حققت “نتفليكس” زيادة في قاعدة مشتركيها في الربع الثالث أكبر مما كان متوقّعا، على الرغم من أن نموها يظهر مؤشرات تباطؤ مع اشتداد المنافسة في مجال البث التدفقي.
وسجلت “نتفليكس” 5.1 ملايين اشتراك مدفوع جديد مقارنة بالربع السابق، ليصل مجموع مشتركيها إلى 282.7 مليونا في نهاية سبتمبر، بحسب بيان أصدرته المنصة الأميركية بعد إغلاق وول ستريت الخميس.
وأتت هذه الزيادة أعلى مما توقّعه المحللون الذين أشارت توقعاتهم إلى زيادة بـ3.85 ملايين حساب، بحسب إجماع آراء حددته «فاكت سيت».
إلا أن هذه الزيادة تُعدّ الأصغر التي تسجلها المجموعة منذ ستة أرباع.
وتباطأ معدل نمو المشتركين على أساس سنوي إلى 14.4 في المئة، مقارنة بـ16.5 في المئة و16 في المئة في الربعين السابقين.
وكانت ردود أفعال المستثمرين إيجابية خلال نشر النتائج. وارتفع سهم “نتفليكس” 4.89 في المئة في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك.
وقال مات بريتزمان من شركة «هارغريفز لانسداون» إنّ «البعض قد يجدون أن ارتفاع قيمة السهم مُبالغ به نوعا ما، بما أنّ الإيرادات وأعداد المشتركين أتت أعلى بقليل من التوقعات، لكنها مرضية في السياق الحالي».
وتواجه “نتفليكس” منافسة شرسة بشكل متزايد، ليس فقط من منصات البث التدفقي المدفوعة الأخرى، فـ”يوتيوب” يتمتع بحصة سوقية أكبر من حصتها في الولايات المتحدة.
وقال المدير العام المشارك للمجموعة تيد ساراندوس، «نعتقد أن نتفليكس هي الوجهة الأفضل للمحتوى المتميز (بريميوم)»، مع إقراره بأن منصته كانت في منافسة مباشرة مع المنصة التابعة لـ«غوغل».
وبلغت إيرادات نتفليكس 9.82 مليارات دولار مسجلة زيادة بـ15 في المئة على أساس سنوي، وهي نتيجة أفضل بقليل من 9.77 مليارات دولار التي توقعها المحللون.
وهنا أيضا بدا النمو قريبا مما سُجّل في الربع السابق (+16.8 في المئة).
وبلغ صافي الأرباح 2.36 مليار دولار (+41 في المئة)، في حين وصلت ربحية السهم، وهو المعطى الأكثر متابعة من المستثمرين، إلى 5.40 دولارات، بينما كان المحللون يتوقعون 5.22 دولارات.
وقال المدير المالي لـ”نتفليكس” سبنسر نيومان إن الشركة تعوّل على زيادة في إيراداتها بنسبة تتراوح بين 11 و13 في المئة في العام 2025.
وهذه وتيرة أكثر توازنا مما هو متوقع هذا العام، ولكنها تظهر أن المنصة الكبرى في مجال البث التدفقي لم تحقق بعد ذروة النمو.
وبالمقارنة، شهدت منافستها الرئيسية في خدمة الفيديوهات عبر الإنترنت «ديزني»، زيادة في محفظتها بـ1 في المئة فقط بين الربعين الأول والثاني من هذا العام (لم تنشر بعد النتائج المتعلقة بالمشتركين للربع الثالث).
أما بالنسبة إلى شركة «وارنر براذرز ديسكافيري»، فشهدت انخفاضا في عدد مشتركيها بين مارس ويونيو.
وعلى عكس خدمات الفيديو حسب الطلب المدفوعة الأخرى، والتي تعاني من أجل تحقيق أرباح كبيرة، تتمتع “نتفليكس” بهامش تشغيل كبير وتعتزم جعله «ينمو كل عام»، وفق سبنسر نيومان.
ولمواصلة جمع المشتركين، أطلقت “نتفليكس” في نوفمبر 2022، صيغة منخفضة التكلفة لكن مع إعلانات.
وقال نيومان إن الإعلانات «لم تصبح بعد محركا مهما للنمو، ولكن من المفترض أن تكون لها مساهمة أكبر سنة 2025».
وفي الربع الثالث، زاد عدد المشتركين في الخطة المدعومة بالإعلانات بنسبة 35 في المئة مقارنة بالربع السابق.
وقال الرئيس التنفيذي المشارك غريغ بيترز عن الإعلانات «نعرف المسار ونحاول اتباعه في أسرع وقت ممكن»، موضحا أن الإيرادات المتأتية من هذا المصدر تتضاعف كل عام.
وأشار المحلل في «إي ماركتر» روس بينيس إلى أنّ هذه الإيرادات لا تمثل حتى اليوم سوى نحو 6 في المئة فقط من الإيرادات الناتجة عن الاشتراكات.
وأضاف «طالما أنّ هذه المعطيات لم تتحسن، لا ينبغي الحديث عن أرقام دقيقة في شأن بيع المساحات الإعلانية».
المصدر: الراي
