في أمسية ممزوجة بعبق الحروف ودهشة الضوء، احتضن «استديو فولفو»، مساء أمس الإثنين، افتتاح معرض الفنانة التشكيلية شيماء أشكناني، تحت عنوان «مسار الحروف»، وسط حضور نوعي من السفراء والدبلوماسيين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.

المكان بدا كأنه مساحة تلتقي فيها روح الحرف العربي مع فلسفة التصميم الحديث، في تعاون جمع بين شركتي «فولفو» و«فلاورد» لخلق تجربة فنية تتجاوز المألوف.

شعار المهرجان

قدّمت أشكناني، في معرضها مجموعة أعمال فنية تنوعت بين لوحات تشكيلية معاصرة وضعت بها الـ DNA الخاص بفنها، وقطع أثاث مطلية بأسلوبها الفريد المميز، إضافة إلى دمجها الحرف العربي على بعض السيارات المعروضة داخل الاستديو، في خطوة تفتح باباً جديداً لمفهوم التكوين البصري، حيث التقت جميع تلك الأعمال الفنية عند الحرف العربي.

أشكناني اعتمدت على الخط العربي بوصفه بصمة جمالية وهوية أسلوبية مرتبطة بها، حيث حوّلت الحروف إلى مسارات تنساب بخفة بين التكوينات اللونية والزخارف المستوحاة من الفن الإسلامي والتراث العربي، لكنها قدّمتها برؤية حديثة تواكب الحس العالمي للفن المعاصر. فكل لوحة وأداة وقطعة أثاث داخل المعرض كانت تحمل الحرف العربي كعنصر نابض، لا بوصفه رمزاً شكلياً فقط، بل ككائن بصري يروي قصة ويجسّد روحاً ويُثير إحساساً.

«انسيابية… برشاقة آسرة»

وقالت أشكناني، في تصريح لـ«الراي»، «تكشف اللوحات الفنية انسيابية خطوط الحرف العربي برشاقة آسرة، تماماً كما تنساب مسارات التصميم والإبداع في السيارات الحديثة، لتجسّد معاً لغة واحدة من الحركة والجمال. فالحرف والسيارة يلتقيان في منطقة مشتركة يكتب كلٌ منهما فيها قصته الخاصة بين الأصالة والابتكار».

«بعد جمالي»

من جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة «فولفو» للسيارات، مشعل يوسف الصفران، لـ«الراي»، «في إطار استمرار الشراكة ما بين القطاع الخاص والمجتمع، يستضيف (استديو فولفو) معرض الفنانة التشكيلية شيماء أشكناني، التي تقدم أعمالاً فنية متميزة ورسومات أخاذة، ليس على السيارات فقط، بل كذلك عبر لوحاتها الفنية وقطع الأثاث التي تطبعها بخطوط عربية تضيف لها قيمة جمالية خاصة».

وأضاف «تمثل هذه الأعمال امتداداً للثقافة العربية الأصيلة، ولذلك أدعو الجميع إلى زيارة المعرض والاستمتاع بتلك الأيقونات البصرية الراقية. وهذا ليس المعرض الأول الذي نستضيفه للفنانة شيماء، ولن يكون الأخير، إذ نتطلع إلى استمرار التعاون معها في المعارض المقبلة».

«مزيج مختلف»

بدوره، قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، لـ«الراي»، «ليست المرة الأولى التي أزور فيها معرض الفنانة التشكيلية شيماء أشكناني، فهي فنانة أشيد دائماً بروعة لوحاتها، وبأسلوبها المتقن في العرض. فهي لا ترسم لوحات فحسب، بل تمتد إبداعاتها لتشمل الرسم على قطع الأثاث أيضاً، ما يجعلها فنانة متميزة بحق».

وتابع «فكرة إقامة المعرض داخل (استديو فولفو) كانت لافتة للغاية، وتلك الرسومات البديعة على السيارات خلقت مزيجاً مختلفاً ومبتكراً في عالم الفن التشكيلي».

«ألوان محايدة»

قال الفنان القدير محمد المنصور لـ«الراي»: «أبارك للفنانة شيماء، على هذا المعرض الجميل الذي يعكس لمساتها واستشعارها للواقع من خلال أحرفها التي صاغتها بلوحات جميلة ورائعة، والتنسيق بألوان محايدة من دون مبالغة. كذلك الخطوط تعني الكثير من القضايا الاجتماعية، لذلك هي صاغت هذه الأحرف بأسلوب جميل ولوحات مُعبّرة».

مسيرة فنية راسخة

أقامت الفنانة شيماء أشكناني، 11 معرضاً شخصياً داخل الكويت، إلى جانب مشاركات محلية وعربية وعالمية في روما وفلورانس والرياض والبحرين ومسقط ودبي وقطر، إضافة إلى ورش فنية في سوريا.

وحصدت مجموعة من الجوائز البارزة، منها ثلاث جوائز في مهرجان القرين الثقافي أعوام 2014 و2015 و2016، وجائزة مهرجان الإبداع عام 2018، إضافة إلى جائزة أفضل فنانة من بين 100 فنانة حول العالم في دبي، وجائزة مهرجان الربيع 2013 وجائزة «جاردينا» كأفضل فنان مستقل وجائزة الإبداع لعامي 2022 و2024.

المصدر: الراي

شاركها.