أسباب معارضة الجزائر لمشروع القرار الأمريكي
أبرز الممثل الدائم للجزائر في الأمم المتحدة، عمار بن جامع، أسباب تصويت الجزائر ضد مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة، اليوم الجمعة.
وقال بن جامع، في كلمة، بعد التصويت على مشروع القرار: “أنا لا أخاطبكم اليوم كممثل للجزائر فحسب وإنما كممثل للعالم العربي والإسلامي الذي يشهد المأساة أمام أعينه في غزة، تأثرت منطقتنا أيما تأثر من المعاناة التي فرضتها إسرائيل على السكان في غزة، إن مشاهد القتل والدمار وإلحاق عظيم الألم لم تعد تطاق، ومنذ بدء العدوان ضد الشعب الفلسطيني فإن المجموعة العربية لطالما دعت لإنهاء هذه المجزرة”.
وأضاف ذات المتحدث: “إن وقف القتال هو السبيل الوحيد للتخفيف من المعاناة الهائلة والتحقق من أن المساعدات الإنسانية تصل للمحتاجين، وتحقيقا لهذا الغرض قدمنا الشهر الماضي مشروع قرار حظي بدعم واسع النطاق في مجلس الأمن ولكن ذات القرار وقع ضحية حق النقض، نحن نؤمن إيمانا راسخا أنه إذا اعتمد القرار في ذات الحين كان قد أنقذ الآلاف من أرواح الأبرياء، وما من شك يراودنا أن القرار 27 12 والقرار 2720 لم يحققا غايتهما نظرا لعدم توفر مطالب واضحة وكافية لوقف إطلاق النار، من يرى أن السلطة الإسرائيلية المحتلة ستختار الالتزام وتنفيذ التزاماتها القانونية والدولية مخطئ، على من يؤمن بذلك أن يتخلى عن ذلك الوهم”.
وتابع بن جامع: “منذ توزيع مشروع القرار هذا والجزائر تشارك بنشاط ونية حسنة في عملية التفاوض عليه، قدمنا اقتراحات عديدة ومعقولة لتخرج بنص أكثر توافقا وتوازنا ونصل إلى نص ينال القبول، نحن نقدر جهود الولايات المتحدة في الأخذ ببعض اقتراحاتنا بعين الاعتبار ولكن تبقى مشاغلنا الجوهرية دون ذكر بالرغم من تعدد النسخ المنقحة عن هذه المسودة، في هذه العملية بأكملها أكدنا بإلحاح على ضرورة وقف إطلاق النار وذلك حقنا للدماء، كررنا مطالب الملايين من الأشخاص والأطراف العاملة في تقديم المساعدات الإنسانية لنعمل على وقف الأعمال القتالية، لكن للأسف فإن مشروع القرار كان بعيدا عن توقعاتنا ولم يلبي بشكل كاف هذه القضايا الرئيسية والمعاناة الكبيرة التي يمر بها شعب فلسطين”.
وأضاف الدبلوماسي الجزائري في كلمته: “إن النزاع في غزة خلال الأشهر الماضية أدى إلى استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني إضافة على أكثر من 74 ألف مصاب، منهم 12 ألف يعانون من عاهات دائمة، هذه ليست مجرد أرقام على ورق بل هذه أرواح وأحلام وآمال دمرت، النص لا يذكر مسؤولية القوة الإسرائيلية المحتلة، هؤلاء الأفراد لم يفقدوا أرواحهم من تلقاء أنفسهم بل قتلوا ومن قتلهم يحب أن يحاسب على فعلته، نحن في العالم العربي وفي الأمة الإسلامية وفي العالم بأسره نرى ونقول أن حياة الفلسطينيين تهمنا، سيدي الرئيس النص المقدم اليوم لا يبعث رسالة واضحة للسلام بل يسمح ضمنا بالاستمرار في إيقاع الضحايا المدنيين ولا يوفر أي ضمانات لمنع تصعيد إضافي ويعتبر تصريحا وإذنا للاستمرار في قتل الفلسطينيين، وعندما يأتي في النص عبارة ‘التدابير للحد من الخسائر المدنية التي تسببت فيها عمليات جارية ومستقبلية’، هذا ما يوحي أنها رخصة لتستمر أعمال القتل وسفك الدماء، لهذا نعرب عن قلقنا من عملية عسكرية محتملة في رفح، مثل هذه العمليات العسكرية ستعود بآثار مدمرة”.
وتابع : “إن الجزائر ودول المنطقة الأخرى قد سعت وبنشاط إلى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية لأننا نؤمن أن فلسطين المتحدة هي شرط أساسي لضمان مستقبلها ومستقبل عملية السلام، نحن نرى أن تضمن مشروع القرار أحكام محددة سيهدد مستقبل قيام دولة فلسطينية ويعرقل جهود المصالحة الجارية، إن إقامة دولة فلسطينية يستدعي بذل مواطنيها لجهود مشتركة وعلى مجلس الأمن أن يدعم بدل من أن يعرقل هذه العملية”.
وختم بن جامع: “سيدي الرئيس مع دعمنا للجهود المتوازية لحقن الدماء فإن هذا الدعم عليه أن لا يمنع مجلسنا من المطالبة بوقف واضح لإطلاق النار بغية تخفيف معاناة الفلسطينيين وبحسب ميثاق الأمم المتحدة هو صون الأمن والسلم الدوليين، علينا أن نسلح هذا المجلس بالقدرة على فرض وقف لإطلاق النار ولهذا صوتت الجزائر ضد مشروع القرار”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل، اليوم الجمعة، في اعتماد مشروع قرار أمريكي بشأن غزة بعد استخدام روسيا والصين حق النقض، كما عارضت الجزائر القرار.