أمد/ بيت لحم حياة حمدان: مع اقتراب موعد إضاءة شجرة الميلاد في بيت لحم، تستعيد المدينة حركتها السياحية شيئاً فشيئاً، بعدما أنهكتها سنتين من الحرب والركود السياحي. في ساحة المهد، وسط التحضيرات المستمرة لموعد حفل الإضاءة يتابع المواطنون تفاصيل العودة التدريجية للأجواء الاحتفالية وللحياة الطبيعية ما قبل الحرب.
ماريا ثلجية، وهي من سكان المدينة، عبّرت عن مشاعر كثيرين ممن ينتظرون هذه المناسبة منذ سنوات، وقالت إن الناس “مبسوطين عم بنشوف الأعياد والاحتفالات عم ترجع… الحركة رجعت والحياة رجعت، خاصة عند الأطفال”، مؤكدة أن هذه الفعاليات تمنح الأهالي “فرحة بعد سنتين من الحرب”.
على الجانب الرسمي، تبرز جهود وزارة السياحة والآثار التي ترى في موسم الميلاد فرصة لاستعادة مكانة بيت لحم السياحية. المتحدث باسم الوزارة، جريس قمصية، شدد على أن المدينة “تستقبل هذه المناسبة بفعاليات تليق بما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات”، مشيراً إلى أن رسالة الاحتفالات هذا العام تحمل طابع “المحبة والسلام”، وتتطلع إلى أن تعكس صورة فلسطين أمام العالم.
قمصية أشار أيضاً إلى بوادر تعافٍ سياحي، موضحاً أن المدينة بدأت تشهد “بعض الحجوزات المبشّرة بموسم جيد في عام 2026 في حال توفر الظروف الأمنية والسياسية المناسبة”. وأضاف أن القطاع السياحي “أتم كافة الاستعدادات لضمان أمن وسلامة وراحة الضيوف”، مذكّراً بأهمية الإرث الديني والتاريخي والطبيعي الذي يجعل من فلسطين وجهة مركزية للحجاج والزوار من مختلف الدول.
من جهته، يرى القطاع الفندقي في هذه المناسبة نافذة أمل لإعادة تشغيل منشآته. الياس العرجا، نائب رئيس جمعية الفنادق العربية، أوضح أن وقف الحرب في غزة سمح بإطلاق رسالة طمأنة للعالم مفادها أن “البلد آمن وتستطيعون العودة لزيارتنا”. وأشار إلى أن عودة حركة الطيران إلى الأراضي المقدسة ساهمت في بدء الزوار بترتيب رحلاتهم. وقال إن معظم الفنادق، التي أغلقت خلال فترة الحرب، ” تتزين وتستعد اليوم لاستقبال عيد الميلاد المجيد”، متمنياً أن تُقام الاحتفالات ” بكل أمن وسلام، وأن تنجح المدينة في إيصال رسالة مفادها أننا نحب الحياة والسلام وننتظر زوارنا من كل مكان”.
ومع استمرار التحضيرات في شوارع المدينة وفنادقها، تترقب بيت لحم لحظة إضاءة الشجرة المقررة غدا السبت بوصفها إعلاناً رسمياً لعودة الفرح إلى المدينة التي تحمل رسالة الميلاد منذ آلاف السنين، ورسالة شعب يأمل أن يعبر إلى مرحلة جديدة أكثر استقراراً وبهجة.
