ممثل الأمير أمام قمة مجموعة الاتصال لحركة عدم الانحياز إننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى بدعم السياسات القائمة على العمل الدولي المشترك
- التغلب على الأزمات المستجدة لا يمكن أن يتم دون حلول مبتكرة وضمن إطار يستند إلى توحيد الجهود والرؤى وإرادة سياسية صادقة
- الجائحة خلّفت أكثر من 6.8 ملايين وفاة وأكثر من 672 مليون إصابة وتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي والانكماش الاقتصادي الحاد
- الكويت حققت إحدى أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات وتواصل دعم الجهود الدولية لمكافحة «كوفيد 19»
ترأس ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله وفد الكويت في أعمال قمة مجموعة الاتصال لحركة عدم الانحياز المنعقدة في عاصمة جمهورية أذربيجان باكو.
وتناولت القمة سبل دعم وتعزيز الجهود الدولية المشتركة للحد من التداعيات الاقتصادية والصحية والأمنية لجائحة «كوفيد 19» والتباحث في التدابير اللازمة للتصدي للتهديدات المستقبلية المماثلة.
وقد ألقى ممثل صاحب السمو الأمير وزير الخارجية كلمة الكويت لهذه لقمة جاء نصها على النحو التالي:
٭ الرئيس الهام علياف رئيس جمهورية أذربيجان الصديقة.
٭ تشابا كوروسي رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
٭ أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة.
يشرفني بداية أن أمثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وأن أنقل تحيات سموه وحرصه على مشاركة الكويت بشكل فعال في القمة وذلك لما تحمله من أهمية بالغة في ظل التداعيات المستمرة التي أفرزتها جائحة «كوفيد19» والتي تحتم علينا التباحث حول أنسب سبل التعافي وإعادة البناء نحو الأفضل. كما يطيب لي أن أعرب عن جزيل الشكر وخالص التقدير للرئيس الهام علياف ولحكومة أذربيجان وشعبها الصديق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد والتنظيم المميزين لاجتماعنا هذا الذي يأتي استكمالا لدورها البارز في قيادة حركتنا طوال السنوات الماضية والمتسمة بالرصانة والاتزان. وإن تجربة العالم مع تفشي جائحة «كوفيد 19» وما أفرزته من تداعيات وانعكاسات بما تمثله من تحد استثنائي لا يعترف بحدود جغرافية أو مستويات اقتصادية وتقسيمات عرقية واجتماعية.
كما طالت مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كل ذلك أثبت بما لا يدع مجال للشك بأننا مطالبون وأكثر من أي وقت مضى بدعم السياسات القائمة على التعاون والعمل الدولي المشترك.
لذلك، فإن التغلب على مثل هذه الأزمات المستجدة لا يمكن أن يتم دون حلول مبتكرة وخلاقة وضمن إطار يستند إلى توحيد الجهود والرؤى وإرادة سياسية صادقة وواعية وقناعة راسخة بأن العالم بأكمله يواجه تحديا مشتركا لا يمكن لدولة أو مجموعة من الدول التغلب عليها بشكل منفرد.
إن قسوة الجائحة تعكسها وبشكل واضح وصريح الأرقام والإحصائيات الدولية فمن أعداد الضحايا والتي تجاوزت أكثر من 6.8 ملايين نسمة ومن الإصابات المسجلة لأكثر من 672 مليون حالة إضافة إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي والانكماش الاقتصادي الحاد الذي لم يواجهه العالم منذ أكثر من 90 عاما، الأمر الذي وضع العمل الدولي المتعدد الأطراف أمام محك يتسم بالمصيرية بين قابلية الاستمرار أو التوقف والانحسار.
وتاريخيا، لعبت الأوبئة بجسامة آثارها وعمق تداعياتها أدوارا مفصلية باعتبارها دافعا قويا للتغيير وإعادة البناء نحو الأفضل. ولا شك أن أكبر التحديات التي واجهها المجتمع الدولي جراء تداعيات أزمة «كوفيد19» يكمن في إيجاد آلية توزيع عالمي عادل وآمن للحصول على اللقاحات لكل الدول وخاصة الدول النامية والأقل نموا وذلك للوصول لمستويات التحصين الشاملة.
وفي هذا السياق، فقد حققت الكويت إحدى أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين، وفي الإطار العالمي تواصل الكويت دعم الجهود الدولية لمكافحة وباء «كوفيد19»، وذلك سعيا منها لتعزيز الأمن الصحي العالمي، ومن هنا تقع علينا كدول أعضاء في حركة عدم الانحياز مسؤولية التعاون فيما بيننا لمواجهة آثار هذه الجائحة وغيرها من التحديات والظروف غير المسبوقة التي تواجه عالمنا اليوم.
وبالرغم من اختلاف البيئة الدولية عما كانت عليه حينما أنشئت حركة عدم الانحياز إلا انه يتوجب علينا التمسك بمبادئنا الأساسية والمتمثلة بأهمية التعاون المشترك والتنسيق فيما بيننا بغية الوصول إلى ما نصبو إليه جميعا بخلق بيئة دولية تؤمن تحقيق التنمية والازدهار لشعوبنا وتعمل على تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
ومن هنا أود أن أعرب عن خالص التقدير للدور الهام والفعال والبناء لجمهورية أذربيجان الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز في قيادة حركتنا إبان هذه الأزمة من خلال حرصها على انتظام سير أعمال اجتماعاتها على الرغم من الشلل الذي أصاب كل التجمعات الإقليمية والدولية، آملا أن يصاحب اجتماعنا هذا كل التوفيق والنجاح.
المصدر: جريدة الأنباء الكويتية