ثمّن وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم، رئاسة الكويت الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشيداً بالدور المتوازن الذي تلعبه بالملفات الإقليمية، وتتطلع بلاده لتعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي مع الكويت، بما يساهم بترسيخ الاستقرار الإقليمي واحترام القانون الدولي.
وكان الوزير بارو استهل زيارته الرسمية للكويت بتأكيد مواقف بلاده الحاسمة تجاه أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأوضاع بفلسطين وسورية ولبنان، إلى جانب ملفات البيئة والتعاون المتعدد الأطراف.
وفي معرض حديثه عن تطورات قطاع غزة، شدّد الوزير على رفض بلاده القاطع لأي خطة تستند للتهجير القسري للفلسطينيين، معتبراً ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وما تسببت به من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، مندّداً باستهداف الفرق الإنسانية.
ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح كل الرهائن، والدخول في مفاوضات جادة حول «خطة اليوم التالي» بالتنسيق مع المبادرة العربية، مشيراً إلى أن فرنسا والسعودية ستترأسان مؤتمراً دولياً خلال الصيف المقبل لدعم حل الدولتين.
وفيما يتعلق بـسورية، جدّد الوزير تمسك بلاده بضرورة انتقال سياسي حقيقي يحترم التعددية ويأخذ في الحسبان التحديات الأمنية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب. كما أبدى قلقه من التصعيد الأمني في جنوب لبنان، داعياً إلى الالتزام التام باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024.
وعقب لقائه سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ورئيس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، عبّر بارو عن تقدير بلاده للعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والممتدة لأكثر من 6 عقود، وتشمل التعليم والدفاع والثقافة والصحة.
وعلى هامش اجتماعه بنظيره عبدالله اليحيا، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الانتقال الطاقي، والكفاءة، والدفاع، بما يعزز الشراكة الثنائية ويواكب الاستعدادات للاحتفال بمرور 65 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2026. كما أشار الوزير إلى زيارة رسمية مرتقبة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى العاصمة باريس هذا العام.
واستعرض بارو ملامح استراتيجية «فرنسا 2030ط، مؤكداً رغبة بلاده في إطلاق برنامج استثماري مشترك مع الكويت يركّز على الابتكار ويحقق مكاسب متبادلة لكلا البلدين.
المصدر: جريدة الجريدة
