فلاح الدويش سيرة عطرة وتاريخ مشرف بقلم فيصل فلاح فيصل الدويش
21 أغسطس وفي العاصمة الفرنسية، باريس، فقدت قطعة من القلب والروح، فقد رحل الأب العظيم، الأخ المعين، الابن البار، وصديق الجميع، رحل تاركا خلفه فراغا مهيبا، لن يستطيع أن يسده أحد، رحل أبي الرجل العصامي الذي لم تغره الدنيا ولا المناصب أو الألقاب. تخلى عن عمله بشركة النفط ليرافق جدي فيصل، رحمه الله، بالديوان الأميري ويبره، فقد كان له عينه التي يرى بها بعد أن خانه النظر، وكان له اليد اليمنى.
عاش أبي وجدي، رحمهما الله، في مساعدة وتيسير أمور كل من طرق بابهما، دون مقابل، فقد كانا يرددان «من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، وكانت لهما مواقف لا تنسى، ومازلت أسمع بعض المواقف التي لم أكن أعرفها ممن حضرها بكل فخر، حتى في آخر أيامه كان والدي يسعى إلى مساعدة كل من لجأ له، رافضا أن يعوقه المرض عن ذلك، ورغم الألم كان أبي يقف أمامنا شامخا كشموخ برج إيفل، متساميا على آلامه، وكان يزور المرضى في الغربة ويخفف عنهم ويواسيهم، جزء منه كان يخبره بأن رحيله قد بات قريبا، ولكن كنا نرفض ذلك، فقد كنا نراه يحارب هذا المرض الخبيث، وخاض معركة شرسة لمدة 9 سنوات، قاوم خلالها بكل ما أوتي من قوة، حتى انه في إحدى السنوات فقد صوته لمدة طويلة، لكن لم نره يوما يجزع أو يتألم، فقد كان يخفي ألمه خلف ابتسامته، وكان صابرا محتسبا متوكلا على الله وراضيا بقضاء ربه وقدره، رفضت أن ينتصر هذا المرض الخبيث على أبي، ولكن شاء الله أن يصطفيه إلى جواره.
رحل وأنا أعلم أنه بمكان أفضل، ولكن جرح فراقه لا يلتئم.
عزائي انه ترك خلفه سيرة عطرة وتاريخا مشرفا والكثير من المحبين الذين يذكرونه بكل خير ويدعون له.
اللهم ان والدي فلاح فيصل سعود الدويش في ذمتك وحبل جوارك، فاغفر له وارحمه، واجمعنا به في جنات الفردوس الأعلى.
المصدر: جريدة الأنباء الكويتية