نهاية حقبة في «أنفيلد»
يودّع المدرب الألماني يورغن كلوب نادي ليفربول، اليوم الأحد، كأسطورةٍ حيّة، بعدما أعاد إلى الخزائن لقبي الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم ودوري أبطال أوروبا في مرحلةٍ بنى خلالها علاقة متينة مع المدينة وناسها.
ومنذ أن أعلن كلوب (56 عاماً)، في يناير قراره المفاجئ بترك منصبه في نهاية الموسم، بدا شعور الفقدان الذي غمر مقاطعة ميرسيسايد واضحاً بشكلٍ ملموس.
وفي اليوم الأوّل له منذ وصوله إلى ملعب «أنفيلد» في أكتوبر 2015، وصف كلوب نفسه بتواضع بأنه «نورمال وان»، في تناقضٍ صارخٍ مع البرتغالي جوزيه مورينيو الملقّب بـ «سبيشال وان».
لكن كلوب أثبت أنه لم يكن عادياً، إذ أصبح المدرب الوحيد لليفربول الذي جمع ألقاب الدوري، دوري الأبطال، كأس الرابطة، كأس إنكلترا، كأس العالم للأندية ودرع المجتمع، فيما أفلت منه لقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».
ورغم نجاحه في بلاده، حيث توّج مع بوروسيا دورتموند بالدوري الألماني في موسمين متتاليين، لم تكن الثقة عالية بالمدرّب بأن يتمكّن في إعادة إحياء أحد عمالقة إنكلترا بعد فترةٍ طويلةٍ من الركود.
وصل كلوب لخلافة الأيرلندي الشمالي براندن رودجرز، حين كان الفريق في المركز العاشر في الدوري، الذي لم يفز بلقبه 25 عاماً متتالية.
لكنّ قوّة شخصيته وذكاءه التدريبي بدآ بسرعة في جذب قاعدةٍ جماهيريةٍ عاطفيةٍ للغاية.
وقبل أن تبدأ الاحتفالات مع كلوب كان هناك الكثير من الخيبات، إذ خسر ليفربول 3 نهائيات في كأس الرابطة، «يوروبا ليغ» ودوري الأبطال.
وفي موسم 20182019، حقّق الـ «ريدز» أكبر عددٍ من النقاط في موسمٍ واحدٍ في تاريخه (97)، لكن ذلك لم يكن كافياً للتفوّق على مانشستر سيتي.
ومن بعدها، بدأ عهد الانتصارات حين توّج الفريق بدوري الأبطال للمرّة السادسة في تاريخه، وذلك على حساب توتنهام.
وبعد 5 أعوامٍ على بداية عهد المدرب الألماني، توّج ليفربول بلقب الدوري أخيراً عام 2020، لكن كان هناك شعور بالنقص بسبب رفع الكأس في ملعب «أنفيلد» الخالي من الجماهير، بسبب قيود فيروس «كورونا».
وانتفض الـ «ريدز» مجدّداً وفاز بكأسي الرابطة وإنكلترا عام 2022، وكان قريباً من تحقيق رباعية تاريخية بضمّ لقبي الدوري ودوري الأبطال إلى الخزائن، لكنه حلّ وصيفاً لـ «سيتي» بفارق نقطة وخسر نهائي المسابقة الأوروبية أمام ريال مدريد الإسباني 01.
وبعد موسم 20222023 الصعب، أثبت كلوب فطنته التدريبية مجدّداً بعدما جدّد الفريق بعناصر شابة، لكنه أقرّ في بداية هذا العام بأن طاقته قد نفدت.
لكن النهاية لم تكن كما في الأفلام، فاكتفى ليفربول بلقبٍ واحدٍ هو «الرابطة»، بعدما كان الفريق في طريقه إلى أكثر من لقب، بيد أنه خرج عن المسار الصحيح فودّع كأس إنكلترا و«يوروبا ليغ»، كما ابتعد في سباق المنافسة على لقب الدوري بعد سلسلةٍ من النتائج المخيّبة.
لكن ذلك لن يُقلّل من الألم، بينما يُغادر كلوب «أنفيلد» للمرّة الأخيرة بعد مواجهة ولفرهامبتون، معلناً نهاية حقبة وتاركاً مكاناً له في قلوب الجماهير.
المصدر: الراي