122 ألف زائر و1300 ساعة من الأنشطة المعرفية خلال الشارقة القرائي للطفل 2023
- خولة المجيني: المهرجان ترك أثراً في نفوس الأهل وتشكيل عقول الأطفال الشغوفين بالمعرفة
- تخصيص 2.5 مليون درهم لاقتناء كتب من دور النشر المشاركة لتزويد مكتبات الشارقة بالإصدارات الجديدة
يوسف غانم
بعد رحلة لا تُنسى، اكتشف خلالها زوار «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، من كل الفئات العمرية، عوالم جديدة من الإبداعات والفنون والحوارات الثقافية التي عكست شعار دورته الـ14 «عقولٌ تتشكّل»، أسدل المهرجان الستار على فعالياته أمس الأحد، بعد أن حوّل مركز إكسبو الشارقة على مدار 12 يوماً إلى مركز للتعلّم والترفيه والإبداع، مقدماً أكثر من 1300 ساعة من الأنشطة التدريبية والمعرفية في مختلف المجالات لأكثر من 122 ألف زائر من الأطفال، واليافعين، وأولياء الأمور، وطلبة المدارس، والفنانين والكتاب.
وضم المهرجان الذي نظمته «هيئة الشارقة للكتاب» أنشطة وجلسات حوارية وورش عمل في الفنون، والرياضة، والتكنولوجيا، والرسوم والموسيقى، مجسّدًا رؤية صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات ودعم قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تجاه تمكين الأجيال المستقبلية وصقل مهاراتها وإطلاق إمكاناتها.
وفي تتويج لرسالته وجهوده في دعم صناعة الكتاب في المنطقة والعالم والارتقاء بنصيب الأطفال واليافعين من الإبداع والتأليف والنشر، حظي المهرجان بمكرمة صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث وجّه سموه بتخصيص 2.5 مليون درهم لاقتناء كتب من دور النشر المشاركة، بهدف تزويد مكتبات الشارقة بالإصدارات العربية والأجنبية الجديدة التي عُرضت في المهرجان.
حوارات وقصص
وجمعت هذه الدورة 141 دار نشر عربية وأجنبية، وشهد زوارها حوارات إبداعية واستمعوا مع أطفالهم إلى حكايات وقصص متنوعة، وتعرّفوا على علوم ومعارف وتقنيات جديدة، وشاهدوا عشرات العروض المميزة، ضمن 1732 فعالية نظمها المهرجان واشترك في إحيائها 457 مبدعًا من أبرز الكتّاب والأدباء والفنانين والرسامين من المهتمين والمتخصصين بأدب وثقافة الطفل الذين وفدوا إلى الشارقة من 66 دولة.
دعم قطاع التوزيع
وفي خطوة أكدت من خلالها الشارقة حرصها على دعم قطاع توزيع الكتب ودراسة التجارب العالمية الناجحة وتعميمها، نُظمت الدورة الثانية من «مؤتمر موزعي الكتب»، يومي 1، 2 مايو، بمشاركة 383 موزعًا للكتب من 69 دولة حول العالم، تباحثوا حول كل ما يمكن أن يسهم في تحفيز العاملين في القطاع على استلهام الآليات المبتكرة لتعزيز صناعة التوزيع وتطويرها، واستكشاف آليات تسويق جديدة للكتاب.
الاستثمار في الأجيال
وقالت خولة المجيني، منسق عام مهرجان الشارقة القرائي للطفل: «يحتل الطفل مساحة محورية في مشروع الشارقة الحضاري، وذلك تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورعاية قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تجاه أثر الاستثمار بالأجيال الجديدة على بناء مجتمعات سليمة وأمم قادرة على تحديد مستقبلها، من هنا ظل مهرجان الشارقة القرائي للطفل الحدث الذي يجمع كل المعنيين بالصغار وثقافتهم ومعارفهم لمشاركة رؤاهم وبلورة أفكار وآليات جديدة للنهوض بوعيهم واستثمار طاقاتهم».
وأضافت المجيني: حرصنا في هيئة الشارقة للكتاب على تصميم أنشطة تساهم في تشكيل عقول وشخصية الطفل الشغوفة بالمعرفة، وتترك الأثر في نفوس الآباء والأمهات، وتدفعهم إلى تبني نهج الاستدامة في بناء وعي أطفالهم وإرشادهم إلى المنابع التي تصقل مواهبهم على مدار العام، لتبقى الثقافة القرائية التي يشتق المهرجان اسمه من مضمونها مهمة مستمرة يشترك الجميع في تبنيها، ليس فقط من خلال التشجيع على مطالعة الكتب، بل ومن خلال التعرف على اهتمامات الأطفال وتوفير كل ما يعزز حبهم لمختلف الفنون والعلوم والمعارف».
ورش إبداعية
وجذب المهرجان الأطفال إلى فعالياته التثقيفية والترفيهية المتكاملة التي بلغت 946 فعالية اشتملت على سلسلة ورش عمل فنية وإبداعية وتقنية ورياضية، قدمها 25 خبيراً متخصصًا من 10 دول، توزعت على منصات، وتسابق الزوار الصغار على حضورها وتوقفوا على مداخلها لانتظار أدوارهم للمشاركة فيها.
تنمية الوعي
ولإبراز رسالته الثقافية المكرسة للارتقاء بكتب الأطفال ورسومها وكل ما له صلة بتنمية وعي الطفل وجذبه من خلال الترفيه، بلغت العروض المسرحية والفنية والموسيقية التي قدمها المهرجان 136عرضًا تنوعت ما بين عروضٍ جوالة وأعمالٍ مسرحيةٍ وموسيقيةٍ، اشترك في تقديمها 16 مبدعاً من 16 دولة، وعلى رأس العروض التي تم تقديمها لزوار هذه الدورة عرض «أطفال ماساكا أفريكانا» الفرقة الراقصة التي يتابعها الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي والتي استقبل زوار المهرجان عروضها بحماس وتفاعل شمل الكبار والصغار.
عرض كويتي إماراتي
وأنتجت «هيئة الشارقة للكتاب» بالتعاون مع «شركة نجوم» من دولة الإمارات العربية المتحدة، وشركة «بانثر للإنتاج الفني والمسرحي» من الكويت مسرحية «وحيدان في المنزل»، وشارك فيها عدد من فناني الإمارات والكويت، وقدم المهرجان للناطقين باللغتين الهندية، والأوردو مسرحية أكبر ناهي راهي العظيم، في تجسيد لحرص الشارقة وفعالياتها على أن تخاطب الجمهور من مختلف الثقافات.
أدب الطفل
واستضافت الدورة كذلك 68 مبدعًا من 21 دولة بينهم فنانون وأدباء وكتّاب قدموا للمشاركة في الفعاليات الثقافية، وناقشوا في الجلسات الثقافية قضايا حول أدب الطفل وما يستجد في هذا المحور من فرص لدمج تثقيف الطفل بالجوانب التربوية والتعليمية، وتحقيق شراكة أكثر اتساعاً بين الأسرة والمدرسة ومختلف مؤسسات المجتمع المعنية بتنشئة الطفل وتنمية وعيه.
جلسات تفاعلية
وتضمن المهرجان جلسات وورش عمل تفاعلية متنوعة، منها 323 فعالية في ركن الكتب المصورة، و72 جلسة وورشة في محطة التواصل الاجتماعي، و30 ورشة للطهي، ومجموعة من ورش الرسم التي رافقت الدورة الـ11 من «معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل»، كما نظمت أجنحة عدد من المؤسسات والجهات الحكومية فعاليات ومسابقات وجلسات قرائية أثرت المهرجان وأسهمت في زيادة إقبال الجمهور على فعالياته التي حظيت بتغطيات إعلامية محلية وعربية وعالمية واسعة.
المصدر: جريدة الأنباء الكويتية