قريباً… «قاعات مناسبات» بأسعار مناسبة وخدمات متكاملة

خلال فترة غياب قاعات الأفراح المجهزة بالكامل، أصبح الراغبون في إقامة المناسبات، خصوصاً الأفراح، يواجهون عقبة في تحديد مواعيد أفراحهم نتيجة صعوبة الحصول على حجوزات في صالات الأفراح، وسط ارتفاع تكاليف الحجز، وهو ما تسعى البلدية إلى معالجته عبر تخصيص أماكن لقاعات في 3 محافظات.
بعد ما يقارب شهرين من البحث وعمل الدراسات الفنية الخاصة بإنشاء مواقع لقاعات المناسبات، خصوصاً عقب إزالة جميع القاعات المؤقتة في المحافظات الست خلال مارس الماضي، كشف مصدر في بلدية الكويت عن قرب الانتهاء من رفع دراسة كاملة عن إنشاء مواقع مجهزة بالخدمات لقاعات المناسبات في 3 محافظات.
وأكد المصدر، لـ «»، أن الدراسة الفنية للمشروع، الذي تتم مراجعته بكل جوانبه، اقترحت مجموعة من المواقع المخصصة تتسع من 6 إلى 8 قاعات للمناسبات في محافظات الجهراء والأحمدي والفروانية، مشيرة إلى أن المواقع المقترحة بعيدة جداً عن المناطق ذات الازدحامات والكثافة السكانية، حتى لا تزيد عرقلتها للطرق الداخلية.
المشروع سيطرح على القطاع الخاص وفق شروط محددة… وتغييرات في بعض الرسوم
وشدد على أن الدراسة تشمل موافقات من إدارات البلدية والجهات الحكومية المعنية، وعلى رأسها وزارة الداخلية والإدارة العامة للإطفاء والهيئة العامة للبيئة ووزارات الخدمات للبنية التحتية، للتأكد من انسيابية الدخول والخروج وتوفر كل الخدمات حولها، مضيفاً أن آلية استغلال المواقع ستطرح عبر مزايدة وفق مواصفات فنية تحدد سعة ونوع القاعات والخدمات التي يجب توفيرها، حيث سيتنافس مستثمرون لتجهيز المواقع، ومن المتوقع أن تطرح خلال أشهر بعد استكمال الموافقات وعرضها على المجلس البلدي.
ولفت المصدر إلى أن إدارة التنظيم، والمخطط الهيكلي، سيعتمدان المواقع النهائية في المحافظات الثلاث، بما يتناسب مع استعمالات المناطق القريبة، وبعد التأكد من ابتعادها عن أي مواقع لمشاريع مستقبلية، مؤكداً أن من المقترحات الأقرب للتطبيق أن تكون المواقع كالتالي: استراحة الحجاج أو بر المطلاع في الجهراء، بر أم الهيمان أو بر مدينة صباح الأحمد في الأحمدي، كبد أو بر طريق الدائري السابع في الفروانية، لكن حتى الآن لم يتم الاعتماد رسمياً.
وأضاف أن البلدية تبحث من خلال المشروع الجديد تجارب الدول القريبة، بهدف تنظيم قاعات الأفراح، التي أصبح الطلب عليها متزايداً، نتيجة عدم كفاية صالات المناسبات في المناطق وصغر حجمها، خصوصاً بعد أن خرج الكثير منها عن نطاق الخدمة، مشيراً إلى أن البلدية تتطلع إلى دراسة تنظيم قاعات المناسبات على مستوى مناطق الكويت مع وزارة الشؤون الاجتماعية حتى تغطي الجانب الأكبر.
وبين أن توفير قاعات وصالات المناسبات يعد جانباً من الخدمة المجتمعية، ويدعم كثيراً الجانب المالي من الإيرادات، من خلال طرح استثمارها على القطاع الخاص لكن وفق شروط محددة، مضيفاً أن التنظيم سيراعى فيه تغيير بعض الرسوم بعد الدراسة المستفيضة، مراعاة للمرسوم بقانون رقم 1/ 2025 بشأن الرسوم والتكاليف المالية مقابل الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة، الذي قضى في مادته الثانية بأن «تحدد كل جهة الرسوم والتكاليف ومقابل الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة، بقرار من السلطة المختصة بكل جهة، وفقاً للقانون المنظم لكل منها، بعد موافقة مجلس الوزراء».
غياب القاعات
من جهة أخرى، وخلال فترة غياب قاعات الأفراح المجهزة بالكامل، أصبح الراغبون في إقامة المناسبات، خصوصاً مناسبات الأفراح، يواجهون عقبة في تحديد مواعيد أفراحهم، وعلى الرغم من تكاليفها التي تصنف بأنها مرتفعة للكثير من فئات المجتمع فإن العديد يراها حلاً وحيداً في سرعة إقامة المناسبات، خصوصاً أنها تلبي احتياجاتهم في ظل قصور صالات الأفراح في تلبية رغباتهم والتسهيل على الضيوف من حيث المساحة والمواقف والمواعيد.
تكاليف
وكان متوسط تكاليف الأعراس يبلغ نحو 4 آلاف دينار، بحيث يصل حجز القاعة المؤقتة، شاملة خدماتها مثل، التجهيزات الغذائية وخدمات التصوير والضيافة وخدمات أخرى، إلى 2000 دينار، وتزداد مع زيادة الخدمات، والتي يصل بعضها إلى 5 آلاف دينار ككلفة إجمالية، إلا أن الأفراح لا تقف مع توافر أكثر من 50 قاعة كبيرة تخدم 3 محافظات، ما يدل على رغبة الناس في إقامة المناسبات التي تقام بشكل شبه يومي، ولا تقف أيضاً في فترة الصيف رغم شدة الحرارة، فالقاعات تجهز نفسها بالتكييف ودون تكلفة على الشبكة الكهربائية، كونها تستخدم مولدات خاصة بها، إلا أنها في السابق افتقرت إلى التنظيم، وهو الجانب الذي تسعى البلدية إلى علاجه بطريقة أكثر قانونية وغير مسببة لعرقلة السير في المواقع القريبة من القاعات.
الجدير بالذكر أن البلدية مازالت تستقبل طلبات إقامة خيام المناسبات المؤقتة وفق لائحة خيام المناسبات المؤقتة المعمول بها بناء على القرار الوزاري رقم 935 لسنة 2019 والقرار الوزاري رقم 5 لسنة 2024، والمخولة بتنفيذه إدارات النظافة وإشغالات الطرق في أفرع البلدية بالمحافظات، حيث ذكرت البلدية سابقاً أن لائحة خيام المناسبات المؤقتة لم يطرأ عليها أي تغيير، ومازالت تعمل وفق الرسوم المحددة في القرارات المنظمة، على أن يحدد موقع لوضع القاعة المؤقتة بمساحة قريبة من عنوان صاحب المناسبة، بواقع 500 دينار لمدة أسبوعين، على أن تزال بعدها بشكل فوري، كما أكدت البلدية حرصها على تلبية احتياج المواطنين وتطوير الخدمات المقدمة لهم من خلال استمرارية الخدمات الحالية، مع العمل على إيجاد خدمات متطورة في المناطق تلبي احتياجات المواطنين مستقبلاً.
مبادرة
ومع قياس حالات زيادة التضخم في الأسعار، فإن الناس بحاجة إلى مزيد من التسهيلات في إقامة المناسبات، عبر إطلاق مبادرة بأن تكون تكاليف حفلات الزفاف بالقاعات الجديدة في متناول الجميع، لتشكل بذلك خياراً وحلاً متميزاً للشباب في ظل ارتفاع أسعار حفلات الزفاف التي أرهقت كاهل الكثير منهم.
ووضعت الكثير من الدول المجاورة نموذجاً مثالياً لتنفيذ قاعات الأفراح العامة لتسير وفق أهداف واضحة تصب في اتجاه عنصر التنمية البشرية، التي يشكل الشباب مصدراً رئيسياً فيها، باعتبارهم مصدر قوة وثروة حقيقية لأي بلد إذا تم تذليل كل العقبات أمامهم، خصوصاً العقبات التي لها علاقة بحياتهم الاجتماعية، ما سيجعل لها الأثر في تنمية مجتمعهم.
ولاشك في أن إيجاد البدائل بتوفير القاعات ذات التكاليف المخفضة يعد تسهيلاً لعقبة إقامة الأعراس، نظراً للاستغلال الذي يسعى له بعض أصحاب القاعات في ظل غياب الصالات المجتمعية، ما يدفع نحو استنزاف طاقات أصحاب المناسبات في إقامة أفراحهم.
ويرى البعض أن أبرز أسباب العزوف عن الزواج هي التكاليف، التي يتكبدها صاحب المناسبة والأهل وعلى رأسها التجهيزات المصاحبة، ولاشك في أن إنشاء مجمع لصالات الأفراح خطوة إيجابية نحو حل مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج لدى الشباب، وقد ساهم وجود مثل هذه القاعات في حل مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج لدى الشباب، خصوصاً أن حجوزات القاعات تحتل نسبة كبيرة من إجمالي مصاريف الزواج.
كما أن فكرة هذه القاعات، بحسب المراقبين، جاءت في الوقت المناسب بعد طول انتظار، بسبب ارتفاع أسعار قاعات وخيام الأفراح التي وصلت إلى مبالغ خيالية لا يستطيع معظم الشباب تحملها، ومن إيجابيات قاعات الأفراح، التي سينتجها المشروع الجديد في حال تطبيقه، خفض التكاليف التي تحول دون رغبة الشباب في الزواج، بالتالي ستساهم في القضاء على حالة العزوف، والوقوف عن التفكير في المصاريف المرتفعة جداً.
أنواع القاعات
يقدم مشروع دراسة المواقع لقاعات الأفراح تنوعاً من حيث الأحجام وتقديم الخدمات، حيث يشمل قاعات أفراح كبرى، تتميز بمساحاتها الواسعة التي تستوعب عدداً كبيراً من الضيوف، وغالباً ما تكون مزودة بأحدث التقنيات الصوتية والمرئية، بالإضافة إلى خدمات متنوعة مثل المطاعم والمقاهي وغيرها.
كما تشمل الدراسة صالات أفراح متوسطة الحجم، تتميز بتوازنها بين المساحة والاستيعابية، وتوفر تشكيلة متنوعة من الديكورات والتجهيزات، مثل نظام الإضاءة المبتكر، والمقاعد المريحة، وخدمات أخرى مثل تقديم الحلويات.
وإلى جانب ذلك، هناك صالات الأفراح الصغيرة، التي تناسب الأفراح الصغيرة أو الحفلات الخاصة، وتتميز بتصميماتها الأنيقة، والديكورات المميزة، وتقديم خدمات مخصصة مثل التجهيزات الخاصة بالضيوف وتقديم الحلويات.
تصاميم متنوعة وبيئة مريحة
توفر قاعات المناسبات مجموعة متنوعة من التصاميم التي تناسب جميع الأذواق والمناسبات، علاوة على الخدمات الإضافية، وفقاً لما ستقدمه الدراسة، كما تشترط أن توفر القاعات اهتماماً كبيراً بتقديم بيئة مريحة ومناسبة للضيوف.
وقوف السيارات
من أهم الجوانب التي تضع لها الدراسة اعتباراً كبيراً حركة دخول وخروج السيارات، وإيجاد أماكن واسعة لوقوفها، حيث ستوفر المواقع أماكن لوقوف سيارات الضيوف، علاوة على توفير خدمات الأمن والسلامة لضمان راحة أصحاب المناسبات.
المصدر: جريدة الجريدة