أبو الغيط: العالم يشهد على ما يجري في غزة ويقف مكتوف الأيدي أمام المشاهد المؤلمة
أمد/ القاهرة: قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن مؤتمر القاهرة الوزاري للمساعدات الإنسانية في غزة يعد خطوة بالغة الأهمية نحو تنبيه المجتمع الدولي لتحمل المسئولية نحو الوضع الكارثي بالقطاع وتحديد سبل الاستجابة والتدابير والإجراءات الموحدة لتقديم جميع المساعدات لأهل غزة فضلا عن مناقشة الاستعدادات للإنعاش المبكر.
وأعرب أبو الغيط في كلمته خلال أعمال مؤتمر القاهرة الوزاري للمساعدات الإنسانية في غزة، يوم الاثنين، عن الشكر والتقدير لمصر للدعوة لهذا المؤتمر الهام ورعايتها له في توقيت صعب ودقيق إذ تمر غزة بالمرحلة الأخطر على الإطلاق منذ بدء العدوان الغاشم على القطاع منذ أكثر من عام.
نص كلمـــة أحمـد أبـو الغيـط
السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة
معالي الدكتور محمد مصطفى
رئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين بدولة فلسطين
أصحاب المعالي والسعادة،
الضيوف الكرام السيدات والسادة،
بداية أتقدم لجمهورية مصر العربية بالشكر والتقدير للدعوة لهذا المؤتمر الهام ورعايتها له في توقيت صعب ودقيق.. إذ تمر غزة بالمرحلة الأخطر على الإطلاق منذ بدء العدوان الغاشم على القطاع منذ أكثر من عام.
إن ما يدخل القطاع من مساعدات لا يكفي سوى 6% من أبنائه.. وجميعنا يتابع المشاهد المؤلمة والمخزية للعالم الذي يشهد على ما يجري ويقف مكتوف الأيدي .. أقول جميعنا يتابع مشاهد يصعب أن نجد لها مثيلاً في عالمنا المعاصر، ولا يُمكن وصفها سوى بالمجاعة.. بعد أن وصلت الأمور لحال من التدهور الكارثي بحلول فصل الشتاء وتعرض الخيام لهطول الأمطار.
لقد صار غرض الاحتلال واضحاً، وخطته ظاهرة للعيان.. فالهدف هو القضاء الكامل على كل مظهر من مظاهر المجتمع الفلسطيني في غزة … الهدف هو أن يتحول البشر هناك إلى مجموعات من المروعين، الذين انتُزعت منهم إنسانيتهم، فصاروا يعيشون بين الحياة والموت الذي يترصدهم حتى في الخيام…المطلوب هو أن تتحول غزة إلى أطلالٍ فوق أطلال.. غير صالحة للحياة… فيصير الناس ما بين سيف الإبادة المسلط على الرؤوس في كل لحظة، ومأساة التهجير القسري الذي يدفع الاحتلال الفلسطينيين إليه.
إن خطورة الوضع تستوجب تعاملاً عاجلاً.. وما هذا المؤتمر سوى رسالة للعالم بضرورة انقاذ انسانيتنا أقول انقاذ انسانيتنا جميعاً التي تُنتهك كل يوم في غزة عبر تسريع وتسهيل وتبسيط عمليات إدخال المساعدات التي لا زال الاحتلال الإسرائيلي يمنع وصولها للقطاع تطبيقاً لسياسة متعمدة لا يُمكن وصفها إلا بالإجرام… ذلك أن استخدام سلاح التجويع هو واحد من جرائم الحرب البشعة التي تُمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني… كما تخالف قرار محكمة العدل الدولية التي أصدرت أمراً للاحتلال في مارس الماضي باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان دخول إمدادات الغذاء الأساسية إلى سكان القطاع من دون تأخير، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والفعّالة للتعاون مع الأمم المتحدة في هذا الصدد.
إن مؤتمر اليوم هو خطوة بالغة الأهمية نحو تنبيه المجتمع الدولي لتحمل المسئولية نحو هذا الوضع الكارثي… وتحديد سُبل الاستجابة والتدابير والإجراءات الموحدة لتقديم جميع المساعدات لأهل غزة.. فضلاً عن مناقشة الاستعدادات للإنعاش المُبكر.
إن كل تأخير في تحقيق وقفٍ لإطلاق النار يعني المزيد من الضحايا والمزيد من الألم الذي يفوق الاحتمال لكل طفل وامرأة وإنسان في غزة… نقول اليوم كفى… علينا أن نُنقذ ما بقي لنا من إنسانية وضمير بإنهاء هذه الكارثة التي يباشرها احتلال تجرد من الإنسانية والضمير.
شكراً لكم،