أطلقت مدينة ضاحية عبدالله السالم الصحية، أمس، فعالية فرز البيئية، التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الفرز من المصدر وتشجيع المجتمع على الممارسات المستدامة نحو «صفر» نفايات، وذلك في إطار سعي المدينة لترسيخ مفهوم المدن الصحية الصديقة للبيئة.
وشملت الفعالية التي أقيمت في مواقف حديقة قطعة 3 مقابل معهد بن زايد، استقبال مختلف أنواع المواد القابلة لإعادة التدوير، مثل الورق والكرتون والزجاج والبلاستيك وزيوت الطبخ والملابس والأحذية المستعملة.
وتأتي هذه المبادرة استمرارا لجهود المدينة في نشر الوعي البيئي وتعزيز المشاركة المجتمعية في الحفاظ على البيئة وجودة الحياة.
انطلاق المبادرة في ضاحية عبدالله السالم كل يوم اثنين في بداية كل شهر
وأعلن رئيس اللجنة الصحية لضاحية عبدالله السالم، فيصل الوقيان، أن فعالية فرز البيئية تهدف إلى نشر الوعي البيئي بين أهالي المنطقة، وتشجيعهم على فرز النفايات من المصدر للحفاظ على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد الوقيان، ل «»، أن جميع أعمال اللجنة الصحية تطوعية وتصب في مصلحة البلاد والمنطقة، موضحا أن اللجنة تعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة، مثل وزارتي الشؤون الإسلامية والتربية، وبلدية الكويت، وذلك لخدمة المنطقة في جميع المجالات الصحية والبلدية.
وأشار إلى أن فعالية فرز ستكون مستمرة في كل يوم اثنين من بداية كل شهر، داعيا أهالي المنطقة إلى المشاركة عبر جمع وفرز المواد القابلة لإعادة التدوير، وتسليمها في موقع التجمع أمام بيت التمويل الكويتي من الساعة 4 إلى 5 مساء، حيث تتولى الشركات المتخصصة تسلّم هذه المواد لضمان عدم اختلاطها بالنفايات الأخرى.
وأوضح الوقيان أن اللجنة تسعى كذلك إلى تطوير المشهد البيئي في المساجد، من خلال تنظيم عملية توزيع مياه السبيل لتكون موحدة وذات طابع حضاري، إضافة إلى التعاون مع وزارة التربية وبلدية الكويت لإطلاق برامج توعية للأطفال حول أهمية فرز النفايات في المنازل وتنمية السلوك البيئي السليم.
الوقيان: التعاون بين اللجنة الصحية والبلدية وبعض الوزارات لتحقيق التنمية البيئية
وأكد أن اللجنة الصحية، المعتمدة دوليًا وتحت مظلة محافظة العاصمة، مستمرة في مبادراتها الهادفة إلى جعل ضاحية عبدالله السالم نموذجا يحتذى في العمل البيئي التطوعي، مشيرا إلى أن بلدية الكويت تعمل حاليا على توفير 4 حاويات متخصصة للنفايات في موقع محدد سيتم الإعلان عنه قريبا، لتكون تجربة رائدة يمكن تعميمها على بقية مناطق الكويت.
بدورها، قالت رئيسة المكتب الصحي لمدينة ضاحية عبدالله السالم الصحية والمنسقة العامة للمبادرة، إيمان أباحسين،
ل «»، إن مدينة عبدالله السالم الصحية تمثل مبادرة مجتمعية وطنية تعمل وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن أحد أبرز معايير المدن الصحية هو فرز النفايات من المصدر لما لذلك من أثر مباشر في حماية البيئة وتقليل الضغط على المرادم، إلى جانب اعتبار النفايات المعاد تدويرها مورداً اقتصادياً مهماً.
وأشارت إلى أن فرز النفايات من المنزل سلوك حضاري يعزز رؤية 2035.
وأوضحت أن مدينة عبدالله السالم الصحية، وبعد حصولها على الاعتماد الدولي كأول مدينة صحية معتمدة عالميا في الكويت خلال عامي 2020 2021، بدأت تنفيذ مبادرات الفرز من المنازل والمدارس والمساجد والمرافق الخدمية، انطلاقاً من الإيمان بأن البيئة تبدأ من البيت، مؤكدة أن سكان الضاحية يتميزون بوعي بيئي عال وتفاعل كبير مع المبادرة.
أباحسين: المبادرة أسهمت في تقليص النفايات المنزلية وتحويل الجزء الأكبر منها إلى «عضوية»
وأضافت أن المكتب قام بإجراء استبيان مجتمعي حول أبرز المواد القابلة للفرز داخل المنازل، وتبين أن أكثرها شيوعاً هي: الزجاج، والورق، والبلاستيك، وزيوت الطبخ المستعملة، وبناء عليه تم التنسيق مع شركات متخصصة لإعادة التدوير وتنظيم يوم شهري ثابت يستقبل فيه السكان المواد المفروزة في موقع محدد داخل المنطقة.
وبينت أن هذه المبادرة أسهمت في تقليل حجم النفايات المنزلية وتحويل الجزء الأكبر منها إلى نفايات عضوية يسهل نقلها والتعامل معها، وهو ما يعكس نمواً في الوعي المجتمعي وسلوكاً حضارياً متقدماً.
وأشارت إلى وجود مسابقات وبرامج مدرسية في ضاحية عبدالله السالم وخارجها لتعزيز ثقافة الفرز، مؤكدة أن تفاعل الطلبة وأولياء الأمور أصبح نموذجاً يحتذى به.
وأضافت أباحسين أن هناك 20 مدينة صحية في الكويت، منها 10 معتمدة رسميا من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن تجربة ضاحية عبدالله السالم في الفرز من المصدر تجربة رائدة وسباقة، متمنية انتقالها إلى جميع مناطق الكويت لما تحققه من أثر بيئي إيجاب.
المصدر: جريدة الجريدة
									 
					