نداء من «لقاء الهوية والسيادة» إلى الراعي «لاسترجاع لبنان»
طالب «لقاء الهوية والسيادة» البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأن «يترأس وفداً من مناضلين وطنيين مؤمنين بديمومة الكيان (اللبناني)، يتوزعون على جميع مكوّنات الوطن، ويطوف معهم مواقع القرار في العالم، ليطالب باسترجاع لبنان الدولة والكيان والوطن الرسالة، ويُصِرّ على حياده (…) مع ما يتطلب ذلك من اتفاقات ومعاهدات».
وكان وفد من اللقاء برئاسة الوزير السابق يوسف سلامه، ضمّ عضو المكتب السياسي والتوجيه ومسؤول العلاقات العربية عامر البحصلي والشيخ سامي عبد الخالق والسيدة سينتيا مندليان، زار البطريرك الراعي وتَوَجَّهَ اليه بالنداء التالي:
«صاحب النيافة والغبطة،عندما نقصد بكركي نحجّ إلى مَن أُعطي له مجد لبنان،مجد لبنان أُعطي للذين أسّسوا الكيانَ اللبناني بالشراكة مع الأمير فخر الدين المعني الكبير الذي بنى المدماك الأول لهذا الكيان،مجد لبنان أُعطي للبطريرك بولس مسعد الذي رعى تأسيس أول جمهورية في الشرق، والذي قصد الباب العالي ليجتمع بالسلطان عبد الحميد ويطالبه بتحرير الشباب المسلمين اللبنانيّين من الخدمة العسكرية أسوةً بإخوانهم المسيحيّين، مجد لبنان أُعطي إلى البطريرك إلياس الحويك الذي جاء بلبنان الكبير بعد جولةٍ له في عواصم القرار، وهو الذي لم يؤمن بالعدّ لحظةً واحدة ولم يَخْشَ العددَ لحظةً واحدة، بل كان يعمل للبنان بجميع أبنائه،مجد لبنان أُعطي للبطريرك أنطون عريضة الذي أدلى لنقيب الصحافة إسكندر رياشي يوم قصف الفرنسيّون دمشق بموقف قال فيه إنّ المسلمين ليسوا عبيداً للفرنسيّين، وحين قرأ السياسي فخري البارودي هذا التصريح في المسجد الأموي انطلقت تظاهرة من المصلّين تنادي «لا إله إلا الله وعريضة حبيب الله»، مجد لبنان أُعطي للبطريرك نصرالله صفير الذي دُعي بطريرك الاستقلال الثاني الذي تَمَرَّدَ على كل الوصايات وتصدّى لشتّى أنواع الاحتلالات وظلّ يقاوم بسلاح الكلمة والموقف حتى أنجز التحرير.انطلاقاً من هذا الزخم، ونظراً لتغييب موقع رئاسة الجمهورية، ولتحلّل السلطة بمعظم مؤسسات الدولة، جئنا نطالب مَن استحقّ مجد لبنان، وهو المؤتمَن على هذا التاريخ الحافل للبطريركية، بأن يمتشق هو أيضاً سلاح الموقف دون تردّد ويترأس وفداً من مناضلين وطنيين مؤمنين بديمومة هذا الكيان بدون غاية ذاتية، يتوزعون على جميع مكوّنات الوطن، ويطوف معهم مواقع القرار في العالم، بدءاً من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ودولة الفاتيكان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية القابضة على مسار العالم السياسي والاقتصادي والعسكري والتكنولوجي في الوقت الراهن، ليطالب باسترجاع لبنان الدولة والكيان والوطن الرسالة، ويُصِرّ على حياده الذي يشكّل ضمانة وحيدة لحماية تعدّدية مكوّنات نسيجه المجتمعي التي جعلته مختبراً لثقافة الحياة المشتركة بين الديانات الإبراهيميّة والحضارات على أنواعها، مع ما يتطلب ذلك من اتفاقات ومعاهدات.إنّ لبنان هذا يستحقّ التضحية والمغامرة من أجله يا صاحب الغبطة، لأنّ خسارته خسارة للإنسانية جمعاء».
المصدر: الراي