أبعاد وأهمية زيارة الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن
أمد/ الملك عبد الثاني يلتقي الرئيس الأمريكي ترمب في واشنطن يوم 11 فبراير ، وهذا اللقاء يكتسب أهميه وأبعاد خاصة بعد اقتراح طرحه الرئيس الأميركي يقضي بترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، الأمر الذي رفضه البلدان بشدة . وقبيل الزيارة أكد الملك عبد الله الثاني ، على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، و وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مشددا على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم.
هذا الموقف جاء خلال استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في قصر الحسينية في عمان والذي جدد فيه ملك الأردن على وقوف بلاده الكامل مع الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة من خلال التنسيق الوثيق مع الدول الصديقة في كيفية التعامل مع قضايا المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة في الإقليم.
وجاءت تصريحات الملك عبد الثاني بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تسعى لتولي الأمور في قطاع غزة المدمّر جراء 15 شهرا من الحرب بين اسرائيل وحركة حماس ونقل سكانه إلى دول أخرى تحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
هذه المواقف والتصريحات تعبر عن حقيقة الموقف الأردني وثبات الأردن على مواقفه من قضايا الترحيل والتهجير والضم وهذه لها دلالتها في إيصال رسالة الأردن ومصر والعرب جميعا حيث قوبل مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة، وسيطرة الولايات المتحدة عليه، بحمله من الانتقادات ورفض على المستويين العربي والدولي.
ولم يقتصر موقف الرفض لمخطط ترمب من الأردن ومصر ، إذ عبرت الدول العربية، إضافة غالبية دول العالم باستثناء أمريكا وإسرائيل عن رفضها أي مقترح لإخراج أهالي قطاع غزة قسرا من أراضيهم.
من هنا تنبع أهمية وأبعاد الزيارة لإيصال رسالة الأردن وفلسطين والعرب جميعا مؤيده بموقف دولي عن رفض مخطط واقتراح ترمب وهذا المخطط والمقترح سيكون له تداعيات على الأمن والسلم الدوليين وله مساس مباشر بأمن الأردن ومصر وأمن دول المنطقة خاصة لجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية وهي جوهر الصراع في المنطقة
الملك عبد الله الثاني أول زعيم عربي يلتقي ترامب في حقبته الرئاسية الجديدة، لما يمثله من ركيزة مهمة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين وهو من أكثر الزعماء العرب تحركا في هذه المرحلة، والمراحل السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وله القدرة في إيصال موقف ورأي الأردن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية خاصة وأن الأردن هو الأقرب تاريخياً وسياسياً للقضية الفلسطينية”
وباليقين أن الملك عبد الله الثاني يسعى إلى إقناع الرئيس الأمريكي ترمب بأن المنطقة العربية والشعوب العربية، ودول العالم بإجماعها تقريباً ترفض مواقف ومخطط التهجير والترحيل ” وأن مفتاح الأمن والاستقرار هو في المحافظة على وقف إطلاق النار وسرعة أعمار غزه وتحريك المسار السياسي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
إن الملك عبد الله الثاني يحمل رسائل واضحة جداً من القادة والزعماء العرب إلى ترامب، مفادها أن “المنطقة العربية بكافة مكونها السياسي والشعبي ترفض رفضاً قاطعاً أي حلول لا تتوافق مع حقوق الشعب الفلسطيني، وبالتالي سيكون هناك تبعات مؤثرة جداً على المصالح الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة”
وحقيقة القول أن الملك عبد الله الثاني يحمل معه أفكار ورؤى فيما يتعلق بآلية وكيفية الحل للقضية الفلسطينية، وهذه الرؤية والرؤى بالتنسيق مع الدول العربية، وسوف يحاول جلالة الملك أن يقنع الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية بضرورة العودة إلى القرارات الدولية، وأنه لن يكون هناك سلام واستقرار في المنطقة ولا لدولة الكيان الصهيوني إلا في ظل تطبيق القرارات الدولية وأولها حل الدولتين، بداية على قرار الأمم المتحدة القائم على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي 67”.