أكد الملحق الدفاعي البريطاني في السفارة البريطانية بالكويت، الكابتن نيل ماريوت، أن «يوم الذكرى» يعد لحظة تأمل عميقة وفرصة لتجديد الالتزام بالسعي إلى السلام، مشيراً إلى أن «هذا اليوم يكرم أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحريات التي نتمتع بها اليوم». ودعا ماريوت، في حوار مع «»، إلى «التعلم من الماضي ومواصلة السعي نحو السلام في المستقبل»، مشيراً إلى أن العلاقة الدفاعية بين المملكة المتحدة ودولة الكويت راسخة ووثيقة، وفي نمو مستمر، وفيما يلي التفاصيل:

• تستعد سفارتكم لإحياء «يوم الذكرى»، فماذا تعني هذه المناسبة بالنسبة إليكم؟ 

يُحتفل رسميا بيوم الذكرى في الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر، وهو الوقت الذي وُقّعت فيه الهدنة بين الحلفاء وألمانيا عام 1918، منهية بذلك الأعمال العدائية في الحرب العالمية الأولى.

وبالنسبة لي كضابط في القوات المسلحة البريطانية، فإن يوم الذكرى هو فرصة للتأمل العميق، وخلال خدمتي التي استمرت قرابة 35 عاما، شهدت العديد من الصراعات والحروب، بما في ذلك الغزو العراقي وأزمات إقليمية أخرى، مما يؤكد أهمية هذا اليوم، فهو يكرم أولئك الذين ضحوا بكل شيء من أجل الحريات التي نتمتع بها اليوم، ويذكرنا بواجبنا المستمر في الحفاظ على السلام والاستقرار.

• كيف تحيي القوات البريطانية يوم الذكرى في المملكة المتحدة وخارجها؟

في المملكة المتحدة، تُقام فعاليات إحياء الذكرى في أقرب يوم أحد إلى 11 نوفمبر، وفقا لما يعلنه الفيلق الملكي البريطاني سنويا. وتقام المراسم في عدد لا يحصى من النصب التذكارية للحرب في جميع أنحاء البلاد، وتتوج بأكبر احتفال في النصب التذكاري بوسط لندن، بحضور العائلة المالكة وقادة الدول، كما تقام احتفالات مماثلة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في دول الكومنولث، حيث تتحد القوات والمجتمعات البريطانية في إحياء الذكرى. وهذا العام، سنقيم مراسم إحياء الذكرى في حديقة السفارة البريطانية في 9 نوفمبر الجاري.

• ما الرسالة التي يأمل الجيش البريطاني إيصالها من خلال الاحتفال السنوي بيوم الذكرى؟

رسالتنا هي رسالة امتنان وتذكّر، لكنها أيضا رسالة مسؤولية: أن نتعلم من الماضي ونواصل السعي نحو السلام في المستقبل.

 • هل هناك رموز أو تقاليد محددة تعتبرونها أساسية في هذا اليوم؟ ولماذا يعد الخشخاش رمزا مهما؟

لزهرة الخشخاش رمزية عميقة، فقد نبتت من ساحات المعارك المدمرة في الحرب العالمية الأولى، ممثلة الأمل والتجدد من الخسارة، مستوحاة من قصيدة «في حقول فلاندرز». ويعد ارتداء الخشخاش فعلا قويا لإحياء ذكرى واحترام أولئك الذين ضحوا بالكثير.

ضابط كويتي يتدرب حالياً ليصبح مدرباً في الأكاديمية العسكرية الملكية «ساندهيرست»

إلى جانب الخشخاش الأحمر التقليدي، يرتدي الناس الآن أنواعا مختلفة من الخشخاش الأبيض للسلام، والأرجواني للحيوانات في الحرب، والأسود لتكريم مساهمات المجتمعات الأفريقية والكاريبية، كما يختار البعض ارتداء أساور المعصم كتعبير عصري عن الذكرى.

وفي فرنسا، يلعب نبات بلويت (زهرة الذرة) نفس الدور، وتم اختياره لأنه ينمو أيضا في ساحات المعارك بفرنسا.

• كيف تحافظ القوات المسلحة البريطانية على الإرث التاريخي لمشاركتها في الحربين العالميتين وتتأمل فيه؟

تاريخنا متأصل في أخلاقياتنا وتدريبنا. ندرس الصراعات الماضية ليس فقط لتذكر شجاعة وتضحيات أسلافنا، بل أيضا لتعلم دروس خالدة في القيادة والمرونة والإنسانية بالحرب. ولا يقل أهمية عن ذلك دور الدبلوماسية، التي تعمل جنبا إلى جنب مع الجهود العسكرية لإحلال السلام ومنع الصراعات أو إنهائها.

العلاقات الدفاعية

• كيف تصفون المستوى الحالي للتعاون العسكري بين المملكة المتحدة ودولة الكويت؟ وما مدى أهمية هذه الأنشطة في الحفاظ على الأمن الإقليمي؟

العلاقة الدفاعية بين المملكة المتحدة ودولة الكويت راسخة ووثيقة، وهي في نمو مستمر، ونحن نجري تمرينا ثنائيا سنويا بعنوان «محارب الصحراء»، يعزز قدرتنا على العمل معا ويعمق التفاهم المتبادل بين قواتنا.

وفي كل عام، يحضر أكثر من 100 ضابط كويتي مجموعة واسعة من الدورات العسكرية المهنية في المملكة المتحدة، ونعمل على زيادة عدد الطلاب الكويتيين الذين يلتحقون بتدريب الضباط في أكاديمياتنا.

ومن الجدير بالذكر أن ضابطا كويتيا يتدرب حاليا ليصبح مدربا في الأكاديمية العسكرية الملكية «ساندهيرست»، وهو دليل واضح على عمق شراكتنا والثقة المتبادلة بيننا.

نحن الآن ندخل حقبة جديدة من التعاون الاستراتيجي القائم على تطوير القدرات ذات الاهتمام المشترك، مما يعزز بلدينا ويساهم بشكل مباشر في الاستقرار الإقليمي الأوسع.

 • ما التحديات الرئيسية التي تواجه القوات المسلحة اليوم مقارنة بتلك التي واجهتها خلال الحرب العالمية الأولى؟

لقد تغيرت طبيعة الصراع بشكل كبير منذ الحرب العالمية الأولى، ففي ذلك الوقت كانت المعارك تخاض عبر خطوط جبهة محددة، أما اليوم فأصبحت التحديات عالمية ومترابطة، وغالبا ما تكون أقل وضوحا. يجب على القوات المسلحة الحديثة أن تواجه ليس فقط التهديدات التقليدية، بل أيضا الإرهاب والهجمات الإلكترونية والتضليل الإعلامي وعسكرة الفضاء.

إن وتيرة التغيير التكنولوجي لا هوادة فيها، وتمتد مجالات الحرب الآن من قاع البحار إلى الفضاء والفضاء الإلكتروني. ومع ذلك، ورغم هذه التعقيدات، فإن القيم الأساسية التي تدعم الخدمة العسكرية الشجاعة والقيادة والنزاهة لا تزال ثابتة، ترشدنا في كل تحدٍ جديد.

وهذا هو سبب أهمية التذكير، فهو يذكرنا بدروس التاريخ والتكلفة البشرية الدائمة للصراع، مما يساعد على تشكيل كيفية تعاملنا مع تحديات اليوم والسعي لتحقيق السلام من أجل الغد.

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.