«ناسا» تستعيد الاتصال بالمسبار «فوياجر 2» قبل الموعد المتوقع
استعادت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» الاتصال بمسبارها الفضائي المفقود «فوياجر 2» قبل شهر من الموعد الذي كان من المتوقع أن يحدث فيه ذلك.
وأدى أمر خاطئ صدر في يوليو الماضي للمسبار، الذي أُطلق إلى الفضاء لأغراض استكشافية، إلى تغيير موقعه ومن ثم انقطاع الاتصال به.
والتقطت ناسا إشارة الثلاثاء الماضي من المركبة الفضائية بفضل «صرخة بينية وسط النجوم» وهي أوامر إلكترونية قوية، أدت إلى إعادة توجيه الهوائي إلى الأرض مرة أخرى.
وكانت «ناسا» تعلق الآمال على أن يعيد المسبار ضبط نفسه ذاتيا في أكتوبر الماضي.
واستغرق الأمر نحو 37 ساعة من مديري هذه البعثة الفضائية لمعرفة ما إذا كانت أوامر ما بين النجوم التي أرسلوها قد نجحت في إعادة توجيه «فوياجر 2» الذي يسبح في الفضاء على بعد مليارات الأميال من الأرض.
وقالت سوزان دود، مديرة مشروع فوياجر لوكالة فرانس برس إن طواقم العمل استخدموا «جهاز الإرسال الأعلى قدرة» في الاتصال بالمركبة الفضائية بحيث تصل الرسالة في الوقت المناسب وفي «أفضل الظروف»، بما يضمن استجابة المسبار للأمر.
ومنذ 21 يوليو الماضي، لم يتمكن المسبار من تلقي أوامر أو إعادة إرسال البيانات إلى شبكة الفضاء العميقة التابعة لناسا، وهي مجموعة من الهوائيات الراديوية العملاقة في جميع أنحاء العالم، ولا تتلقى المركبة الفضائية أوامر من أجهزة التحكم الأرضية.
وأكدت ناسا في 4 أغسطس الجاري أنها تسلمت بيانات من المركبة الفضائية التي قالت إنها بدأت تعمل بشكل طبيعي.
وتتوقع الوكالة أن تستمر المركبة الفضائية المحملة بالأدوات العلمية في مسارها المخطط له حول الكون.
وقالت وكالة الفضاء الأميركية الاثنين الماضي إن طبقها الضخم في العاصمة الأسترالية كانبيرا كان يحاول اكتشاف أي إشارات شاردة من «فوياجر 2».
وقال مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، الذي يدير مهام فوياجر، إن الهوائي يرسل الأمر الصحيح لـ«فوياجر 2» مرارا وتكرارا، على أمل الاتصال بالمسبار.
وبُرمج المسبار بحيث يعيد ضبط موقعه عدة مرات كل سنة للحفاظ على توجيه الهوائي إلى الأرض. ومن المقرر أن تقوم المركبة بإجراء إعادة التوجيه التالي في 15 أكتوبر المقبل، وهو الإجراء الذي كانت ناسا تعلق آمالها عليه كملاذ أخير حال فشل جميع المحاولات.
و«فوياجر 2» ومركبتها التوأم «فوياجر 1» هما المركبتان الفضائيتان الوحيدتان اللتان تعملان خارج الغلاف الشمسي، وهي الفقاعة الواقية التي تحيط بالشمس وتتكون من جسيمات وحقول مغناطيسية. ووصلت المركبتان إلى الفضاء بين النجوم في 2018 و2012 على الترتيب.
وصُمم المسباران للاستفادة من الاصطفاف النادر للكواكب الخارجية، والذي يحدث كل 176 عاما تقريبا، لاستكشاف كوكب المشتري وزحل.
و«فوياجر 2» هي المركبة الفضائية الوحيدة التي حلقت أعلى كوكبي نبتون وأورانوس، بينما يوجد «فوياجر 1» الآن على بعد نحو 15 مليار ميل من الأرض، مما يجعلها المركبة الفضائية الأكثر بعداً عن الأرض في تاريخ البشرية.
وبمجرد نفاذ مصادر الطاقة التي يتزود بها المسباران، وهو ما يتوقع أن يكون بعد 2025، سوف يستمران في التجوال عبر الفضاء.
المصدر: الراي