اخبار الكويت

سمو الأمير: تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج والولايات المتحدة

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء أعمال مؤتمر القمة الخليجية الأميركية بمشاركة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

ويحضر القمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو ممثلوهم إلى جانب رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب.

ويمثل البلد المضيف ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان فيما يمثل البحرين الملك حمد بن عيسى وقطر الشيخ تميم بن حمد والإمارات ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد وسلطنة عمان نائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق آل سعيد.

كما يشارك في القمة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي.

وتركز القمة على بحث التطورات الإقليمية والدولية وتنسيق الجهود المشتركة لتعزيز أمن واستقرار المنطقة إضافة إلى دعم مسارات التنمية والازدهار المستدام وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية.

وألقى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كلمة في القمة الخليجية الأميركية في العاصمة الرياض فيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الملكي الأخ العزيز الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء

في المملكة العربية السعودية الشقيقة..

فخامة الصديق الرئيس دونالد ترامب

رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة..

إخواني أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون..

أصحاب السمو والمعالي والسعادة..

الحضور الكرام:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لنا بداية أن نعرب عن بالغ سعادتنا لعقد القمة الخليجية الأميركية وأن أتوجه إلى أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة مقدرين لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الترتيبات المتميزة لعقد هذه القمة وتقديرنا موصول لقادة دول المجلس على دعمهم الكبير للجهود التي تبذلها دولة الكويت خلال فترة رئاستها الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولجهودهم المباركة المبذولة لتعزيز وحدة الصف الخليجي وتطوير علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية.

وأتوجه بالشكر لفخامة رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة لحرصه المتجدد واهتمامه بلقاء قادة دول مجلس التعاون لترسيخ أواصر التعاون في إطار من الشراكة المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل يعمه السلام والاستقرار والتنمية فعلى مدى العقود الماضية عززت العلاقة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية مكانتها كشراكة استراتيجية متينة تخطت الأبعاد الأمنية لتشمل التعاون في عدة مجالات مستذكرين بالتقدير موقف الولايات المتحدة التاريخي بقيادة تحالف تحرير دولة الكويت من العدوان العراقي الغاشم عام 1990 وهو موقف يبقى حيا في وجدان الشعب الكويتي وشعوب دول الخليج العربية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

ونحن ننظر إلى الاقتصاد كركيزة مركزية في شراكتنا فإننا نتطلع إلى إطلاق مبادرات مشتركة في الاستثمار في البنية التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة ونثني على التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون لاسيما دولة الكويت في مجال الاستثمار متطلعين إلى زيادة حجم الاستثمارات معها باعتبارها حليفا استراتيجيا.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

إن اجتماعنا اليوم ينعقد في ظل ظروف دولية دقيقة تشهد تصاعدا في الأزمات والنزاعات وتحديات غير تقليدية تتجاوز حدود الدول وقد جسدت دول مجلس التعاون وحدة مواقفها في دعم أمن المنطقة واستقرارها.

ولطالما تجسدت لحمة دول المجلس من خلال مواقفها الصلبة الثابتة في دعم أمن واستقرار المنطقة والعالم عبر إرساء قواعد الحوار والارتقاء بمجالات التعاون ومن خلال مواقف دول المجلس المتحدة الصارمة في رفض كل ما من شأنه زعزعة أمنها واستقرارها ونمائها والمس بسيادة دولها على كافة أراضيها وجزرها ومناطقها البحرية وثرواتها.

ومن هذا المنطلق تؤكد دولة الكويت على الالتزام بالعمل في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو كل ما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة لدول المجلس والولايات المتحدة الأميركية الصديقة من خلال تفاهمات تهدف إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا كافة.

وعلى المستوى الإنساني والتنموي نؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز العمل الإغاثي والإنساني في مناطق النزاع والكوارث وندعو إلى تنسيق المساعدات الإنمائية الخليجية الأميركية بما يضمن الاستجابة الفعالة والمستدامة لاحتياجات المجتمعات المنكوبة.

كما نقترح العمل على تأسيس منتدى خليجي أميركي للحوار الثقافي والتعليمي بهدف دعم برامج التبادل العلمي والبحث المشترك وتمكين الشباب وتعزيز قيم التسامح والانفتاح والتفاهم الحضاري.

وفي إطار التحديات الإقليمية نؤكد على ما يلي:

أولا: تطلعنا إلى أن تجسد قمتنا هذه مدخلا لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها ويأتي في مقدمتها مسيرة السلام المعطلة في الشرق الأوسط التي يستوجب معها ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ثانيا: تعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سورية وصون سيادتها ووحدة أراضيها وإنهاء معاناة شعبها ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها معربين عن تقديرنا لإعلان فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات عن سورية.

وفي هذا الصدد نجدد ترحيبنا بالجهود الدبلوماسية التي قامت بها سلطنة عمان الشقيقة وأسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأميركية والسلطة غير الشرعية في الجمهورية اليمنية متمنين أن تسهم هذه الخطوة في ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي ونقدر جهود الولايات المتحدة الأميركية في حل النزاعات الدولية وإيقاف إطلاق النار بين الهند وباكستان والعمل على إيجاد حل لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

إن دول مجلس التعاون تؤمن بأن استقرار المنطقة مسؤولية مشتركة وإن الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ركيزة في هذا المسار ونتطلع إلى أن تكون قمتنا اليوم خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقرارا وتوازنا وتكاملا يستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وختاما

نجدد شكرنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة على كرم الضيافة ولفخامة الرئيس دونالد ترامب على مشاركته البناءة متمنين لمداولات قمتنا هذه النجاح والتوفيق ولشراكتنا الخليجية الأميركية دوام القوة والاستدامة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كما بعث سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله ورعاه ببرقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.. جاء فيها:

خادم الحرمين الشريفين

الأخ العزيز الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد،،

وإذ أغادر بلدي الثاني المملكة العربية السعودية بعد مشاركتي في القمة الخليجية الأميركية التي احتضنها بلدكم الشقيق في العاصمة (الرياض) فإنني أتقدم إلي شخصكم الكريم بأعمق أيات الشكر وأصدق معاني الامتنان لما حظيت به والوفد المرافق من حفاوة أصيلة وكرم ضيافة وحسن وفادة عكست عمق الوشائج الأخوية والأواصر الحميمة وأكدت متانة العلاقات التاريخية الراسخة التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين الممتدة جذورها عبر التاريخ.

وأؤكد أن استضافة بلدكم الشقيق لهذه القمة الهامة التي جاءت امتدادا لمسار القمم السابقة وبحضور فخامة رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب ترسخ الدور المحوري البارز للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي وتجسد حرصها على تعزيز التوافق الخليجي الأميركي في ظل التطورات العالمية التي تملي علينا جميعا مضاعفة الجهود وتوحيد الرؤى لكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم كما أشيد بكل التقدير والثناء بما بذله بلدكم الشقيق من جهود في التنظيم والإعداد لهذه القمة وما كان له بالغ الأثر في إنجاحها متمنيا أن تسهم مجمل توصياتها ونتائجها الإيجابية في دفع مسيرة التعاون المشترك وتعزيزها والارتقاء بها إلى آفاق أكثر شمولا بما يحقق مصالح بلداننا ويلبي تطلعات شعوبنا.

وختاما أسأل الله تعالى أن يحفظكم ويلبسكم ثوب الصحة والعافية ويمدكم بعونه وتوفيقه لتواصلوا بحكمتكم المشهودة قيادة المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق على دروب الرفعة والازدهار.

المصدر: جريدة الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *