في إطار اهتمام كلية القانون الكويتية العالمية بتعزيز حضور اللغة العربية والاعتزاز بتراثها اللساني العريق، نظّمت الكلية الأربعاء الماضي محاضرة علمية مميزة استضافت خلالها العالِمة وأستاذة النحو واللسانيات الدكتورة سناء البياتي، التي تمتلك خبرة أكاديمية واسعة في جامعات عربية وعالمية، وانتهى بها المسار العلمي إلى جامعة مالمو في السويد. وجاء تنظيم هذه الفعالية تأكيداً لرسالة الكلية في دعم البحث اللغوي المتجدد وإبراز النظريات الحديثة المتصلة باللغة العربية وعلومها.

وقالت رئيسة قسم اللغة العربية في الكلية د. سهام الفريح إن «كلية القانون منذ إنشائها وحتى اليوم يسعى كل من فيها إلى رعاية اللغة العربية والاهتمام بها، لذا يسعدنا أن نستضيف العالمة سناء البياتي».

وأضافت الفريح: كما اخترع العرب الصفر الرقمي في الرياضيات، اخترع العرب أيضاً الصفر في اللغة العربية على يد د. البياتي في نظريتها (نظرية الصفر في اللغة العربية ودورها في الإعجاز القرآني) وهي في نظريتها هذه لا تقف في تطبيقاتها عند اللغة العربية فحسب، بل تمتد إلى جميع اللغات.

وتطرقت البياتي في المحاضرة إلى مفهوم الصفر اللغوي الذي يعني: نظام آليّة عمل الدماغ لإنتاج اللغة، وكيف أنّه يُعدّ اكتشافًا يُشابه في أهميته اكتشاف الصفر الرياضي، فمن الصفر الرياضي يبدأ العدّ إلى ما لا نهاية من الأعداد سلباً أو إيجاباً، ومن مرحلة الصفر اللغوي تُؤلّف ما لا نهاية من الجُمل في النصوص المختلفة، وكلّها منبثقة من مرحلة الصفر اللغوي.

وأوضحت أن هذا النظام القابع في أدمغة البشر، وتفاصيل أقسام جهاز إنتاج اللغة الذي أطلق عليه اللسانيون تسمية (الصندوق الأسود) لعدم معرفتهم نظام آليّة عمله.

وتحدثت عن تفوق هذه النظرية على نظيرتها اللسانية الأكثر شهرة في العالم وهي النظرية التوليدية التحويلية للعالم الأميركي نعوم تشومسكي حيث توصلتْ نظرية الصفر اللغوي إلى قواعد النحو الكلي، وقد كان تشومسكي يطمح للوصول إليها، علماً أنّ نظرية الصفر اللغوي منبثقة من التراث العربي، وهي امتداد لنظرية النظم لعبد القاهر الجرجاني في كتابه دلائل الإعجاز.

وأشارت إلى أن اكتشاف نظام جهاز إنتاج اللغة في الدماغ يهيئ الأرضية التي نستند إليها في تجديد النحو العربي وتحديث مناهج تعليم اللغة العربية بما يتناسب مع ثراء العربية، وبما يكشف عن سر الإعجاز القرآني في المستوى النحوي، ويضاف إليه المستوى الصوتي التنغيمي، والمستوى الصرفي، والمستوى الدلالي، والمستوى البلاغي التصويري، كل ذلك يسعى إلى كشف إعجاز القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين وأعجز العرب عن الإتيان بمثله.

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.