كشفت دراسة حديثة نشرتها منصة «OK Diario» عن أهمية تعليم الموسيقى في تطوير عقول الأطفال وتعزيز قدراتهم الإبداعية، في حين أن هذه المادة غالباً ما تُهمل في مناهج التعليم في كثير من دول العالم لصالح التركيز على العلوم والرياضيات.
وأوضحت الدراسة أن تعليم الموسيقى لا يقتصر فقط على إكساب الأطفال مهارات العزف أو الغناء، بل يسهم بشكل مباشر في تحسين الذاكرة، التركيز، والقدرة على حل المشكلات.
وأشارت النتائج إلى أن الأطفال الذين يتلقون دروساً منتظمة في الموسيقى يظهرون تفوقاً في اختبارات التفكير الإبداعي، ويحققون نتائج أفضل في مواد أخرى مثل الرياضيات واللغات. ويعود ذلك إلى أن تعلم الموسيقى يحفز مناطق متعددة في الدماغ، ويعزز التنسيق بين الحواس والعضلات، بالإضافة إلى تنمية الانضباط الذاتي والعمل الجماعي من خلال المشاركة في الفرق الموسيقية.
ورغم هذه الفوائد المثبتة، يلاحظ أن النظام التعليمي في الولايات المتحدة يولي أولوية للمواد العلمية والتقنية (STEM) على حساب الفنون والموسيقى، ما يؤدي إلى تقليص حصص الموسيقى أو إلغائها في العديد من المدارس. يحذر الباحثون من أن هذا النهج قد يحد من تنمية المهارات الإبداعية والابتكارية لدى الجيل الجديد، في وقت يتطلب فيه سوق العمل الحديث مرونة فكرية وقدرة على الابتكار.
ويوصي الخبراء بضرورة إدراج الموسيقى كجزء أساسي من المناهج الدراسية، وتخصيص ساعات أسبوعية لتعليمها، مع تشجيع الأنشطة الموسيقية اللامنهجية. كما يشددون على أهمية دعم المعلمين وتوفير الموارد اللازمة لتطوير برامج موسيقية فعّالة في المدارس الحكومية والخاصة.
وتثير هذه الدراسة نقاشاً حول ضرورة تحقيق التوازن بين المواد العلمية والفنية في التعليم، لضمان تنشئة جيل متكامل المهارات وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.
كما تدعو إلى إعادة تقييم أولويات النظام التعليمي، مع الاعتراف بالدور الحيوي الذي تلعبه الموسيقى في تشكيل عقول الأطفال وتعزيز قدراتهم الذهنية والاجتماعية.
المصدر: الراي