عثمان الخميس: لا نعرف في الكويت إلا «السلفية»

«حماس» انحرفت عن الجادة بوضع يدها بيد إيران لكنها تبقى فرقة مسلمة
تأثرتُ كثيراً بالشيخ ابن عثيمين وأحياناً أشعر أني أقلده
أَقْبل الاختلاف في المذاهب الأربعة
لا يمكن لـ «القرآنيين» أن يعبدوا الله عبر القرآن فقط
أَقْبل التعايش مع غير المسلمين لكن مع عدم الرضا بما يقولون
أضع الكفار في 4 درجات… الكافر والمنافق والمرتد والكتابي
الملحد واللاديني بكفة واحدة… لكن الأول جرأته على الله أكبر
قرأت «فضائح الباطنية» وأصبحتْ لديّ ميول لمعرفة الشيعة أكثر
بدايةً من الرفض القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومروراً بالدعوة لعدم الرضا بما اقتطعه جنود الاحتلال من أرض فلسطين، ووصولاً إلى وصف حركة «حماس» بأنها «منحرفة عن الجادة»، طوّف الداعية الإسلامي عثمان الخميس، بمتابعيه، وتنقّل بهم عبر محطات عديدة، أظهر فيها جانباً لم يكن معلوماً في شخصيته، مثل علاقته بالشعر وكرة القدم، وذلك خلال استضافته مساء الأحد الماضي، في برنامج «مسرح الحياة» الذي يقدمه الإعلامي الزميل علي العلياني، ويُبث على تلفزيون «الراي» ومنصة «ROD».
ورغم أن الخميس أبدى قبولاً بإمكانية التعايش مع غير المسلمين، إلا أنه قال إنه يضع «جميع الكفار في كفة واحدة، وهم عندي في 4 درجات: الكافر والمنافق والمرتد والكتابي».
كما أبدى تقبله للاختلافات الواردة في المذاهب الإسلامية الأربعة، مبيناً أن «مذاهب أهل العلم كثيرة، لكن أصبح هناك تلاميذ للأئمة الأربعة نشروا أفكارهم وآراءهم، وبعضهم تعصّب لهم كثيراً».
لا للتطبيع
وشدد الخميس على رفضه القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكداً أن الرضا بما اقتُطع من أرض فلسطين لا يجوز قطعاً.
وأبدى رأيه في حركة «حماس» مبيناً أنها «تنتمي إلى حزب الإخوان المسلمين لكنها انحرفت كثيراً عن الجادة، خصوصاً حين وضعت يدها بيد إيران، إذ أصبح انحرافها كبيراً، لكنها تبقى فرقة مسلمة».
4 درجات
وتحدث عن كثير من الأمور الدينية والعقدية، منها قبول التعايش مع غير المسلمين، لكن مع عدم الرضا بما يقولون، قائلاً: «أضع جميع الكفار في كفة واحدة، وهم عندي في 4 درجات: الكافر والمنافق والمرتد والكتابي».
ووضع الملحد واللاديني في كفة واحدة، مع تمييز أن «الملحد جرأته على الله أكبر، فيما لا يبالي اللاديني أصلاً».
«القرآنيون»
وتطرق الخميس في الوقت نفسه إلى «القرآنيين»، الذين قال عن مشروعهم: «لا مانع لديّ، في أن المشرع هو القرآن الكريم، حيث ينص على طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، تكون باتباع سنته، وهؤلاء «القرآنيون» مستحيل يعبدون الله بالاستدلال فقط من القرآن؛ حيث هناك سنة النبي صلى الله عليه وسلم، التي فصلت كثيراً من الأمور التي لم ترد في القرآن، كالصلاة والصوم والعبادات الأخرى، بما في ذلك الإجماع والقياس فهما مركبان على القرآن والسنة، لكن قد لا يذكر ذلك من باب الاختصار».
المذاهب
وأبدى تقبله الاختلافات الواردة في المذاهب الإسلامية الأربعة، مبيناً أن «مذاهب أهل العلم كثيرة، لكن أصبح هناك تلاميذ للأئمة الأربعة نشروا أفكارهم وآراءهم وبعضهم تعصّب لهم كثيراً».
وعن انحيازه إلى المنهج السلفي، قال الخميس: «منذ نعومة أظافرنا لا نعرف في الكويت إلا السلفية، وعلماؤنا السابقون كلهم ساروا على هذا النهج، وقد أخذت ذلك من الأسرة والأهل والمجتمع، ثم ازدادت قناعتي بعد الدراسة والاطلاع على المذاهب الأخرى، وازداد تمسكي بهذا المنهج».
الدين واحد
ورفض الخميس مصطلح «تعدد الأديان»، مؤكداً أن «الدين واحد هو الإسلام، وقد ورد ذلك في آيات كثيرة بالقرآن الكريم… نعم هناك شرائع مختلفة، وإن كنت تريد التحاور مع غير المسلمين فليكن ذلك، ولكن تحت مسمى الشرائع أو المذاهب، وليس حوار الأديان».
نقطة التحول
وأشار إلى نقطة التحول في حياته، قائلاً: «لم أُعِدّ لذلك أبداً، وإنما جاءت الأمور كما أراد الله وبأمره سبحانه وتعالى، حيث كنت محافظاً منذ صغري، وكان والدي يقتني بعض الكتب وكنت أحرص على قراءتها، مثل صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما، مثل (العبقريات) وكتاب (رجال حول الرسول)، وبعض كتب الشعر التي كنت أحبها، ومنها المتنبي وزهير وعنترة بن شداد».
وأضاف: «بعد ذلك، قرأت (البداية والنهاية) لابن كثير، وبعد الدراسة بدأت أهتم بالعلم الشرعي بحسب ما درسته في جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيم، وما تعلمته على يد الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله».
وتابع: «زاد اهتمامي، بعد ذلك، بالفقه والتاريخ والفرق الإسلامية، حيث قرأت كتاب (فضائح الباطنية) وأصبحت لدي ميول لمعرفة الشيعة أكثر، ثم أرشدني دكتور هندي إلى قراءة كتاب (منهاج السنة) لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد قرأته 7 مرات».
قدوة ومنارة
ووصف الخميس الشيخ محمد بن عثيمين، رحمه الله، بأنه «الأب والمعلم والقدوة والمنارة العالية التي يستضاء بها»، مؤكداً أن الشيخ الراحل «يعني لي الكثير، والكثير جداً، في تفكيري وحركاتي، وأشعر أنني أقلده دون أن أتقصد ذلك، وهذا يدل على تأثري به، حيث كنا نحبه حباً شديداً وكان أمّةً رحمه الله».
واعتبر أن المخالفين للشيخ ابن عثيمين «هم صنيعة جهات أخرى، وليسوا نجوماً، بينما الشيخ رجل علمي مؤصل، يظل نجمه عالياً مع الزمن، والآخرون نجمهم يخبت».
وأضاف: «الأمر الثاني، أن الشيخ ابن عثيمين لم يتغير نهجه، حيث كان رحمه الله ثابتاً على المبدأ في تعامله مع الناس والحكومات، وهذا جعل له مصداقية عند الله سبحانه وتعالى، ثم عند الناس، إن شاء الله».
الطعن في أبي هريرة طعنٌ في السُّنّة
بيّن الخميس أن «رواة الحديث 7 في الإسلام، منهم الصحابي الجليل أبو هريرة وأم المؤمنين عائشة وعبدالله بن عمر، ومن أراد أن يضرب السُّنة، ضرب هؤلاء الرواة، ذلك أن الطعن في أبو هريرة هو طعن في سنّة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث اجتمع معه 4 سنوات دوّن خلالها فعل النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه وتقريره، وبعض الأحاديث أخذها من بعض الصحابة».
زواج التعارف… مرفوض
علّق الخميس، على حديث سابق له رفض فيه فكرة «التعارف بين الشاب والفتاة» قبل الزواج، وقال: «لا أقبله ولا أرضاه لابنتي أو حفيدتي أو أي مسلمة، ولم أقل إن كل من تتزوج بالتعارف تخون زوجها، فالأمر الطبيعي أن يطرق الباب من أراد الزواج، أما التعارف فغير مقبول، لا شرعاً ولا عرفاً».
متفائل بشباب الكويت
أعرب الشيخ عثمان الخميس، عن سعادته بالحوار الذي أجري معه على قناة «الراي»، مبدياً تفاؤله بالشباب الكويتي وقدرته على قيادة المستقبل، وقال إنه يمنح اللقاء 8.5 من 10.
جدولي مزدحم
قال الخميس إن جدوله اليومي «عادة ما يكون مزدحماً، فقبل التقاعد كنت أذهب للعمل ثم أرجع بعد الدوام إلى البيت لأنام قليلاً وأصحو على صلاة العصر، ثم أذهب في زيارات أو دروس أو أكون مع الأهل، وأرتب مواعيدي بالساعة. وبعد التقاعد أصبح جدولي مزدحماً أكثر، لكنني مستمتع بذلك الحمد الله».
يُعجبني المتنبي وشوقي
اعتبر الخميس الشاعر أبو الطيب المتنبي على قمة الشعراء العرب، لافتاً إلى أنه قرأ بعض أشعاره.
وقال: «شعر أحمد شوقي يعجبني، كذلك شعر كل من الإمام الشافعي وزهير بن أبي سلمى وعمرو بن كلثوم في معلقته، ويعجبني امرؤ القيس بصوت فالح القضاع، لكن لا أكترث ولا أهتم بشعر الحداثة، كشعر نزار قباني، رغم أنه كتب بعض القصائد العمودية الجيدة»، مؤكداً أن «علاقتي بالشعر الشعبي ضعيفة، وكانت لي تجارب في الشعر المقفى كتبتها في منطقة عنيزة وفي زوجتي وفي أحداث البحرين»، مبيناً «أنا لست شاعراً في النهاية».
الحج… مع نبيل شعيل
في رده على سؤال حول ما إذا كان الغناء من كبائر الذنوب، قال الخميس: «إذا قلنا إن الغناء من صغائر الذنوب هل يعني ذلك أنك تريد أن تستمع إلى الأغاني؟»، وأردف قائلاً: «لقد سئلت هذا السؤال من قبل، وقد أجبت السائل وأنا أبتسم، ثم إنني جلست مع نبيل شعيل وذهبت معه للحج، وناصحته بهذا الأمر، وليس هناك أي مشكلة في الجلوس مع الفنانين، فالقضية هي أن يبتعد الإنسان عن هذا الأمر فقط».
لا وقت لديّ لصبغ لحيتي
قال الخميس إنه يجتمع مع زملاء الدراسة من خرّيجي جامعة الإمام محمد بن سعود في بريدة كل سنتين، مشيراً إلى أنهم «لم يتغيروا، باقون على الطرح نفسه، ولم يتغير فيهم سوى ظهور الشيب».
وفي رده على سؤال حول لماذا لا يصبغ لحيته، قال: «لست ضد الصبغ، لكن حتى في هذا تأثرت بالشيخ ابن عثيمين رحمه الله، الذي كان لا يجد الوقت، لذلك فالصبغ يحتاج إلى وقت والشيخ حريص على وقته، ثم ان لحيتي ليست بيضاء بالكامل فيها بعض السواد».
جابر بن حيان… غير حقيقي
قال الخميس إنه لايزال مقتنعاً بأنّ شخصية جابر بن حيان غير حقيقية، مبيناً أنه قرأ للفريقين واقتنع بأنها شخصية خيالية و«أنا لا أبحث عن الأساطير، لكني ارتحت لمن قال إنها شخصية غير حقيقية».
اخترت «القصيم» بدل جامعة الكويت
عن بداية حياته الدينية، قال الخميس: «تم قبولي في جامعة الكويت، لكن آثرت الذهاب إلى جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيم، وقد نصحني بعض الإخوة في الذهاب إلى الشيخ محمد ابن عثيمين، الذي كان يسكن في عنيزة، لأتعلم منه، وفعلاً استفدت من دروسه الكثير وذهلنا من علمه وتعامله وصبره وجلده في التعليم، وقد دعي لأن يكون ضمن هيئة كبار العلماء في الرياض، لكنه رفض مفضلاً البقاء مع تلاميذه».
نزهة… حبّبتني في علم الحديث
أفاد الشيخ عثمان الخميس، بأن تحوّله إلى علم الحديث والاهتمام به، جاء عبر الصدفة المحضة، قائلاً «كنا في نزهة، حضر فيها الدكتور عبد الله جليهم، حيث وجّه سؤالاً إلى الحضور قال فيه (لا أعرف لماذا لا يهتم الشباب بعلم الحديث؟)، فأجابه البعض بإجابات مختلفة، وحين بلغني الدور أجبت بشكل مباشر (حنا الكويتيين دفاشه، ما فيه داعي لعلم الحديث، الألباني موجود والسلسلة واضحة شنو راح نضيف لها؟)… بعدها أحببت علم الحديث وكانت هذه نقطة تحوّل في حياتي للاهتمام بهذا العلم».
كنتُ سأمثل الكويت في كأس العالم بإسبانيا
قال الخميس إنه كان يحب كرة القدم، في مراهقته وشبابه، وقد لعب حارس مرمي في السابق في سن 16 و18 عاماً، ثم «التحقتُ بالفريق الأول لمدة 8 سنوات كاملة، بعدها تدربت مع اللاعب أحمد الطرابلسي وكنت مرشحاً للمشاركة في مونديال إسبانيا 1982، وأعطي نفسي 7 درجات من 10 في الحراسة».
وقال: «أتابع نتائج المباريات، في الوقت الراهن، دون متابعة مجرياتها، وكان فريقي المفضل (العربي) لكن رغماً عني أصبح (القادسية)، لأن والدي كان يحبه، أما خارج الكويت كنت أحب الزمالك المصري والنصر السعودي أيام اللاعب ماجد عبدالله».
المصدر: الراي