اخبار الكويت

ممثل الأمير: إفلات إسرائيل من العقاب أدى إلى استمرار ارتكابها الجرائم والاعتداءات

دعا ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، قارة آسيا إلى وقفة حازمة وصريحة يعلو فيها صوتها دفاعاً عن العدل، والضمير الإنساني، وحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة في العيش بحريّة وكرامة وسلام.

وشدد سمو ولي العهد خلال إلقاء سموه كلمة الكويت في مؤتمر القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، الذي عقد في دولة قطر، أمس، على أن إفلات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من العقاب وعدم محاسبتها ومساءلتها أديا إلى استمرار ارتكاب مزيد من الجرائم واتساع رقعة هذا العدوان.

وفيما أعلن سموه إدانة واستنكار الكويت الشديدين إزاء جرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان، أكد عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، بسبب ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.


وقال سموه، إن عالمنا يواجه اليوم العديد من التحديات والمخاطر الأمنية، والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمناخية، التي تتطلب وتحتم علينا تضافر الجهود والعمل الجماعي لمواجهتها بشكل فعال وحاسم.

وأكد سموه التزام الكويت بمبادئ منتدى حوار التعاون الآسيوي وأهدافه، ومواصلتها للإسهام بشكل بناء للارتقاء بعمل المنتدى، داعياً إلى البدء في مناقشات جادة ومكثفة تهدف إلى تحويل المنتدى إلى منظمة إقليمية قادرة على مواجهة التحديات المتسارعة والأزمات المتعاقبة التي تواجهها القارة الآسيوية.

وقال سموه في نص كلمته أمام مؤتمر القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، «بداية، أود أن أنقل لكم جميعاً تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وتمنيات سموه بنجاح أعمال هذه القمة».

وأضاف سموه: «كما أغتنم هذه المناسبة لأتقدم ببالغ الشكر والامتنان لدولة قطر الشقيقة، أميراً وحكومة وشعباً على ما لمسناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد المميز لهذه القمة المهمة»، مؤكداً «دعم الكويت الكامل لإنجاح تجمعنا هذا، حرصاً على استكمال مسيرة التعاون وتوطيد الروابط بين الدول الأعضاء لبناء مستقبل مشرق».

وأشاد سموه برئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمنتدى حوار التعاون الآسيوي لهذا العام، والوثائق المهمة التي صدرت خلال رئاستها للمنتدى، وعلى وجه الخصوص وثيقتي «المبادئ التوجيهية لعمل أمانة حوار التعاون الآسيوي»، و«القواعد الإجرائية لحوار التعاون الآسيوي»، أملاً أن تسهم تلك الوثائق بتعزيز العمل المؤسسي للمنتدى.

وثمّن سموه الجهود التي قام بها الأمين العام السابق للمنتدى، السفير د. بورنشاي دانفيفاثانا، ومساعيه لتطويره، متمنياً كل التوفيق والنجاح للأمين العام الجديد، السفير ناصر المطيري، في مهامه للارتقاء بعمل الأمانة العامة للمنتدى وأدائها.

الكويت ملتزمة بمبادئ منتدى حوار التعاون الآسيوي وأهدافه ومواصلتها الإسهام بشكل بناء للارتقاء به

«الدبلوماسية الرياضية»

وتابع سموه: تعقد قمتنا اليوم تحت شعار «الدبلوماسية الرياضية»، التي تعد أداة مهمة في الدبلوماسية العامة، وتعتبر في الوقت نفسه أحد أنواع القوى الناعمة القادرة على جمع الشعوب والمجتمعات والثقافات، مؤكدين أن الرياضة تعد وسيلة محورية لتحقيق السلام والتنمية، وتسهم في غرس ونشر قيم التعاون والتسامح والتضامن والتعايش السلمي بين الشعوب.

وأردف: في قارتنا الآسيوية أمثلة عديدة للترجمة الفعلية لمفهوم الدبلوماسية الرياضية وغاياتها وأهدافها النبيلة والسامية، وأهم هذه الأمثلة استضافة دولة قطر الشقيقة لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، في نسخة استثنائية فريدة من هذه البطولة، والتي شكلت نموذجاً ناجحاً لجمع الشعوب وتمازج الثقافات واللغات من مختلف بقاع العالم، وساهمت في نشر الثقافة الخليجية والعربية والإسلامية واندماجها مع الثقافات الأخرى.

واستطرد سموه: ها نحن نتطلع إلى استضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2034، معربين في الوقت ذاته عن تمنياتنا بالتوفيق والنجاح لكل دول قارة آسيا المستضيفة للأحداث والفعاليات الرياضية الكبرى على المستويين الإقليمي والدولي، لما تشكله من فرصة سانحة لإظهار التنوع الثقافي الغني في قارتنا للعالم كله.

تحديات ومخاطر

وشدد سموه على أن عالمنا اليوم يواجه العديد من التحديات والمخاطر الأمنية، والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمناخية، التي تتطلب وتحتّم علينا تضافر الجهود والعمل الجماعي لمواجهتها بشكل فعال وحاسم، وكثير من تلك التحديات التي تعصف بعالمنا اليوم نراها مع الأسف في قارتنا الآسيوية، كالنزاعات المسلحة، وتفشي الأمراض، والفقر المدقع، والأمية، والبطالة.

وأوضح سموه: إلا أننا نمتلك مقومات مشتركة هائلة وموارد بشرية ومادية ضخمة وقدرات كبيرة، تشكّل أرضية صلبة لنا نستطيع من خلالها تجاوز مختلف التحديات التي تواجه دولنا وتحقق تطلعات شعوبنا وآمالها.

وقال سموه، إن الأرقام والإحصاءات برهان على المقومات التي تمتلكها قارتنا الآسيوية، حيث تشكّل مساحة قارة آسيا قرابة الـ 30 بالمئة من مساحة اليابسة بالعالم، ومجموع تعداد سكانها وصل إلى أربعة مليارات وثمانمئة مليون نسمة، أي ما يقارب 60 بالمئة من عدد سكان الأرض، كما تمتلك قارة آسيا أكبر اقتصاد قاري في العالم.

وأشار سموه إلى أنه أمام هذه الحقائق، يتعين علينا استثمار المقومات التي تمتلكها قارتنا بأفضل الطرق ووفق الوسائل الممكنة، وذلك تحقيقا للأهداف التي ننشدها من هذا الكيان الواعد، ووفق الركائز الـ 6 التي يقوم عليها حوار التعاون الآسيوي، وهي: التواصل، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، والتعليم وتنمية الموارد البشرية، وترابط الأمن الغذائي والمائي والطاقة، والثقافة والسياحة، وتعزيز نهج التنمية الشاملة المستدامة.

«الدبلوماسية الرياضية» أحد أنواع القوى الناعمة القادرة على جمع الشعوب ووسيلة محورية لتحقيق السلام والتنمية

منظمة إقليمية

وأكد سموه أن الكويت حرصت منذ انضمامها إلى حوار التعاون الآسيوي على العمل مع الدول الأعضاء لنقل الحوار إلى آفاق أرحب، حيث استضافت القمة الأولى لحوار التعاون الآسيوي في عام 2012، واحتضنت مقر الأمانة العامة للمنتدى، حرصا منها على تعزيز العمل الآسيوي المشترك.

وجدد سموه التزام الكويت بمبادئ منتدى حوار التعاون الآسيوي وأهدافه، ومواصلتها للإسهام بشكل بنّاء للارتقاء بعمل المنتدى، داعيا إلى البدء في مناقشات جادة ومكثفة تهدف إلى تحويل المنتدى إلى منظمة إقليمية قادرة على مواجهة التحديات المتسارعة والأزمات المتعاقبة التي تواجهها القارة الآسيوية.

القضية الفلسطينية

ولفت سموه إلى أنه مادمنا تطرّقنا إلى التحديات التي تواجهها قارتنا، فلا بد أن نتحدث عن أبرز تلك التحديات، وهي القضية الفلسطينية وما تتعرّض له دولة فلسطين الشقيقة أحد الأعضاء في هذا المنتدى من عدوان سافر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لما يقارب العام، راح ضحيته أكثر من واحد وأربعين ألف فلسطيني، الغالبية العظمى منهم نساء وأطفال.

ولفت سموه إلى أنه مع الأسف، كل ذلك يحدث في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، بسبب ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وجدد سموه تأكيد الكويت إدانتها واستنكارها الشديدين لاستمرار هذا العدوان على دولة فلسطين الشقيقة، وتكرر دعوتها للمجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن بضرورة تحمّل مسؤولياته، والعمل على وقف هذا العدوان بشكل فوري.

ودعا سموه إلى مواصلة دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، وقضيته العادلة، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ونجدد الإشادة بكل الجهود التي بذلتها اللجنة الوزارية برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة، والمشكّلة من قبل القمة العربية والإسلامية المشتركة الاستثنائية.

نتطلع إلى استضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2034

عدم محاسبة إسرائيل

وبيّن سموه أن إفلات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من العقاب وعدم محاسبتها ومساءلتها أدى إلى استمرار ارتكاب مزيد من الجرائم واتساع رقعة هذا العدوان، الأمر الذي كنّا دائما نحذر منه ومن عواقبه على دول المنطقة، وهو ما نشهده اليوم من عدوان آثم على الجمهورية اللبنانية الشقيقة، حيث شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات أدت إلى سقوط مئات من القتلى وآلاف من الجرحى من المدنيين العزل في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية. وأعرب سموه عن «إدانة واستنكار الكويت الشديدين إزاء هذه الجرائم، ووقوفنا إلى جانب الأشقاء في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وتضامننا معها، رافضين كل ما من شأنه المساس بسيادتها واستقرارها».

وشدد سموه على أنه يجب أن يكون لقارة آسيا وقفة حازمة وصريحة، يعلو فيها صوتها دفاعا عن العدل، والضمير الإنساني، والحق… حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة في العيش بحريّة وكرامة وسلام.

وفي ختام كلمته، جدد سموه الشكر لجميع الجهود المبذولة لإنجاح أعمال هذه القمة، سائلا المولى عز وجلّ أن يوفق مساعينا لما فيه خير شعوبنا وازدهار أوطاننا ومصلحة قارتنا.

المصدر: جريدة الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *