا الجدل في الوقت الذي بدأ فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، كجزء من صفقة سلام توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتواصل العديد من الجهات متابعة ردود الفعل حول الواقعة، فيما دعا بعض المختصين النقابة إلى تقديم “اعتذار” وشرح مفصل لما حدث، لضمان الشفافية والمساءلة أمام أعضائها والمجتمع التعليمي الأمريكي.