ثمّن وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان منصور عالياً الموقف الكويتي، قائلاً: «نقدّر كثيراً موقف الكويت الشريف، فهي مثل لبنان لم تتدخل في شؤون أي دولة عربية، وحرصت دائماً على سيادة الدول العربية وحقوق شعوبها»، وأكد أن لبنان «يشعر بالتعاطف والدعم والتأييد من الكويت»، داعياً إلى «تعزيز التضامن العربي مع لبنان، لأن حماية لبنان ستنعكس على حماية دول عربية أخرى».
جاء ذلك خلال لقاء مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام بمناسبة زيارته للكويت ومشاركته في «اليوم المفتوح» الذي أقامه مجلس الأعمال اللبناني في الكويت برعاية السفارة اللبنانية.
وأكد منصور أن لبنان «لم يغادر يوماً محيطه العربي»، مشدداً على تمسك بيروت بعلاقاتها التاريخية مع الدول العربية واحترام سيادتها وقوانينها، وثمن في الوقت ذاته المواقف المبدئية لدولة الكويت ودعمها الدائم للبنان والقضايا العربية، مؤكداً أن «لبنان من أكثر الدول العربية حرصاً على إقامة أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب من دون استثناء، ولم يتدخل يوماً في شؤون أي دولة عربية، بل يحترم دساتيرها وأنظمتها وقوانينها»، ولفت إلى أن الجاليات اللبنانية في دول الخليج والعالم العربي «تجسد هذا النهج باحترامها لقوانين الدول المضيفة وعاداتها وتقاليدها».
وتوقف عند المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان اليوم في ظل الحرب المستمرة على جبهته الجنوبية، موضحاً أن بلاده التزمت بوقف النار منذ 17 نوفمبر 2024 «ولم تطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل، في حين أن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق، وتواصل عمليات القصف على القرى والبلدات الجنوبية، ما أدى إلى سقوط أكثر من 500 شهيد وأكثر من 1500 جريح، إضافة إلى الدمار الكبير في المنازل والمنشآت المدنية».
وانتقد ما وصفه ب «عجز اللجنة الخماسية» المكلفة مراقبة وقف النار عن حمل إسرائيل على الالتزام بالاتفاق، معتبراً أنها «فشلت في أداء دورها»، وحذر من خطورة محاولات فرض أمر واقع جديد في الجنوب ومنع أهالي عشرات القرى من العودة إلى بيوتهم وإعادة إعمار منازلهم، «حيث تستهدفهم المسيرات الإسرائيلية حتى أثناء ترميم بيوتهم أو بناء جدار».
وفي تقييمه للموقف العربي العام، تحدث منصور بصراحة عن أنه «أضعف من أن يرقى إلى مستوى القرار الحازم القادر على التأثير في الطرف الآخر»، معتبراً أن لدى العالم العربي «مقومات قوة كثيرة يمكن استخدامها لحماية الأمن العربي والحقوق العربية، لكنها لم تستخدم كما يجب، وأن الفاعل الحقيقي اليوم هو الأميركي إلى جانب الإسرائيلي».
ودعا الدول العربية الكبرى، وفي مقدمها مصر والسعودية، «إلى بذل جهود متناسقة لحمل إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة»، مشدداً على التمسك بالقرار 1701، وضرورة التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل واحترام وقف إطلاق النار.
المصدر: جريدة الجريدة
