أعلنت السلطات السورية اليوم الأحد عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتنسيق جهود مكافحة الحرائق المندلعة في محافظة اللاذقية (غرب)، حيث أتت الحرائق على أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي الحراجية على مدار 4 أيام متتالية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح إن «الحرائق أسفرت عن تضرر أكثر من 10 آلاف هكتار، وهذا رقم كبير ويشكل كارثة بيئية حقيقية، ونقوم بالتنسيق مع المؤسسات الدولية والمعنية كي نضع الخطط القريبة والمتوسطة والبعيدة لترميم الغابات».

عومير دوستري

وتابع: «نحاول السيطرة على الحرائق المندلعة في الساحل السوري، ولدينا أكثر من 80 فريقاً في الميدان ونحو 180 آلية من مختلف الأنواع، وبلدوزارت لفتح خطوط النار وتهيئة طرقات آمنة لفرق الدفاع المدني للوصول إلى الحرائق».

وأعرب عن شكر السلطات السورية للحكومة التركية على إرسالها 16 فريقا للمساعدة في إخماد الحرائق، وكذلك الحكومة الأردنية على إرسالها فرق إطفاء و6 مروحيات للمساعدة بإخماد النيران الشديدة.

وقال: «في حال استمرت أوضاع الطقس على ما هي عليه ولم تشتد سرعة الرياح، قد نتمكن من السيطرة على الحرائق اليوم، لكن لا يمكن إعلان إخمادها بشكل نهائي لأن ذلك يحتاج عدة أيام للمراقبة والمتابعة».

وبين أن الأولويات منذ بداية الحريق كانت حماية الأرواح ولم يتم فقد أي مدني واقتصرت الإصابات على الخفيفة، مشيرا إلى وجود 8 إصابات من الدفاع المدني معظمها حالات اختناق إضافة إلى خسائر مادية.

وفي وقت سابق أوضح الصالح، أن الحرائق تتوسع بسرعة بسبب جفاف الطقس والرياح القوية ووجود مخلفات الحرب في الأراضي الحراجية.

وأكد أن غرفة العمليات بدأت بتأمين صهاريج المياه، ونشر فرق إطفاء متطوعة، واستخدام الآليات الثقيلة لقطع خطوط النار واحتواء النيران.

إلى ذلك أفاد الدفاع المدني السوري بأن الحرائق دخلت يومها الرابع، مع استمرار الإبلاغ عن حرائق نشطة في عدة مناطق.

وأضاف أن فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري وأفواج إطفاء الغابات تواصل عملها للسيطرة على النيران، بدعم جوي وبري تركي وأردني.

وصباح اليوم دخلت الفرق الأردنية الأراضي السورية عبر معبر نصيب الحدودي في محافظة درعا ( جنوب)، وانطلقت فوراً نحو مناطق الحريق، دعماً لعمليات الإطفاء التي تنفذها فرق الدفاع المدني السوري، بحسب ما أعلنت سلطة الطوارئ والكوارث.

وأشارت سلطة الطوارئ والكوارث إلى أن هذه المشاركة جاءت بناءً على استعداد المملكة الأردنية لتقديم الدعم والمساندة، في ظل صعوبة السيطرة على النيران المشتعلة في الأحراج الكثيفة والتضاريس الوعرة.

بينما دخلت فرق تركية سوريا السبت بالتنسيق مع سلطة الطوارئ السورية، ويشمل الانتشار التركي مروحيتين و11 آلية إطفاء.

وأفاد بيان لقيادة الجيش الأردني أن القوات المسلحة أرسلت طائرتين من نوع «بلاك هوك» تابعتين لسلاح الجو الملكي، مزودتين بطواقم متخصصة ومعدات فنية متقدمة، لإسناد فرق الدفاع المدني المتوجهة للمشاركة في السيطرة على بؤر النيران والحد من انتشارها حماية للأرواح والممتلكات.

وأضاف أن الدفاع المدني أرسل مركبات كاملة التجهيز ومتخصصة في الإطفاء والعمل في المناطق الوعرة وفي الغابات بكامل طواقمها من العاملين المتخصصين في عمليات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، فضلا عن معدات حديثة لدعم الجهود في إخماد النيران.

إلى ذلك أفاد الدفاع المدني السوري بأن العديد من المتطوعين عانوا من الإرهاق واستنشاق الدخان والحروق نتيجة التعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة والتضاريس الوعرة.

وزاد وجود الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة من خطورة المهمة وتعقيدها، وفقا للدفاع المدني السوري.

وكإجراء احترازي، تم إخلاء سبع قرى في ريف اللاذقية الشمالي، ولم تسجل أي إصابات رسميا حتى الآن.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أفادت في يونيو الماضي بأن سوريا «لم تشهد ظروفا مناخية بهذا السوء منذ ستين عاما»، محذرة من أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.

المصدر: الراي

شاركها.